كتاب قادة البترول.. نحو قراءة أعمق لسياسة المملكة البترولية

افتتح الدكتور إبراهيم بن عبدالعزيز المهنّا محاضرته بالحديث عن صناعة قرار النفط من خلال إلقاء الضوء على عدد من الشخصيات البارزة في صناعة قرار النفط على مدى أربعة عقود، وقدّم رؤية شاملة لعملية صناعة القرار النفطي قارن من خلالها تجارب مختلفة وبين حجم التعقيد في هذا القرار وأسرار التقلّبات في أسواق الطاقة.

جاء ذلك خلال محاضرة ألقاها في مجلس حمد الجاسر بعنوان: كتاب قادة البترول.. نحو قراءة أعمق لسياسة المملكة البترولية” وأدارها الأستاذ عبدالعزيز العيد، ضحى السبت 23 جمادى الأولى 1444هـ الموافق 17 كانون الأول (ديسمبر) 2022م.

وسلط المحاضر الضوء على ما أبرز ما جاء في كتابه الذي تحدث عن أبرز الشخصيات في صناعة النفط على مدى أربعة عقود وذكر صفات مثل “الثقة الزائدة” لأحمد زكي يماني و”الشخصية العنيدة” لعلي النعيمي، و”الشخصية غير المبالية لـ”علي آل صباح” والشخصية “الطموحة والحالمة” لـ هوغو تشافز وفلاديمير بوتين، وقدّم تفسيرًا لكثير من القرارات التي أثرت على أسواق الطاقة العالمية.

كما حدد المحاضر ستة عوامل مؤثرة على صناعة القرار إجمالاً هي: سياق القرار وتوقيته؛ والخبرة والمعرفة؛ وعمر المسؤول؛ والمدة التي قضاها في المنصب؛ وعلاقته بالقيادة وبزملائه؛ وصفاته الشخصية ومهارته؛ ونوعية لمعلومت وكيفية قراءتها.

وكشف عن رؤيتين متضادتين حكمت سوق النفط لسنوات طويلة فمن جهة ينزع المستهلكون باستمرار إلى إلقاء اللوم على المنتجين واتهامهم بالتسبب في أزمات السوق بخفض أو زيادة الإنتاج؛ وفي المقابل يرى المنتجون أن هذه الأزمات لا علاقة لها بما يسمى بأساسيات النفط (حجم الإنتاج والطلب وحجم المخزون)، بل هي في الغالب نتاج للأوضاع الجيوسياسية (الاضطرابات الداخلية والصراعات الإقليمية)، والمضاربات ونوعية المعلومات عن السوق وكيفية قراءتها.

كما تحدث عن دور الإعلام في لعبة النفط وبين أهميته بالنظر للأبعاد غير الموضوعية التي تؤثر في سوق النفط الأمر الذي يقتضي توظيف محترف للإعلام للتأثير على المواقف.

وأوضح أن قضية النفط هي قضية إدارة متمكنة قادرة على تنسيق المواقف المتضادة؛ حيث لكل دولة منتجة احتياجتها ولصنّاع القرار فيها رؤيتهم الخاصة؛ إضافة إلى المؤثرات الداخلية والخارجية على قراراتهم، موضحًا أنه تهيأ لأوبك ولأسواق النفط خلال العقود الأربعة الأخيرة إدارة متمكنة متمثلة في وزراء أكبر دولة مصدرة يحملون رؤى واعية ويعبرون عن سياسة ثابتة هدفها استقرار الأسواق وحماية مصالح جميع الأطراف قدر الإمكان.

وفي الختام أتيح المجال للحاضرين للأسئلة التي تفضل بالرد عليها والمشاركات التي أكد من خلالها الحاضرون أنّ الكتاب إضافة نوعية لمكتبة النفط إجمالاً خاصة في الجوانب المتعلقة بصناعة القرار لهذه السلعة الاستراتيجية وطالبوا بسرعة ترجمته لرفد المكتبة العربية بمثل هذه الإصدارات الهامة والغنية بالمعلومات إذ يعد الكتاب مرجعًا مهمًا لكل مهتم بالسياسة النفطية في المملكة وخارجها في ظل قلة الكتب العربية الجيدة عن النفط.