m

فئة :

2022 Oct 01

المبخوت يتحدث عن تاريخ تأسيس الأدب التونسي

تحدّث الأستاذ الدكتور شكري المبخوت عن تاريخ تأسيس الأدب التونسي وتشكّل هويته، مستهلاً محاضرته بالشكر لمركز حمد الجاسر الثقافي على دعوته لإقامة هذه المحاضرة تزامنًا مع الفعاليات الثقافية لمعرض الرياض الدولي للكتاب الذي اختار جمهورية تونس ضيف شرف، وأشار إلى أنه اختار عنوان المحاضرة “تاريخ الأدب والهُويّة الوطنية”؛ كونه يقع ضمن اهتماماته، وتوّجه مؤخرًا بكتاب (متحف الأدب)، الذي تزامن صدوره مع المعرض، وقدّم الإشكالية الأساسية التي تناولها في هذا الكتاب، وقد أدار المحاضرة الدكتور عبدالله العريني ضحى السبت 5 ربيع الأول 1444هـ الواقع في 1 تشرين الأوّل (أكتوبر) 2022م.

وقال المبخوت: إن متحف الأدب كلمة لها وقع لدى كل من سمع بالعنوان، والفكرة قد تبدو غريبة نوعًا ما لكنها في الواقع أن هناك متاحف فعلية للأدب مثل متحف الأدب في ألمانيا وفي أذربيجان تتضمّن المخطوطات والكتب الأدبية ومجسمات للشخصيات الأدبية، وما يقصده الكتاب أمورا أخرى تحمله هذه العبارة ورأى أن كتب تاريخ الأدب هي في الحقيقة متاحف لما يوجد فيها من التيارات والشخصيات والآثار والتصنيفات، ومن هنا كان المدخل لمسألة العلاقة بين الأدب والتاريخ والهوية، فالمتاحف تُصنع لإبراز المجد القومي عادة وللغاية التعليمية ولأسباب جمالية وحين نقارنها مع كتب تاريخ الأدب نجدها متشابهة؛ إذ صنعت ذاكرة وطنية للأجيال.

وقال: إن تاريخ الأدب التونسي عند حسن حسني عبدالوهاب يبدأ مع الفتح الإسلامي وتعريب البربر في تونس وقدم منتخبات تعبر عن عبقرية التونسيين وأشار إلى أن هناك شخصية عجيبة في تونس اسمه زين العابدين السويسي اشتغل في الصحافة وكتب كتاب تاريخ الأدب التونسي في القرن الرابع عشر، جمع فيه المعاصرين التونسيين في القرن العشرين وصدر عام 1928م بعد عشر سنوات من صدور كتاب حسن حسني عبدالوهاب، وفي هذا الكتاب لأول مرة تنتخب قصائد للشابي تصفه بالعبقري وهو في سن بداية العشرين.

وأشار إلى أن ما أسماه بمتحف الأدب التونسي بُني على مراحل طيلة مائة عام واستعرض في محاضرته الأدب التونسي وتاريخه عبر العصور المتعاقبة وقال إن مؤسسة بيت الحكمة للثقافة أصدرت في عهد الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي أعمالاً كثيرة في تاريخ الأدب التونسي وقال إن آخر كتاب صدر عن تاريخ الأدب التونسي صدر سنة 2018 وقال إن هذه التواريخ مهمة بين 1918 و2018 وتعد بدايات مهمة في تشكّل الهوية التونسية.

وذكر عددًا من الكتب التي صدرت مشيرًا إلى أنه كلما صدر كتاباً عن الهوية التونسية طُرح تاريخ الأدب التونسي موضحًا أن هذا التلازم طبيعي جدًا وأوضح أن هذا البعد الجمالي الأدبي لا ينفصل عن النسق الثقافي وهذا التعالق بين الجانب الأدبي والثقافي يتبعه تعالق بين الجانب السياسي والإيديولوجي وقال إن هناك حاجة فعلية لتحديد الانتماء.

ثم فُتح المجال للمداخلات التي أثرت الموضوع والأسئلة التي تفضّل بالرد عليها.