m

فئة :

2012 May 17

أمن الكتب والمكتبات وسلامتها

شدَّد سعادة اللواء المتقاعد الدكتور مساعد بن منشط اللحياني على أهمِّية تضافر جهود الدول والمنظَّمات الدولية والمحلية لتوفير الأمن والسلامة للكتب والمكتبات للحفاظ على التراث الثقافي والمعرفي الإنساني، مستعرضًا وسائل أمن الكتب والمكتبات وسلامتها من حيث الموقع والإنشاءات والإجراءات، وذلك في محاضرةٍ أُقيمت ضمن أنشطة خميسية حمد الجاسر الثقافية يوم الخميس 26جمادى الآخرة 1433هـ الموافق 17 مايو 2012م، بعنوان “أمن الكتب والمكتبات وسلامتها”، أدارها سعادة الدكتور موسى عباس.

وقد افتتح الـمُحاضر حديثه بمقدمة عن أهمِّية الكتاب وأنه من أهم وسائل التواصُل الثقافي بين الأمم، وهو يحكي تراثها وحضارتها ويوثِّق موروثها، موضحًا كيف أنَّ الكتاب لم يظهر بهذا الشكل إلا بعد أن مرَّ بمراحل في لغته وخطِّه وشكله ومحتواه, وبخاصةٍ بعد أن كان في رُقُمٍ من الطين أو في طيَّة رِقّ أو ورقة بردي أو نسيج حرير.

ثم أوضحَ الـمُحاضر أهمِّية المكتبات التي تحوي الكتب بمختلف أنواعها وأشكالها, وكيف تطوَّرت بعدما كانت مخازن للكتب إلى مكانٍ يحفظ مختلف أوعية المعارف والعلوم سواءً الورقية منها أو الإلكترونية, كما أوضحَ اهتمام الأباطرة والملوك والخلفاء والأمراء بإنشاء المكتبات ورعايتها على مرِّ العصور.

ثم أوجزَ أهمَّ المخاطر التي تهدِّد أمن الكتب والمكتبات وسلامتها مثل الحرائق والسرقات والعبث والزلازل والفيضانات والسيول وغيرها، وعزى ذلك لأسبابٍ منها: القلاقل السياسية، والنزاعات المسلحة، والتدهور الاقتصادي، والتعصُّب العقدي والديني. وضرب أمثلةً لعددٍ من المكتبات خلال عصور التاريخ وما لـَحِقَ بها من مخاطر أدَّت إلى تلفها ونهايتها, مثل: مكتبة “ميليت” اليونانية التي دمَّرها الغزاة من الفرس عام 494 ق.م، ومكتبة الإسكندرية وحريقها الكبير الأول عام 48 ق.م، ومكتبات بغداد وحرقها وتدميرها على يد هولاكو عام 1258م، وحرق مكتبات غرناطة بالأندلس من قِبَل الإسبان الغُزاة عام 1942م، وحريق مكتبة الكونجرس الأمريكية عام 1814م، وحرق مكتبة الجزائر الوطنية من قِبَل الفرنسيين عام 1962م، وحريق المجمع العلمي المصري عام 2011م، والزلازل والفيضانات التي تعرَّضت لها مكتبات اليابان وتايلاند وأندونيسيا من آثار المدِّ البحري (تسونامي)، وأوضحَ أنواع الحرائق وطرائق الإطفاء المناسبة لكل نوع: إطفاء مائي، إطفاء بالغاز، إطفاء بالرغوة..إلخ.

ثمَّ فُتِحَ المجال للأسئلة والمداخلات التي أثْرَت الموضوع.