كتابة السير لذوي التجربة دَينٌ عليهم

افتتح معالي الأستاذ محمد الشريف حديثه بسرد البدايات الأولى من حياته العلمية وتدرجه في الحياة العملية لأكثر من خمسين عامًا موضحًا أن كتابة السير لذوي التجربة دينٌ عليهم لتطلع الأجيال القادمة كيف كانت الحياة الاجتماعية والثقافية لهذا الجيل فوجود تاريخ متسلسل ومتوالي عن المجتمع هو بمثابة العيش في مجتمع مستمر دون انقطاع، جاء ذلك في محاضرة ألقاها في دارة العرب بعنوان: “سيرة عُمْر.. محطات وتجارب” أدارها د. عائض الردادي ضحى السبت 27 ربيع الآخر 1445هـ الموافق 11 كانون الأول (نوفمبر) 2023م.
وأوضح معاليه أنه قسم سيرته الذاتية في كتابه إلى عشرة أجزاء تتعلق بالولادة والنشأة والتعليم الأول وكيف كان عليه المجتمع ثم سيرته التعليمية والسيرة العملية في الأعمال الحكومية التي كلّف بها، موضحًا أن ولادته كانت في قرية المفيجر محافظة الحريق التي تبعد عن الرياض ما يقارب 60 كم في الجنوب الغربي كانت تعيش في شظف وفقر صادفتهم الأوبئة والأمراض التي حلت بالقرية في تلك المرحلة مع عدم توفر وسائل النقل إلا الوسائل البدائية، موضحًا أن التعليم كان يكاد معدومًا إلا تعليم الكتاتيب في المساجد؛ حيث تلقى تعليمه الأول على يد جده في الأرض وكان ينصب التعليم على قراءة القرآن والكتابات البدائية على ألواح خشبية يدونون عليها الحروف البدائية حتى يتعلموا وهي ذات الطريقة التي تعلم بها من سبقهم.
وذكر أن والده توفي رحمه الله وهو في سن السابعة وأرسله أهله إلى الدمام لتلقي التعليم فمكث في الرياض قبل انتقاله للدمام في “مضوف الملك عبدالعزيز” للقادمين من المناطق الأخرى واقترح عليه أحد أقاربه العمل قبل الانتقال للدمام فعمل في قراءة القرآن بقصر الملك عبدالعزيز في المربع على مجموعة من النساء منهن إحدى زوجات الملك عبدالعزيز رحمهما الله.
ثم انتقل إلى الدمام إذ استمرت رحلتهم يومان ودرس الابتدائية وتخرج منها بتفوق وذكر أبرز المواقف التي تعرض لها أثناء الدراسة وتعيينه في إدارة الجوازات بعد تخرجه من الابتدائية لمدة عام ثم طلب نقله إلى إدارة الجوازات بالرياض جوار قصر الحكم لأكثر من عامين ثم عمل في ديوان المراقبة العامة مدققًا للحسابات حيث كان الديوان مكلفًا بمراجعة مستندات نفقات الجهات الحكومية لمدة اثنين وعشرين عامًا في الحسابات والأرقام والمستندات تعلم منها الحفاظ على المال العام وطرق كشف الفساد والاختلاسات، ثم ترقى من مدقق حسابات إلى مراجع حسابات فمراقب ثم مدير عام الديوان ثم وكيل الديوان المساعد واستفاد من عمله فائدة كبيرة في الديوان في الإلمام بما يدور بدواويين الدولة من الناحية المادية ومن هي الجهة التي تحافظ على المال العام أكثر من غيرها والجهة التي يكثر فيها التلاعب ثم رشحه وزير المالية وكيلاً الوزارة للشؤون المالية والحسابات.
ثم تحدث عن تجربته في مجلس الشورى واستمرار عضويته فيه ثلاث دورات مدتها 12 عامًا موضحًا أن المجلس خدمته فريدة التقى فيه بشخصيات ومعارف جاءوا من مختلف القطاعات وكان من الثمانية الأشخاص الذين استمرت دوراتهم 12 عامًا كتبوا تجربتهم وانطباعاتهم واقتراحاتهم لتطوير أعمال المجلس.
وفي ختام المحاضرة تحدث عن تكليفه برئاسة الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد “نزاهة” بدرجة وزير بدأوا بوضع نُظُم الهيئة وصدر به قرار من مجلس الوزراء ثم وضعوا اللوائح الداخلية والكوادر والكفاءات من المشهود لهم بالنزاهة وشكلوا لجنة لمقابلة من يتم تعيينه من مختلف التخصصات حتى تتوافق الكفاءات والكوادر مع المهام الموكلة إليهم في هذه الهيئة الهامة حيث استجلبت 300 موظف من ذوي الكفاءة والمقدرة وحققت نجاحات في مكافحة الفساد، ثم فُتح المجال للمداخلات التي أثرت الموضوع والأسئلة التي تفضل بالرد عليها.