m

فئة :

2014 Jan 04

مشروع تطوير أقسام اللغة العربية في الجامعات العالمية

تحدّث الدكتور خالد العجيمي -أستاذ اللغة العربية في جامعة الإمام والمشرف على مشروع الندوة للغة العربية في الجامعات الحكومية- عن تبنى الندوة العالمية للشباب الإسلامي عددًا من البرامج لخدمة اللغة العربية تُنفّذ من خلال المنح الدراسية والدورات التدريبية والتأهيلية والتواصل مع البعثات الدبلوماسية، وفي هذا الإطار أيضًا أوضح أن الندوة تتبنى “مشروع تطوير أقسام اللغة العربية في الجامعات الحكومية” الذي يُقدم الرؤى وآليات العمل المهمة لدعم هذه الأقسام من أجل تطويرها، والنهوض بها، وتيسير سبل دراسة اللغة العربية بها، ومساعدة الجاليات المسلمة والنخب المثقفة في أقطار المعمورة على تعلُّمها وإتقان نطقها وفهمها، وذلك لما للغة العربية من مكانة رفيعة لدى المسلمين، فهي لغة القرآن الكريم كتابةً ونطقاً ولا يُتلى إلاَّ بها، ولغة السنة النبوية المطهرة، والثقافة الإسلامية والعربية، وهي واحدة من أقوى الروابط الوثيقة الدائمة بين المسلمين بمختلف لغاتهم وأعراقهم، جاء ذلك في محاضرة ألقاها في مجلس حمد الجاسر الثقافي يوم السبت 3 ربيع الأول 1435هـ الموافق 4 كانون الثاني (يناير) 2014م، وأدارها سعادة الدكتور صالح الوهيبي أمين عام الندوة العالمية للشباب الإسلامي.

وأشار الدكتور العجيمي إلى أنّ مشروع تطوير أقسام اللغة العربية في الجامعات الحكومية برنامجٌ من برامجه الاستراتيجية الأولى في الخطة التي تنتهجها الندوة العالمية للشباب الإسلامي منذ مطلع الدورة العاشرة (1427هـ/ 2007 م) .

جدير بالذكر أنَّ الندوة العالمية للشباب الإسلامي بدأت منذ بضعة أعوام في تنفيذ هذا المشروع من خلال لجنة شباب إفريقيا -إحدى لجان النشاط الشبابي بالندوة- بإشراف الدكتور العجيمي، ولقي المشروع استجابات مقدرة معتبرة من عشرين جامعة حكومية على الأقل في بلدان شتَّى من إفريقيا وغيرها، وحظي بتجاوب مشكور من مسؤولي تلك الجامعات، ووقّعت الندوة على إثره مذكرات تفاهم مع عدد منها.

وأشار إلى أن الهدف من هذه البرامج هو خدمة اللغة العربية ونشرها في أوساط الناطقين بغيرها على النطاق العلمي والأكاديمي في جامعات العالم، مستعرضًا مجموعة من الأهداف التي تتعلق بالمناهج وسبل تطوير مقررات التعليم، والاهتمام بالطلاب الدارسين وبسُبل رفع كفاءاتهم، والاهتمام أيضًا بهيئة التدريس وذلك بتقديم الدورات التدريبية والتأهيلية اللازمة، والاهتمام بالبيئة التعليمية بتوفير الوسائل المناسبة وتصميم المناهج الخاصة والتوسع في تطبيق مبدأ التوأمة والمشاركة والتعاون العلمي بين الجامعات العربية وبين الأقسام والكليات التي تُدَرِّسُ العربية والحضارة الإسلامية، من أجل تقوية تلك الأقسام والكليات، والعمل على اكتمال منظومتها، وتزويدها بالمناهج والمقررات والمنح الدراسية والتدريب العلمي، بما يحقق لها الاعتراف الأكاديمي بشهاداتها، كما سرد الخطوات التنفيذية لتلك البرامج ومعالجة العوائق التي تحول دون تنفيذها.

وفي النصف الآخر من المحاضرة تحدّث عن المعاهد الدولية لتعليم اللغة العربية، ومدى تزايد الإقبال على تعلمها من غير الناطقين بها، مما دعى بعض المهتمين لوضع وعرض هذا التصور لإنشاء معاهد في قارات العالم استجابة لهذا الإقبال، فضلاً عن أنَّ اللغة العربية تعد من اللغات الحية في الجوانب العلمية والتواصلية والحوارية، وفي الجوانب الاقتصادية والإدارية والسياسية، بالإضافة إلى كونها لغة ديانة وعبادة لأكثر من ملياري مسلم.

مشيرًا إلى أنه صار لزاماً إنشاء شركة كبرى تُعنى بافتتاح وتأسيس هذه المعاهد التي تسعى لخدمة ونشر اللغة العربية في كلِّ بلاد العالم المختلفة. واقترح افتتاح عدد من المعاهد المختصة بتعليم العربية للناطقين بغيرها في مختلف بلدان العالم؛ والاستفادة من التجارب القائمة في مجال تعليم اللغة الثانية (من معاهد اللغة الانجليزية والمعاهد الفرنسية ومعاهد جوتة لتعليم الألمانية وغيرها؛ والتواصل مع الجامعات والمؤسسات المعنية بتعليم اللغة العربية ، لتبادل الخبرات والأساليب والتقنيات؛ وعقد الدورات وورش العمل وحلقات تعليم العربية؛ وإقامة شراكات وعقد اتفاقات توأمة علمية مع الجامعات المختصة في مجال تعليم العربية؛ والاستفادة من الخبراء والمختصين في مجال تعليم العربية في أنحاء العالم؛ والاستفادة من الوسائل والتقنيات التعليمية الحديثة في مجال تعليم اللغات الحية؛ والاستئناس بالكتب والمقررات والمناهج الحديثة في تعليم العربية؛ وترتيب المراحل الدراسية في هذه المعاهد على مستويات؛ وإنشاء شركات لمتابعة إقرار الكتب والمقررات المناسبة للدارسين؛ والعمل على الارتباط ببعض الجهات العلمية المختصة في هذا المجال لأخذ الاعتماد الأكاديمي؛ وإنشاء شركة أو أكثر في المملكة لكي تكون حاضناً مالياً وإدارياً؛ وتأسيس استثمارات وأوقاف ثابتة لتشغيل المعاهد وتطويرها؛ وعقد ندوات علمية ذات تخصصات متنوعة يشترك فيها علماء وباحثون من أنحاء العالم تهدف إلى معالجة القضايا والمشكلات التي تتصل باللغة العربية على مستوى الوطن العربي، والعالم أجمع.

وفي الختام فُتح المجال للمداخلات حول مراكز اللغة العربية، والتي داخل فيها الدكتور محمد الهدلق والدكتور عمر بامحسون، كما فُتح المجال للأسئلة التي تفضل المحاضر بالرد عليها.