ندوة وفاء عن الأستاذ محمد الشارخ.. “صخر” التقنية العربي
افتتح الدكتور هشام القاضي ندوة الوفاء عن فقيد...
الأستاذ الدكتور محمد الهدلق .. سيرة ومواقف وشهادات
بمشاركة نخبة من الرواد والمثقفين والأكاديميين...
المسلّم يتحدث عن مشروع الجينوم في دارة العرب
أوضح الأستاذ الدكتور إبراهيم بن صقر المسلّم أن...
البازعي يشدد على ضرورة معالجة أزمة الإنسانيات
أوضح الأستاذ الدكتور سعد البازعي بأن أزمة...
مؤسسات المجتمع المدني
أوضح الدكتور مرزوق بن تنباك أستاذ الأدب العربي في جامعة الملك سعود بأن مؤسسات المجتمع المدني أصبحت تمثل ضرورة حضارية حديثة وأداة عصرية فعالة، لتحقيق تطلعات الشعوب نحو الحرية والعدالة والمساواة. وقد أصبحت مؤسسات المجتمع المدني، التي تمارس نشاطها بحرية دون تدخل حكومي يذكر، عبارة عن الأذرع المنفذة لمبدأ الديمقراطية في أرض الواقع السياسي. موضحًا أن معظم الدول الديمقراطية الحديثة تحكم وتدير شؤونها المختلفة في الواقع الفعلي، من قبل مؤسسات المجتمع المدني فيها، بصفة أساسية، جاء ذلك في محاضرة بعنوان “مؤسسات المجتمع المدني في زمن التحولات” ألقاها في خميسية حمد الجاسر الثقافية، يوم الخميس 23 ذو الحجة 1433هـ الموافق 8 نوفمبر 2012م، وأدارها سعادة الدكتور جاسر الحربش.
وقد أشاد المحاضر بالعولمة وما أحدثته من نقلة نوعية في هذا المجال إذ ساعدت كثيراً على نشأة المجتمع المدني وهيأت المناخ المناسب لتطورها متجاوزةً كل العقبات التي تفرضها الأنظمة الشمولية؛ موضحًا أن قطاع المجتمع المدني لا يبرز فقط على أنه جهة فاعلة واضحة على المستوى المجتمعي في أجزاء كثيرة من العالم، لكنه يتسم كذلك بتنوع ثري في طبيعته وتركيبته. ولهذا السبب، تتفاوت تعريفات المجتمع المدني بدرجة كبيرة استناداً إلى اختلاف النماذج التصورية والأصول التاريخية والسياق القطري العام.
ثم استعرض بعض التعريفات التي جاء من أبرزها تعريف البنك الدولي وهو تعريف أعدته مجموعة من المراكز البحثية الرائدة ويشير هذا التعريف إلى أن “مصطلح المجتمع المدني مجموعة واسعة النطاق من المنظمات غير الحكومية والمنظمات غير الربحية التي لها وجودٌ في الحياة العامة وتنهض بعبء التعبير عن اهتمامات وقيم أعضائها أو الآخرين، استناداً إلى اعتبارات أخلاقية أو ثقافية أو سياسية أو علمية أو دينية أو خيرية”. ومن ثم يشير مصطلح منظمات المجتمع المدني إلى “مجموعة عريضة من المنظمات، تضم الجماعات المجتمعية المحلية، والمنظمات غير الحكومية، والنقابات العمالية، وجماعات السكان الأصليين، والمنظمات الخيرية، والمنظمات الدينية، والنقابات المهنية، ومؤسسات العمل الخيري”.
وأوضح المحاضر أن العقد المنصرم شهد توسعاً مذهلاً في حجم ونطاق وقدرات المجتمع المدني في جميع أنحاء العالم، مدعوماً بعملية العولمة واتساع نطاق نظم الحكم الديمقراطية، والاتصالات السلكية واللاسلكية، والتكامل الاقتصادي. وأصبح لمنظمات المجتمع المدني دور بارز في تقديم المساعدات الإنمائية علي مستوى العالم، كما أصبحت منظمات المجتمع المدني أيضاً جهات مهمة لتقديم الخدمات الاجتماعية وتنفيذ برامج التنمية الأخرى كمكمّل للعمل الحكومي، لاسيما في المناطق التي يضعف فيها التواجد الحكومي كما في أوضاع ما بعد انتهاء الصراعات.
وأشار إلى أن مؤسسات المجتمع المدني، في معظم عالمنا العربي، مازالت متعثرة، ومازال يعيق قيامها وممارسة نشاطها، الكثير من القيود والمعوقات الحكومية وغير الحكومية. وما لم تسهل مهمة قيام هذه المؤسسات ويحرر نشاطها من الإجراءات المعيقة، فإن دورها سيكون هامشياً ومحدوداً، إذ أنّ أهم عنصر لنجاح هذه المؤسسات هو الاستقلالية، وأن عدم توفر هذا العنصر يلغي مدنية تلك المؤسسات ويحولها إلى مؤسسات حكومية أو شبه حكومية ويؤثر على الغرض النبيل الذي استحدثت هذه المؤسسات من أجل تحقيقه في المجتمع.
ثم فتح المجال للأسئلة والمداخلات من الحضور، وقد تفضل بالرد عليها ومن ضمن المداخلين: د. معجب الزهراني، د. عبدالعزيز بن سلمة، د. عبدالعزيز المانع، د. عمر السيف، أ. محمد الأسمري، أ. عبدالله الشهيل، د. الحاج بلعابد، أ. علي شمسان، د. عثمان الربيعة، وغيرهم.