m

فئة :

2012 Feb 16

واقع اللغة العربية ومستقبلها في أندونيسيا

أوضح الدكتور بحر الدين أورل أنَّ اللغة العربية وصلت إلى أندونيسيا في القرن السَّابع الميلادي إبّان الفتوحات الإسلامية عن طريق التُّجَّار الذين وفدوا إليها من حضرموت واستقرُّوا فيها، وأنشؤوا أول صحيفة باللغة العربية بعنوان “حضرموت” كان لها أثرها في انتشار اللغة العربية والإسلام في أندونسيا، جاء ذلك في محاضرةٍ ألقاها في خميسية حمد الجاسر الثقافية في يوم الخميس 24 ربيع الأول 1433هـ الموافق 16 فبراير 2012م، وشارك فيها سعادة الدكتور عوض القوزي أستاذ النحو والصرف في جامعة الملك سعود وعضو المجمع اللغوي في القاهرة، وأدارها سعادة الدكتور أبو أوس إبراهيم الشمسان.

وقد افتتح المحاضرة الدكتور بحر الدين أورل بورقته التي تحدَّث فيها عن بداية دخول اللغة العربية في أندونيسيا، والترحيب الذي حظيت به اللغة والفاتحين والتجار العرب في أندنوسيا في ذلك الوقت، وأنَّ التعليم باللغة العربية تطوَّر فيها منذ ذلك اليوم، واستمر هذا الوضع في التقدُّم حتى مجيء الاستعمار إلى أندونيسيا الذي حال دون انتشار اللغة وأدى إلى توقُّفها وتوقُّف الصحيفة التي كانت تصدر باللغة العربية وتتحدث عن أحوال الأندونيسيين وثقافتهم. مشيرًا إلى أنَّ كثيرًا منهم كان قد بدأ الكتابة بالحروف العربية وكان ذلك سببًا في ازدهارها.

ثم تحدَّث عن عودة اللغة إلى أندونيسيا مرة أخرى في أواخر القرن العشرين بفضل افتتاح معهد العلوم الإسلامية التابع لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في عام 1980م، بالإضافة إلى العديد من المعاهد الخاصة لتعليم اللغة العربية، وقد حظي ذلك بإقبال شديد من قِبَل الأندونيسين. كما ظهرت معاهد تعلم اللغة العربية في محاضرهم التربوية وتُعَدُّ هذه النقطة نقطة تحوُّل من التردِّي إلى الازدهار. كما ظهر في أواخر القرن العشرين العديد من الأنشطة والمؤتمرات والجهود التي تبحث هذا الموضوع، ومنها جهود جامعة مالك بن إبراهيم الإسلامية الحكومية في أندونيسيا ببرامجها ودوراتها ومنها البرنامج المكثَّف لتعليم اللغة العربية الذي ظهر عام 1990م الذي أُقِرَّ بشكل إلزامي للطلاب ليتعلموا اللغة بوصفها مفتاحًا لفهم الإسلام.

كما أشار إلى أنَّ هناك العديد من المعاهد العلمية المتخصصة بتعليم اللغة العربية، وقد انعقد العديد من المؤتمرات التي كان آخرها برئاسة الدكتور عمر بامحسون، مشددًا على أهمية ووجود الموفدين العرب في أندونيسيا، وبدورهم تزداد فعالية تعليم اللغة ويزداد انتشارها ويسهل استعمالها. وفي ختام ورقته أوضح أنَّ معهد البحوث الإسلامية استقبل عددًا كبيرًا يصل إلى 100 طالب في قسم الشريعة وكذلك في قسم اللغة العربية، وأنَّ هناك قسمًا خاصًا بالطالبات.

ثم تحدّث الدكتور عوض القوزي أستاذ الأدب في جامعة الملك سعود وعضو المجمع اللغوي في القاهرة، فافتتح ورقته بالشكر الجزيل لمدير الجامعة الإسلامية في أندونيسيا وللأندونيسيين الذين استقبلوهم في مؤتمرهم العلمي الذي أُقيم حول تجربة تعليم اللغة العربية في أندونيسيا والذي خرج بتوصياتٍ عدَّة منها: دعوة الجامعات العربية والمؤسسات المعنيَّة لتكريس جهودها من أجل دعم اللغة العربية في الخارج؛ والاهتمام بتدريب معلمي العربية من غير الناطقين بها وتأهيلهم؛ وزيادة إيفاد معلمي اللغة العربية؛ وتكثيف التعاون والحوار بين الجامعات العربية والإسلامية في الداخل والخارج؛ ودعوة المؤسسات الخيرية لتزويد المكتبات بما يلزم في هذا الجانب؛ وإنشاء رابطة دولية تُعنى بشؤون تعليم اللغة العربية.

وأشار إلى أنَّ العربية انطلقت مع الفتح الإسلامي فانتشرت بين سكان البلاد المفتوحة طواعيةً، فأقبلوا يتعلمونها بشغف، فظهر منهم العلماء في شتى علومها، وأسهموا في نهضة اللغة العربية أكثر من العرب أنفسهم.

كما شدَّد على ضرورة الرحلة من قِبَلنا لتعلُّم اللغة وتعليمها، فاختلاط المتعلم بأصحاب اللغة الأم يسهِّل تعلُّمها، مشيرًا إلى أنَّ استخدام اللهجات في اللغة المتداوَلة يؤثر سلبًا على متعلمي اللغة من غير الناطقين بها. ثم فُتح المجال للمداخلات والأسئلة التي أثرت المحاضرة.