m

فئة :

2015 Mar 08

ندوة عن الدكتور راشد المبارك رحمه الله

أقام مجلس حمد الجاسر الثقافي ندوة عن الدكتور راشد المبارك رحمه الله، الذي وافته المنية عن عمر ناهز 80 عاماً، وقد شارك فيها الدكتور مرزوق بن تنباك والدكتور عبدالله القفاري والدكتور عبدالمجيد المبارك وأدارها الدكتور عزالدين موسى، وذلك يوم السبت 16 جمادى الأولى 1436هـ وسط حضور ثقافي مميز من رواد المركز ومن أسرة الفقيد رحمه الله ومحبيه من الرياض والذين قدموا من الأحساء للمشاركة في هذه الندوة التي افتتحها الدكتور مرزوق بن تنباك بحديثه عن الفقيد الذي وصفه بأحد أبرز الشخصيات العلمية والاجتماعية الذين جمعوا بين العلم والأدب، فهو أستاذ متخصص في الفيزياء وهو كذلك أديب وشاعر، وناقد يتذوّق بحس مصقول وينقد ببصيرة نافذة، له العديد من المؤلفات الأدبية والعلمية وشارك في أكبر الموسوعات العلمية في العالم العربي، فقد أصدر العديد من الكتب والأبحاث في المجالات العلمية والأدبية، كما تحدث الدكتور جاسر الحربش عن أبرز سمات الفقيد التي اتسم بها ومجلسه المفتوح لكل المثقفين “الأحدية” الذي يستضيف فيه المثقفين والمفكرين والرواد وله دوره في الساحة الثقافية والفكرية.

كما تحدث المشارك الثاني د. عبدالله القفاري عن الفقيد بورقته التي جاءت بعنوان: “راشد المبارك. . قراءة بعد الرحيل!” افتتحها بقوله: “إن كانت ثمة صفة يمكن أن تستوعب راشد المبارك فهي المثقف والمفكر، فهو مثقف كبير ليس فقط بمفهوم المثقف الواسع الاطلاع والمعرفة، ولكن من خلال دوره التنويري الذي تجسد ملمحا مهما في شخصيته وتكوينه، وتلمّس في ورقته إضاءات راشد المبارك الفكرية من خلال بعض كتبه “أوراق من دفاتر لم تقرأ”، الذي تنتظم دراساته في خيط يمكن تلمسه واكتشاف معانيه، عنوانه حالة التوقف والجمود التي لا يكسر هيمنتها سوى إعمال الفكر وإشغال العقل. أما كتاب “فلسفة الكراهية” فهو بقدر ما يحرك الإعجاب بموضوعه ومضمونه وطريقة معالجته.. يحرك الرغبة في التحدث في مسائل شائكة ومعقدة ألقت بظلالها في السنوات الأخيرة على مجمل الأحداث العالمية، وشكلت سؤالا مهما في عقل العرب والغرب حول علاقة المسلمين ببعضهم وعلاقتهم بالغرب، ومن بين المعاني الدقيقة في هذا الكتاب تكتشف وعيه ورؤيته العميقة للإشكال الإنساني، ولغته الدقيقة البليغة التي عبرت عن تلك المعاني بشفافية ووضوح؛ أما في كتابة التطرف خبز عالمي، فتظر لدى المؤلف روح الباحث المستقصي والمثقف الذي تنازعه روح التسامح ونبذ الكراهية والتعصُّب، وتؤرقه دلائل وشواهد تغذي نزعة التطرف لدى الآخر أيضاً، حيث يعد التطرف ظاهرة شاذة في الشعوب والمجتمعات وبين أتباع المذاهب والأديان كما لا يجوز بأي حال من الأحوال أن تتجاوز معالجة هذا الشطط، وعن كتابه “هذا الكون .. ما ذا نعرف عنه؟” فقد كان محاولة لنشر ثقافة علمية رصينة بلغة أدبية أكثر رصانة وجمالاً ، ولتكون مفاهيم العلوم الطبيعية قريبة من أذهان القراء لا حقل المتخصصين وحدهم، وعن آخر مؤلفاته “شموخ الفلسفة وتهافت الفلاسفة” الذي صدر قبل أربع سنوات وهو كتاب يعانق شموخ الفلسفة باعتبارها سلما للحقيقة، لكنه يراجع تهافت بعض الفلاسفة في تفسيرهم أو رؤيتهم لقضايا جعلها المؤلف تحت عين النقد والتشريح، مما جعل هذا الكتاب يستحق أهمية خاصة للمشتغلين بالفكر والفلسفة، واختتم مشاركته بالحديث عن إضاءات تكمن فيها ملامح الخط الفكري للدكتور راشد المبارك.

ثم تحدث الدكتور عبدالمجيد المبارك عن بداياته الأولى في الإبداع حيث كتب أول قصة في الثانوية العامة وهي تبين عن جذور هذه الشخصية التي تنتمي إلى أسرة علم فوالد الفقيد كان فقيهاً ، وقد كان للدكتور راشد المبارك ميوله العلمي والأدبي في آن واحد تجسد ذلك في تخصصه العلمي وإبداعاته في الجانبين وإصداره للكثير من المؤلفات في المجالين، كما شكر الأستاذ إبراهيم المبارك القائمين على المركز الثقافي وعلى رأسهم الأستاذ معن الجاسر على هذا الوفاء لفقيد الثقافة والفكر، ثم فُتح المجال للمشاركين الذين عبّروا فيها عن مكانة الفقيد في نفوسهم وأثره الذي تركه برحيله.