m

فئة :

2015 Oct 31

د. البقاعي في مجلس حمد الجاسر يحذِّر من “جرأة الجهل” على الدعوة الإصلاحية

حذَّر الدكتور محمد خير البقاعي من خطورة انتشار وتوسُّع دائرة “جرأة الجهل” على دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب الإصلاحية، تلك الجرأة التي يراها بعضُ مَن لا علم لهم وجهةَ نظر تُجبِر الآخَرين على تقبُّلها، وأكد أن هذه الدعوة قابلة للتطور. جاء ذلك في محاضرةٍ بعنوان: “الدعوة المفتَرَى عليها”، ألقاها في مجلس حمد الجاسر يوم السبت 18 محرم 1437هـ الموافق 31 تشرين الأول (أكتوبر) 2015م، وأدارها الدكتور عبدالعزيز الهلابي.

وأوضح د. البقاعي أنه يجب التفريق بين مرحلتين من هذه الدعوة: ما قبل أحداث الدرعية وما بعدها، وأنَّ ما طرأ من أحداث كان له أثره على الإطار المنهجي للدعوة.

ودعا إلى قراءة كتب الشيخ محمد بن عبدالوهاب لمعرفة آرائه، لا قراءة ما كُتب عنه فحسب، مؤكدًا أن دعوة الشيخ دعوة وسطية، وقد أنكر ما أُخِذَ عليه من التكفير. موضحًا في الوقت ذاته أن الشيخ محمد بن عبدالوهاب ليس معصومًا وليست دعوتُه وحيًا، ولم يدَّعِ أحدٌ هذا على مرِّ السنين، وإنما هي دعوة إصلاحية بزغت في ظلِّ اضطرابٍ كان يخيِّم على المنطقة التي بزغت فيها، وفي ظلِّ انتشار البِدَع التي أُقحِمَت في الدِّين الحنيف، وقد عانى صاحب الدعوة ما عاناه في محاولة إيصالها، ولولا وجود الحاجة لفكر مستنير لَمَا عرفت الدعوة انتشاراً. وبيَّن أنه عند أَخْذ عناصر الجنس والبيئة والزمن في الحسبان عند دراسة ظاهرة انبثاق دعوة الشيخ وصعودها، سنجد كثيراً من الاعتراضات والمواقف المناوِئة تتداعى أمام المنافع الكثيرة التي جناها العباد والبلاد بهذه الدعوة.

وأضاف د. البقاعي أنَّ من الغريب المضحك القول بأن الدعوة الوهابية من عوامل هدم الخلافة العثمانية، مع العلم أن هذه الحركة قامت حوالي عام 1811م، والخلافة هُدمت حوالي 1922م!

وأشار إلى أن دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب الإصلاحية كانت أول حركة في تاريخ الإسلام الحديث تعلن الثورة على الجمود والتقاليد والبِدَع والخرافات التي تشلُّ تفكير المسلمين وتشوِّه تعاليم دينهم وتطمس كثيرًا من حقائقه، وكانت -كما وصفها المستشرق الفرنسي هنري لاوست- حركة إصلاح وتجديد في السياسة والدِّين.