m

فئة :

2020 Feb 29

قمّة العشرين في الرّياض: الآفاق والتطلّعات

أشار الخبير الاقتصادي د.إحسان بوحليقة إلى أنّ مجموعة العشرين تتكون من مجموعة الدول ذات الاقتصادات الأكثر تطورًا التي تشكل ما يعادل 85% من الناتج المحلي الإجمالي العالميّ، وأكثر من 75% من التجارة العالمية وحوالي ثلثي إجمالي سكان العالم، كما تشكّل هذه الدول مجتمعة حوالي نصف مساحة الكرة الأرضية، وقال: إن مجموعة العشرين هي المنتدى الرئيس للتعاون الدولي حول أهم القضايا على أجندة الأعمال المالية والاقتصادية العالمية، ثم تحدّث عن تطلعات قمة العشرين وأهدافها وأهميتها، جاء ذلك في محاضرة قدّمها في مجلس حمد الجاسر بعنوان: “قمّة العشرين في الرّياض: الآفاق والتطلّعات”، وأدارها: أ.د.أسعد عبده، ضحى السبت 5 رجب 1441هـ الواقع في 29 شباط (فبراير) 2020م.

قال المحاضر: إنه ليس أمرًا عابرًا أن تكون بلدنا في مجموعة العشرين، فهذه العضوية لا تُشترى بل تُحرز بناءً على معطيات هي محصلة لنتائج تُقاس وليس لنماذج ورقية تعبأ، وقال: إن هذه محطة في سلالم طموحنا، طموحٌ لن يتحقق سوى بالتحرّك ليصبح هو الأفضل في كل جانب.

وبيّن أنّ تطلعات قمة العشرن في الرياض كثيرة إلا أن التطلع الأهم هو أننا غيرنا المسطرة فما كنا نضاهي به أنفسنا بالمقارنة بالدول العربية والخليجية مع الاحترام والتقدير والدول النامية أصبحت الآن متقادمة، ومسطرة الاقتصادات الأكبر الذي نسعى إليه من باب الضغط والمنافسة وهي طريقة للسعي للأفضل، وقال: إننا دولة نامية، ولكن مع رؤية المملكة 2030 أصبح لنا مجموعة محددة من المستهدفات عددها 96 مستهدفًا تتطلب التحدي والتنافس وبز الذات والمقارنة بإنجازات الأمس والمحاولة بتجاوزه، وهذه المستهدفات متعلقة بنمو الناتج المحلي الإجمالي وهذا أحد المعايير الرئيسة لمجموعة العشرين، وتتعلق بالإنتاجية، وقال: إن وقود النمو هو الاستثمار، لذلك فإن انضمام المملكة لدول العشرين هو حدث استثنائي للضغط على الذات قبل الآخرين، وقال: إن عقد القمة في الرياض حدث تاريخي لكنه التزام بأن نتحدى الذات لنرتقي إلى صفوف المجموعة.

وذكر أنه في مارس 2014 عُقدت في الرياض ورشة تمويل المنشآت الصغيرة والمتوسطة لمجموعة العشرين آنئذ لم تكن المملكة عضوًا في المجموعة، وعندها بيّن وزير المالية أن المملكة تدرك التأثير الكبير لهذا القطاع من حيث التوظيف والاستثمار، وأن هناك مؤسسات متخصصة في المملكة لتقديم الدعم، وفي ذات الورشة عندما استعرضت دول العشرين الجهود التي تبذلها كل دولة لدعم المنشآت الصغيرة والمتوسطة فيها ، واليوم أصبح لدينا هيئة للاستثمار يُقاس أداؤها على مسطرة مجموعة العشرين، وذكر الفرق في الاستثمار قبل الانضمام وبعده.

