طرائف العلماء المعاصرين

افتتح الشيخ القاضي د.عبد الرحمن بن يوسف الرحمة الحديث بذكر أهمية صفة الدعابة للأشخاص القياديين في المجتمع. جاء ذلك في محاضرة بعنوان “طرائف العلماء المعاصرين” قدمها في خميسية الجاسر يوم الخميس 11 صفر 1433هـ الموافق 5 يناير 2012م، وقد أدار اللقاء سعادة المحامي الدكتور محمد المشوح.

وقد حرص المحاضر أن ينقل صورة مشرقة عن كبار علماء المملكة،تكاد تكون خفية على غير المتابعين، لكي يعرف الناس أنهم كانوا يتمتعون بخفة الدم وجميل الدعابة، ولا غرابة في ذلك؛ لأن هذه الصفة الإنسانية لا بد أن تكون من صفات العلماء الربانيين المقتدين بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كان يمازح أصحابه ولكنه لا يقول إلا حقا. ودعا المحاضر كل من يتسم بالغلظة والتقطيب إلى الابتسامة ومعاملة الناس بالأسلوب الراقي الذي يملكون به القلوب.

ثم قدم مجموعة من طرائف علماء العصور الأولى ،كالإمام الفقيه عامر بن شراحيل الشعبي، والمحدّث الكبير سليمان بن مهران الأعمش ،مبديا إعجابه بكتاب معالي الدكتور أحمد الضبيب “نوادر الأعمش وطرائفه”.

ثم بدأ بسرد طرائف علماء المملكة فبدأ بطرائف الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي ت 1376هـ حيث كان من الطرافة بمكان، وكانت مجالسه لا تخلو من الأنس(سالفة القهوة)، وكان رحيمًا بالناس لطيفًا (سالفة الحطب).

واستعرض طرائف الشيخ عبدالله بن صالح الخليفي ت 1381هـ ، ومفتي الديار السعودية الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ ت 1389هـ، وهو الرجل المهيب الذي لم تنقل عنه الكثير من النوادر لأن حياته كانت مليئة بالمهام الكبيرة ، والشيخ العلامة المفسر الأصولي محمد الأمين الشنقيطي ت 1393هـ، والشيخ العلامة عبدالعزيز بن عبدالله بن باز ت 1420هـ، والشيخ القاضي صالح بن علي بن غصون ت 1419هـ .

واختتم محاضرته بالعديد من الطرائف الكثيرة والمثيرة للشيخ محمد بن إبراهيم البواردي ت 1404هـ ووعد بنشرها في كتاب، مشيدًا بحهدالدكتور محمد بن سعد الشويعر وأحمد بن زيد الدعجاني في جمع طرائف الشبخ البواردي. ثم فتح المجال للحضور للمداخلات التي أثرت المحاضرة.