m

فئة :

2020 Feb 22

كورونا بين السعودية والصين… ما الجديد؟

أوضح الدكتور مقبل الحديثيّ أنه لم تسجّل أي حالة في المملكة من “فيروس كورونا الجديد”، وقد اتُخذت إجراءات قويّة من وزارة الصحة والجهات الأخرى كالجوازات في مراقبة المسافرين وإيقاف مؤقّت للرحلات القادمة مباشرةً من الصين، واتُخذ إجراء فحص كل القادمين، ووضع إقرار لكل قادم يثبت عدم زيارته للصّين خلال الـ14 يومًا قبل الدخول، واختيار هذه المدة هي مدة أقصى لحضانة الفيروس. مؤكدًا على وجود متابعة دقيقة للمستشفيات من وزارة الصحة، ومن إدارة مكافحة العدوى، وإدارة الشؤون الصحيّة بمعدل ثلاث مرات في اليوم للتحقّق من التزام المستشفيات؛ مشيدًا بالخبرات والكفاءات الطبية في التعامل وفحص الحالات الناتجة عن كورونا وذلك بعد استخدام كل وسائل الحماية بعد وباء “متلازمة الشرق الأوسط”.

وقد قسّم د. الحديثي محاضرته إلى عدّة أقسام فتحدّث عن أنواع الفيروسات بإيجاز وتعريفها، ومصادرها، وبدايات ظهورها، وآلية مكافحتها، ووسائل الوقاية منها وفرقها عن المكروبات الأخرى، والانتشار الوبائي وخطره على الفرد والمجتمع، ثم ركّز على فيروس كورونا بشيء من التفصيل، والمستجدات في مكافحة هذا الوباء الجديد الذي بدأ ظهوره في مدينة “ووهان” الصينية. جاء ذلك في محاضرة قدّمها في مجلس حمد الجاسر بعنوان: “كورونا بين السّعوديّة والصّين: ما الجديد؟”، وأدارها د. حسين الفريحيّ، ضحى السبت 28 جمادى الآخرة 1441هـ الواقع في 22 شباط (فبراير) 2020م.

أشار المحاضر إلى أنّ الأمراض التنفسيّة من الصّعب التحكّم فيها بسهولة؛ لأنّ طرق الانتقال سهلة جدًا في المخالطات اليوميّة والأسواق والشّوارع والتجمّعات سواء في البيوت أو المدارس أو المستشفيات أو غيرها؛ فيتم عادةّ محاولة مكافحة المرض وإيقاف انتشاره بتقليل التجمّعات وحثّ النّاس على استخدام الطرق الوقائية الشخصيّة كالكمامات وتنظيف اليدين واستخدام المعقّمات واستخدام طرق مكافحة العدوى بشكل صارم والأهم هو محاولة اكتشاف الحالات المشتبه فيها بأسرع وقت لعزلها عن البقيّة ومنع انتقالها للآخرين، ومنع السفر للمناطق الموبوءة.

وأشار المحاضر إلى أنّ الصين أعلنت في 31 ديسمبر 2019م عن وجود عدد من الحالات المصابة بالالتهاب التنفسيّ الحاد في مدينة “ووهان” جنوب الصين وأثبتوا قبل الإعلان بأنه فيروس “كورونا جديد” وانتشر المرض بشكل سريع جدًا في المدينة وكان معدل الحالات اليومية تصل إلى 1000 وأكثر في بعض الأيام فاتخذت السلطات الصينية إجراءات صارمة، وعزلت المنطقة بالكامل ومنعت السفر منها وإليها، وسرعان ما اتخذت الدول المجاورة نفس الإجراءات، وقال: إن منظمة الصحة العالمية تأخرت بعض الشيء إلى الدخول لأسباب تخص الصين ومن ثم سمحت للمنظمة في الدخول ولا يزال الوباء في تزايد وإن كانت حدة الانتشار أصبحت أقل وهذا المتوقع في أي انتشار وبائي، الانتشار بنسب مرتفعة ثم الحد من انتشاره مع المكافحة واستخدام وسائل الوقاية حتى ينتهي الوباء أو يتحول إلى مرض مستوطن ليس له معدل متوسط ومعروف، وينتهي المرض كانتشار وبائي ولكن يبقى كمرض مستوطن.

وقال: إنّ ما يُعرف عن المرض لا يزال في طور البدايات فالانتشار الوبائي ثبت من شخص إلى شخص وفي المجتمع أكثر من المنشآت الصحية مقارنةً بمتلازمة الشرق الأوسط، وكذلك نسبة الوفيات حتى الآن تعتبر نسبة متدنية؛ حيث لم تتجاوز 3% بناء على الحالات المعلنة وقد وصل العدد إلى 77800 مصاب وتوفي 2300 مصاب، وكذلك الانتشار خارج الصين ما يزال محدودًا، ونسبة انتقاله إلى الدول المجاورة محدود جدًا بعد اتخاذ الوسائل الوقائية.

ثم تحدث عن الفروقات بين الأمراض الثلاثة “سارس” ، مرض “متلازمة الشرق الأوسط” ومرض “كورونا الجديد” وقال إن الفيروس هو من نفس العائلة ومتقاربة جدًا والحاضن الأساسي مثبت للفيروسين الأولين وهو “الخفاش” أمام فيروس أوهان الجديد يُعتقد أنه الخفاش، ولكن لا تزال الدراسات جارية للتحقق من ذلك، والحيوان الوسيط لفيروس سارس هو حيوان “سفيك كات” محلي في الصين وبالنسبة لمتلازمة الشرق الأوسط يُعتقد أنه “الإبل” ومن ناحية نوعية المرض فالاختلافات بسيطة، ويُعد الالتهاب التنفسي مشتركًا في كل الأمراض الذي يبدأ عادة بالتهاب بسيط وهي الحُمّى، والتهاب الجهاز التنفسي، وسرعان ما يتحول إلى التهاب رئوي شديد.

وفي الختام تحدّث عن الآثار السلبيّة إضافة إلى الآثار الصحيّة في انتشار مثل هذه الأوبئة ومنها الآثار الاقتصادية المباشرة والتي تأتي من مقاطعة الدول، والحد من السفر والتنقّلات من وإلى المناطق الموبوءة لمنع انتشار المرض، وإصابة العمال ينتج عنه توقف المصانع والشركات وتعطل الحركة التجارية وهنا تزداد خطورة مثل انتشار هذه الأوبئة.

ثم فُتح المجال للمداخلات والاستفسارات التي تفضل بالرد عليها.

جدير بالذكر يقدم الخبير الاقتصادي د.إحسان بوحليقة ضحى السبت القادم 5 رجب 1441هـ/ الواقع في 29 شباط (فبراير) 2020م، محاضرة بعنوان: “قمّة العشرين في الرياض: الآفاق والتّطلّعات” بمناسبة استضافة الرياض قمة العشرين.