ثم تحدث عن مجموعة العشرين من منظور سعودي، وركز على وظيفة مجموعة العشرين بعد أن نظمت نفسها كمنتدى يقوم على نموذج محدد للعمل يبدأ بالسعي لبناء توافق وبعدها بتوفير الإرادة السياسية ليتحقق إنجاز التغيير المطلوب، وقد كان في بداية الأمر ولا سيما عقب الأزمة المالية الآسيوية عام 1997م كان هو التعامل مع الأزمات في إطفاء الحرائق، ثم تعدل الهدف بالتدريج ليكون مجابهة الأزمات بالسعي لاستباقها بالوقاية، ووظيفيًا فمجموعة العشرين منتدى يُستخدم لمناقشة السياسات المحيطة ابتداءً بالاستقرار المالي الدولي.

وعرّج في محاضرته إلى ذكر أهداف مجموعة العشرين وهي: تنسيق السياسات بين أعضائها من أجل تحقيق الاستقرار الاقتصادي العالمي والنمو المستدام، وتعزيز اللوائح المالية التي تقلل من المخاطر وتمنع الأزمات المالية في المستقبل، وتحديث البنية المالية الدولية.

وأوضح أن المجموعة العشرين أنشئت في سبتمبر 1999م عندما اجتمع وزراء المالية ومحافظو البنوك لسبع دول صناعية رئيسة هي: كندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية بواشنطن، في أعقاب النتائج المالية لأزمة 97 / 98م التي كشفت عن ضعف النظام المالي الدولي في سياق العولمة، وأظهرت أن البلدن النامية الرئيسة لم تشارك بشكل كافٍ في المناقشات والقرارات المتعلقة بالقضايا الاقتصادية العالمية، وأن هناك عدم توازن، وعلى إثر ذلك بدأت الاجتماعات والنقاشات.

وقال: إن مجموعة العشرين نادٍ للأقوياء والسعودية منهم، وتأثير السعودية ليس نفطًا فقط كما يحلو للبعض أن يسطح الأمر، فالنفط على الرغم من أهميته الكبيرة لنا وللعالم إلا أنه ملمح من المشهد ولعلّ من الوثائق التي أبرزت بجزالة وعمق المرتكزات الثلاثة لرؤية المملكة 2030 وفضلاً عن ثروتها النفطية تتمتع المملكة بحزمة من المزايا النسبية هي غير خافية وفوق كل ذلك لها ميزة مطلقة لا يجاريها فيها أحد وهي الثروة الأهم والشرف الأتم وهي احتضان المملكة للبقعتين المقدستين مكة المكرمة والمدينة المنورة إضافة إلى ما سعت السعودية لبنائه من رأس مالٍ سياسي على مدى قرن من الزمن، والاستثمار دونما كلل في شبكة علاقات عالمية واسعة، وفي هذا الجانب تحديدًا يبرز تأثير المملكة في دوائرها الخليجية والعربية والإسلامية.

وأكد على أن ما صنعه السعوديون هو ما جلب لهم المكاسب، مستعرضًا التطور الاقتصادي في مختلف القطاعات والخدمات، والتحديات التي واجهتها المملكة منذ الأربعينيات وكيف تجاوزتها لتصل إلى هذا المستوى المتقدّم في التنمية، وكيف تواصلت الخطط الخمسية في رفع معدل دخل الفرد عبر نحو 70 عامًا منذ بداية الخمسينيات بسمة تصاعدية.

واختتم محاضرته بالحديث عن الخطط التنموية والصناديق الاستثمارية التي قادت إلى نهضة عمرانية غير مسبوقة حولت القرى لبلدات، والبلدات إلى مدن وصاحبها إنفاق مالي هائل على البنية التحتية، وانطلقت الجهود لدعم الاقتصاد والصناعة التحويلية كخيار استراتيجي.

ثم فُتح المجال للمداخلات والأسئلة التي تفضل بالرد عليها.

جدير بالذكر يقدّم الدكتور عائص الردّاديّ محاضرة بعنوان: “جهود حمد الجاسر في تاريخ المدينة المنورة”، في مجلس حمد الجاسر، ضحى السبت 12 رجب 1441هـ الواقع في 7 آذار (مارس) 2020م.