m

فئة :

2012 Nov 14

منازل القمر والتغيرات الجوية

أوضح الدكتور محمد بن سعد المقرّي بأن اهتمام العرب بمنازل القمر والنجوم والأنواء منذ زمن بعيد. وهو مرتبط بأهميتها في حياتهم؛ إذ تابعوا طلوعها وغروبها وتحركها في السماء، وربطوا بين حركاتها وأحوال المناخ والحيوان والنبات، وبخاصة وقت المطر والحر والبرد، كما استدلوا ببعضها على الطرق التي يسلكونها في البر والبحر. جاء ذلك في محاضرة قدّمها في خميسية حمد الجاسر الثقافية، يوم الخميس الأول من محرم 1434هـ الموافق 14 نوفمبر 2012م، والتي أدارها سعادة الدكتور يحيى بن محمد أبو الخير.

بدأ المحاضر بذكر مجموعة من العوامل ساعدت على تنامي معرفتهم الفلكية منها: ندرة المطر والحاجة الماسة إلى تعريف شأن الغيث والاستدلال على أحوال الرياح والسحاب وما يتعلق بهما، وتميز العرب بالفطنة وقوة الفراسة وصفاء الذهن، يضاف إلى ذلك ارتباط الأوقات بالشعائر الدينية كالصلاة والصوم والحج والقبلة وغيرها، واتصال العرب بالأمم الحضارية الأخرى الذي مكنهم من ترجمة بعض الكتب المهمة والاستفادة من معرفتهم الفلكية، وقد نظموا الثقافة الفلكية في منظومات شعرية يسهل يتداولها.

وأشار المحاضر إلى أن مدار القمر ينقسم إلى (28) منزلة منها (14) شامية وهي: (الشرطين، البطين، الثريا، الدبران، الهقعة، الهنعة، الذراع، النثرة، الطرفة، الجبهة، الزبرة، الصرفة، العواء، السماك)؛ ومنها اليمانية وعددها (14) وهي: (الغفر الزبانا، الإكليل، القلب، الشولة، النعايم، البلدة، سعد الذابح، سعد بلع، سعد السعود، سعد الأخبية، المقدم، المؤخر، الرشاء). كما استعرض في محاضرته – بالأشكال والصور- تلك المنازل التي يبدأ البرج الأول منها مع بداية برج الحمل الذي تتواجد فيه الشمس ظاهريًا في (21) مارس – آذار وتنتهي في منزلة الرشاء وهي المنزلة الثامنة والعشرين.

وقد سميت النجوم التي يكون القمر قريبًا منها كل ليلة بمنازل القمر؛ إذ تبدو هذه المنازل للنظار إلى السماء أربعة عشر منزلة، وتختفي الأخرى بسقوطها المقابل لها في ساعة ظهور رقيبها. موضحاً أن لطلوع المنازل علاقة بموقع نجومها الظاهري من الشمس فإذا حلت الشمس في منزلة سترت المنزلة التي قبلها، ومدَّة كل منزلة من هذه المنازل 13 يومًا، ما عدا “الجبهة” فمدتها (14) يومًا.

ثم تحدَّث عن حزام البروج والذي عرضه (16) درجة مقسمة بين الشمال والجنوب، وعن علاقته بمسار القمر، فهو المسار الظاهري للشمس بين النجوم، وحركة الشمس الظاهرة التي تنحرف فيها دائرة البروج عن الدائرة الاستوائية بزاوية قدرها (23:27) والتي ينجم عنها الفصول الأربعة. بعد ذلك أوضح أن البروج عبارة عن مجموعة نجمية يعطي شكلها انطباعًا خياليًا معينًا كأشكال بعض الحيوانات مثل العقرب والثور والحمل والجدي والسرطان، أو بعض الآلات كالدلو والميزان والقوس، ليسهل التعرف عليها وتمييزها عن بعضها، وعددها اثني عشر برجًا، تقع كلها في الحزام السماوي حول دائرة البروج. وقد اختيرت بعض النجوم من البروج أو كوكبات أخرى غير بعيدة عنها، وسميت بها منازل القمر فأصبحت علامات لمسير القمر.

وفي ختام المحاضرة فتح المجال للأسئلة التي أجاب عليها والمداخلات التي شارك فيها كل من الدكتور عزالدين موسى، والدكتور ناصر الحجيلان، والشيخ عبدالله الشايع، والأستاذ خالد المانع، والأستاذ محمد الأسمري، والدكتور هشام عبدالجواد، والأستاذ عبدالعزيز الأحيدب، وغيرهم.