m

فئة :

2023 Nov 18

فضيلة الشيخ أ.د.عبدالسلام الشويعر يشدد على أهمية العناية بأنساب الكتب

أشار فضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور عبدالسلام الشويعر إلى أهمية العناية بأنساب الكتب مفتتحًا حديثه بما قاله ابن خلدون: “أن العرب بطبعهم تميزوا عن غيرهم من الحضارات في العناية بالأنساب فقد فاقوا الناس في معرفتهم أنساب الآدميين وهذا أمر لا يُشقّ لهم غبار ولا يشاركهم أحد”، موضحًا أن الأنساب من أوائل ما اعتنى به العرب مشيرًا إلى أنّ الشيخ حمد الجاسر عُني بهذا المجال ومن ذلك عنايته بجمهرة أنساب الأسر ومعجم القبائل وأنساب الخيل.
جاء ذلك في محاضرة ألقاها في مجلس حمد الجاسر بعنوان” أنساب الكتب” أدارها د. عبدالله العريني في العاشر من رمضان 1444هـ الموافق 1 نيسان (أبريل) 2023م.
وذكر عناية العرب بأسانيد الكتب مشيرًا إلى أن تسمية “الأنساب” من باب المجاز، منبهًا لهذا الفن المهم والعناية الشديدة به ولزوم الإكثار من الانتباه إليه، وقد عنوا بأنساب الآدميين والحيوانات والكتب.
ثم تحدث عن الأسانيد التي تروى بها الكتب وهذا الفن وروايتها بطرق التلقي والسماع لا يوجد بأي حضارة إلا العرب، وأشار إلى أن أكثر الكتب التي رويت بالأسانيد هي كتب حديث وانتقل هذا إلى مؤلفات كتب الأخبار ووقائع التاريخ القديمة مستعرضًا عدداً من الأمثلة ومنها كتاب ابن جرير الطبري والواقدي وغيره من الذين عنوا بهذا الباب.
وقال إن أهل الأدب واللغة أيضًا عنوا بهذا الباب ومنها كتب الأمالي وهذا من طباع العرب فهم أهل رواية وحفظ، وما زال الرواة والأخباريون يتصدرون المجالس.
وقسم الأسانيد تقسيمًا ثلاثيًا فأول ما جاءت كانت في الأخبار التي انقطعت في القرن الثالث وبقي الناس في الطريقة الثانية حيث جُمعت هذه الوقائع في كتب وأصبح الرواة يرون الكتب بعد تدوين الأخبار؛ حيث أصبح لكل كتاب إسناده، وحين تطاول بالناس الزمان جعل الناس واسطة وهو الوصول للأثبات.
وقال إن المتقدمين من أهل العلم إن أرادوا أن يثنوا على رجل ومكتبته يشيرون إلى الكتب المنسوبة في إشارة إلى أن من نسبه من العلماء الموثوق بهم بذكر الإسناد؛ فالكتب التي يغيب عنها الإسناد يصبح فيها شك.
ومن المسائل المهمة التي تحدث عنها هو كيفية معرفة إسناد كتاب معين واكتشافه، مشيرًا إلى أن كثير من المحققين أصبحوا يزهدون في نشر أسانيد الكتب فأصبح القراء يكتفون بذكر الكتب بلا أسانيدها وقد فات على الناس علم عظيم بسبب ترك الطابعين للأسانيد. وقال إن أول طريق لمعرفة الأسانيد الرجوع للمخطوطات، وخاصة المخطوطات المتقدمة المسندة والمنسوبة، وقال إن المكتبة العمرية من أكثر الكتب المنسوبة، والوسيلة الثانية هي الرجوع للأثبات والمشيخات والمعاجم، ومن أهم أغراضه معرفة اتصال الأسانيد بالكتب المشهورة، والطريقة الثالثة هي طريقة النقل في الكتب المسندة.
وقال إن أهل العلم المتقدمين من أهل الحديث والأصول عُنوا ببيان درجات التلقّي وصفة رواية الأسانيد للكتب قبل رواية الأسانيد للمتون، وبينوا أن طرق التلقي ثمانية طرق رتبوها بالقوة والضعف هي التلقي عن طريق سماع الشيخ؛ وقراءة التلميذ، والإجازة؛ والمناولة؛ والمكاتبة؛ والإعلام؛ والوصيّة، والأخيرة الوجادة.
وختم المحاضرة بالحديث عن الفائدة من معرفة الأسانيد أولها أن معرفة الأسانيد طريق للوثوق بنسبة الكتاب ونسبة النسخة، وترجيح بعض النسخ على غيرها، مشددًا على أهمية العناية بعلم أنساب الكتب، ثم فُتح المجال للمداخلات التي أثرت الموضوع والأسئلة التي تفضّل بالردّ عليها.