m

فئة :

2012 Dec 20

مشيخة خُدَّام الحرم النبوي

أوضح الدكتور عبدالرحمن المديريس أنَّ نظام مشيخة خُدَّام الحرم النبوي بدأ منذ العهد الأموي, وقد جرت العادة أن يكون الخُدَّام من الخصيان الـمُعبَّر عنهم بالطواشية والأغوات، مفصِّلاً وظائفهم في سِقاء مَن بالمسجد النبوي وخدمته وبِوابته، جاء ذلك في محاضرةٍ ألقاها في خميسية حمد الجاسر الثقافية يوم الخميس 7 صفر 1434هـ الموافق 20 ديسمبر 2012م، وقد أدار اللقاءَ الدكتورُ سهيل الصابان.

ثمَّ ذكرَ المحاضر طرائق التعيين والعزل, وعلاقة مشايخ خُدَّام المسجد النبوي بالسلطة المركزية وأمراء المدينة المنوَّرة ، وعلاقتهم بالأشراف, واصفًا مَن تُفوَّض إليه المشيخة على خُدَّام الحرم الشريف النبوي بأنه “العامل الوَرِع والكافل الذي يعرف أدب تلك الوظيفة, والزاهد الذي آثرَ جوار رسول الله –صلَّى الله عليه وسلَّم- على سواه, فيستقر في هذه الوظيفة الكريمة قائمًا بآدابها مشرِّفًا بها نفسه, سالكًا في ذلك ما يجب, محافظًا على قواعد الورع في كلِّ ما يأتي وما يجتنب, قاصدًا بذلك وجه الله, مُلزِماً كلًّا من الخُدَّام بما يقرِّبه عند الله زلفى, هاديًا مَن ضلَّ في قوانين الخدمة إلى سواء السبيل, مُبديًا لهم من آداب سلوكه ما يغدو لهم منه أوضح هادٍ وأنور دليل, وفيه ما يُغني عن تكرار الوصايا وتجديد القضايا, والله تعالى يسدِّده في القول والعمل ويوفِّقه لخدمة سيد المرسلين صلَّى الله عليه وسلم، وهو الذي أدرك مِن خدمة سيِّد الرسل غاية سُوْله, وزكت عند الله هجرته التي كانت على الحقيقة إلى الله ورسوله, وسلك في طريق خدمته الشريفة أحسن السلوك, وانتهت به السعادة إلى خدمة رسول الله صلى الله عليه وسلم ليُعرِض بجوهرها الأعلى عن عَرَض خدمة الملوك, وفاز من مجاورة الحجرة الشريفة بما عَظُمت عليه به المنَّة, وحلَّ به ممَّا بين القبر والمنبر في روضةٍ من رياض الجنَّة, وأقام في مقام جبريل ومهبط الوحي والتنزيل, يتفيَّأ ظلال الرحمة الوارفة ويتهيَّأ من تلك النِّعمة بالعارفة بعد العارفة, تعيَّن أن يكون هو الـمُحلَّى بعقود مشيخة ذلك الحرم, والمتولِّي لمصالح هذه الطائفة التي له في التقدُّم عليهم أثبتُ قدم”.

ثمَّ فُتِحَ المجال للمشاركات والأسئلة التي أَثْرَت الموضوع.