m

فئة :

2023 Mar 18

ندوة وفاء في مجلس حمد الجاسر: الأستاذ الدكتور عبدالرحمن الطيب الأنصاري.. آثار وأثر

نظّم مركز حمد الجاسر الثقافي ندوة وفاء لفقيد الوطن الأستاذ الدكتور عبدالرحمن الطيب الأنصاري شارك فيها الأستاذ الدكتور أحمد الزيلعي، والأستاذ الدكتور يحيى أبو الخير، وأدارها الدكتور عبدالعزيز بن سلمه بحضور نخبة من المثقفين وأصدقاء وطلاب ومحبي الفقيد وعائلته، ضحى السبت 26 شعبان 1444هـ الموافق 18 آذار (مارس) 2023م.

وافتتح الأستاذ الدكتور أحمد الزيلعي ورقته بالحديث عن مكانة الدكتور عبدالرحمن الطيب الأنصاري وعطاءاته وإنجازاته العلمية في مختلف الميادين التاريخية والأثرية والتربوية والإدارية ومجالي البحث والتنقيب، مستعرضًا بعض الرحلات الاستشكافية.

وركز على اهتمام الطيب الأنصاري في التنقيب والآثار وتأسيسه لجمعية التاريخ والآثار السعودية ونشاطه الملحوظ في هذا المجال حتى تخطت شهرته الأوساط المحلية إلى عوالم أخرى خارجية، متحدثًا عن عمق انتمائه لوطنه وحبه له واعتزازه بتاريخه وتراثه الحضاري، حيث أشرف على التنقيب في موقع قرية الفاو لأكثر من خمسة وعشرين عامًا، كرس فيه كل وقته وجهده وخبرته لإتمام نشر نتائج المشروع بدعم من الهئة العامة للسياحة والتراث الوطني برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله .

وأشار إلى تمثيله لوطنه في المؤتمرات واللجان العلمية المحلية والعربية والدولية ونيله الأوسمة والجوائز والشهادات التقديرية، ونيله ثقة القيادة في اختياره لعضوية مجلس الشورى لدورتين متتاليتين ترأس خلالهما أهم اللجان الدائمة في المجلس وعلى رأسها لجنة التعليم والبحث العلمي، ثم تعيينه عضوًا في مجلس إدارة الهيئة العليا للسياحة في أول دورة لها مدتها ثلاث سنوات مستعرضًا اهتمام وعناية سمو الأمير به طيلة فترة حياته.

كم تحدث عن تكريم طلابه وزملائه ومحبيه له بكتاب يحوي بين دفتيه أكثر من 30 بحثًا علميًا محكما باللغتين العربية والانجليزية شارك فيه عدد من الأساتذة والمختصين في الآثار والتاريخ من عرب وعجم وبموضوعات متعددة غطت جميع مناطق الجزيرة العربية.

كما تحدث الأستاذ الدكتور يحيى أبو الخير عن سيرة الفقيد العطرة وقدم سردًا لمسيرته الأكاديمية والإدارية وشخصيته المتفردة وبداية معرفته وعلاقته القوية به وعمله تحت رئاسة الأنصاري في عدد من اللجان العلمية.

ثم تحدث عن السمات الشخصية والإدارية للأنصاري ووطنيته واتسام إدارته بالحكمة والبصيرة والفحص والاختبار في الآن نفسه، وحكمته في التعامل النزيه مع الجميع.

وقال: إن إدارة الدكتور الأنصاري وعلمه يعدّان جسرًا متجددًا بين الحضار والماضي ودربًا إلى المستقبل تنيره شموس العطاء وألق الضياء، متحدثًا عن الجلسة الأسبوعية التي كانت يعقدها في كلية الآداب ورقيّه في الطرح والنقاش وأسلوبه المتفرّد في الحوار.

ثم تحدث عن السمات الأكاديمية؛ حيث حطّ رحاله في علم الآثار إذ تبلورت فيها ذاته الأنصارية في قسم الآثار والمتاحف الذي يعود الفضل إليه بعد الله في تأسيسه، وأشار إلى أن أبرز نتائج تنقيبه في الفاو أربع مجلدات عكست مدرسة آثارية عزز فيها الأنصاري وودوها الوطني وجذّر لها أسسها النظرية والتطبيقة على حد سواء، مستعرضًا إسهاماته العلمية الأخرى في خدمة تاريخ الجزيرة العربية بعامة وآثار المملكة بخاصة.

كما دعا في ختام ورقته جامعة الملك سعود إلى تنويع سبل تكريم الأنصاري ومنها وضع اسمه على إحدى القاعات الرئيسية في كلية الآداب تخليدًا لذكراه العطرة، وإصدار مؤلف عنه يخلد عطاءاه العلمية البحثية والنظرية والتطبيقية والإدارية، آملاً أن يوسم متحف الآثار بالكلية باسم سعادته تكريمًا له، وإنشاء مركز حضاري لدراسات التاريخ والآثار باسمه.

ثم فُتح المجال للمداخلات التي افتتحها معالي الدكتور أحمد الضبيب زميله وصديقه منذ الصبا متحدثًا عن ذكرياته معه منذ المرحلة الابتدائية وصولاً إلى الدراسة في الخارج ثم العمل الأكاديمي معبرًا عن مدى صلته القوية به وتأثرّه الشديد بفقده بكلمات فاضت منها الدموع أسىً عليه.

كما تحدث الدكتور عبدالعزيز المانع والأستاذ معن الجاسر عن علاقة الشيخ حمد الجاسر بالفقيد الأنصاري رحمهما الله والذكريات التي جمعتهما في رحلات استشكافية أثرية، نقل فيها الدكتور المانع عما جاء من الدكتور الأنصاري وبداية توجهه للفاو استرشادًا بما ذكره الشيخ حمد الجاسر عن الفاو في كتابه “مدينة الرياض عبر أطوار التاريخ”. ثم استتبعت المداخلات من الدكتور عبدالعزيز الهلابي والدكتور جاسر الحربش والدكتور عايض الردادي والدكتور أسعد عبده والأستاذ محمد القشعمي والأستاذ محمد الأسمري والأستاذة أسماء الأحمد.

واختُتمت الندوة بمشاركة ابنته الدكتورة لبنى، التي ثمّنت جهود القائمين على مركز حمد الجاسر الثقافي لتنظيم هذه الندوة متحدثة عن ذكرياتها مع والدها وبعض سماته الشخصية.