m

فئة :

2015 Oct 25

روَّاد ومؤرِّخون في مجلس حمد الجاسر يقترحون إنشاء مركز متخصص للتاريخ الشفهي

أقام مجلس حمد الجاسر ندوةً بعنوان: “تجربتي مع التاريخ الشفهي”، يوم السبت 11 محرم 1437هـ، شارك فيها الدكتور عبدالله العسكر، والأستاذ محمد القشعمي، وأدارها الدكتور عبدالله المنيف.

وقد افتتح الدكتور عبدالله العسكر الندوة بتعريف التاريخ الشفهي بأنه تسجيلاتٌ تحتوي على ذكريات أُناسٍ كان لهم مشاركة في الشأن العام، وقال إن بداية الدخول الرسمي للتاريخ الشفهي في دائرة التاريخ كان في بريطانيا قبل ثمانين سنة، موضحًا أنه يزداد في الغرب بوتيرة مقبولة، خصوصاً في بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية، وأن هناك مراكز بحثية وأرشيفية تهتمُّ بجمعه وحفظه.

وأشار الدكتور العسكر إلى أن أول تجربة له في هذا المجال كانت الانضمام إلى جمعية التاريخ الشفهي في لوس أنجلوس في عام 1982م، وقد مكَّنَتْه هذه العضوية من حضور ندوات الجمعية وورشات العمل المهنية، كما مكَّنَتْه من التعرُّف إلى المختصين والتحدث إليهم واقتناء بعض مؤلَّفاتهم، والحصول على الدورية التي تُصدِرُها الجمعية.

وجاءت تجربته الثانية في مطلع عام 1985م، إذ شرع بعد عودته من البعثة بتأسيس وحدة التاريخ الشفهي في قسم التاريخ مع مجموعة من زملائه في جامعة الملك سعود. ثم جاءت التجربة الثالثة التي يَعُدُّها تجربةً أرضت طموحه، إذ قام في بداية حياته العلمية والأكاديمية في حدود عام 1988م بالعمل مع مجموعة من منسوبي دارة الملك عبدالعزيز على تأسيس مركز التاريخ الشفهي، ووضعوا الخطوات والطرائق العملية لإجراء المقابلات الشفهية مع كبار السن في مختلف مناطق المملكة من الذين كانت لهم تجارب مهنية أو إدارية أو معرفية، ويُعَدُّ مركز التاريخ الشفهي في دارة الملك عبدالعزيز الآن المركز الوحيد في المملكة، وقد قطع من عمره أكثر من عقد ونصف عقد، وقال إن المركز أنجز أثناء عمله فيه نحو 500 مقابلة.

وبيَّن الدكتور العسكر أن هذه التجارب الثلاث المثيرة والمثمرة رافقها قيامُه بأعمال علمية، ونَشْره بعض البحوث، والمشاركة بأوراق عمل في ندوات علمية، وترجمة كتاب عن التاريخ الشفهي وآليات تطبيقه عام 2004م وهو من تأليف الدكتور روبرت بيركس مدير الأرشيف الوطني للتسجيلات الصوتية بالمتحف البريطاني. وفي ختام مشاركته تحدَّث عن علاقة التراث الشفهي بالتاريخ المدوَّن، ثم ذكر أمثلة على التاريخ الشفهي الذي تحوَّل إلى تاريخ مدوَّن.

وجاءت المشاركة الثانية للأستاذ محمد عبدالرزاق القشعمي، الذي ركَّز في حديثه على أهمية التاريخ الشفهي ودَوْر مكتبة الملك فهد الوطنية وتوثيقها للتاريخ كما يرويه كبار السن والمهتمِّين من الرُّواة خلال عشرين سنةً ماضية، مشيرًا إلى أن التاريخ الشفهي عُرف في المملكة قبل نحو 40 عامًا من الآن، إذ تولى فريق عمل يتكوَّن من أ.د. أحمد عبدالرحيم نصر؛ و د. سامي عنقاوي؛ و د. سليمان مالكي؛ و د. أبي بكر باقادر، ومعهم العديد من الإخباريين والفنيين في مركز أبحاث الحج، تسجيل العديد من المقابلات التي زادت عن مئة وخمسين ساعة، وعند تأسيس جامعة أم القُرى بمكة المكرمة انتقل هذا النشاط من جامعة الملك عبدالعزيز بجدَّة إليها، ثم بدأ من خلال المهرجان الوطني للتراث والثقافة (الجنادرية) منذ قرابة 30 سنة بزيارات ميدانية للمواقع الأثرية والمشهورة، وقد سُجِّل ما يُقارِب مئتين وخمسين ساعة، وسُجِّل لعدد ممن عمل مع الملك عبدالعزيز رحمه الله، ثم فُرِّغت تلك المقابلات وضُمَّت في كتابٍ صَدَرَ من المهرجان الوطني للتراث والثقافة، أعدَّه عدد من الأساتذة برئاسة الدكتور عبدالرحمن السبيت باسم “كنتُ مع عبدالعزيز”، تناول ذكريات 18 شخصاً سُجِّل لهم عام 1407هـ في منازلهم.

ثم تحدَّث عن دَوْر مكتبة الملك فهد الوطنية في العناية بالتاريخ الشفهي، من خلال اضطلاعها بدورها الريادي في حفظ تاريخ المملكة وتسجيله، فقد شَرَعَت المكتبة في هذا النوع من النشاط منذ منتصف عام 1415هـ بإجراء مقابلات مع عدد من الأدباء والمثقفين ممن يمثِّلون الرعيل الأول من الحركة الثقافية في المملكة، وكانت أُوْلى المقابلات مع الأستاذ عبدالكريم الجهيمان -رحمه الله- بتاريخ 20/4/1415هـ، وقامت المكتبة بدعوة عدد من الضيوف لزيارة المكتبة والتسجيل لهم، والذي لا يستطيع الحضور يقوم فريق المكتبة بزيارته في منزله أو السفر إليه إذا كان في منطقة أخرى. وقد جرى التسجيل مع الروَّاد وكبار السن من مختلف فئات المجتمع من رجال الدِّين والكتَّاب والأدباء والتجَّار والفنانين والسُّفَراء ومديري الجامعات والوزراء وكبار الموظفين، فقد سجَّلت المكتبة في أكثر من عشرين عاماً لِمَا يقرُب من 400 شخص يمتدُّ اللقاء مع بعضهم لأكثر من تسع ساعات في أيامٍ عدَّة. ثم تحدَّث عن إجراءات المقابلة، واستعرض وقفات سريعة مع بعض مَن سُجِّل لهم، مثل عزيز ضياء، ومحمد علي خزندار، وعبدالكريم الجهيمان.. وغيرهم.

ثم فُتح المجال للمشاركات والمداخلات التي أَثْرَت الموضوع.