m

فئة :

2019 Dec 21

دقّات قلب بني الإنسان: طوارق السّماء، ورنين الأكوان

اختتم مركز حمد الجاسر الثّقافيّ الشطر الأول من نشاطه المنبريّ للموسم الثقافيّ هذا العام بمحاضرةٍ قدّمها عالم فيزياء الفلك القلبيّة استشاري أوّل تشوّهات القلب الخلقيّة والقسطرة الكهربائيّة الأستاذ الدكتور عبدالله بن عبدالرحمن آل عبدالقادر عرضَ فيها خلاصة خمسة مؤتمرات علميّة عالميّة عُقد على أرض المملكة العربيّة السعوديّة آخرها المؤتمر العالميّ لعلوم الطب والقلب المتقدّمة ملك الأعضاء في العام الجاري 2019م، والذي يعدُّ أكبر مؤتمر قلب على مستوى العالم حيث تضمّن 80 ساعة أكاديميّة بما يعادل 4 مؤتمرات كلّها خُصّصت لعلوم طبّ القلب المتقدّمة، شهد تأسيس علاقة علميّة حقيقيّة فيزيائيّة بين القلب البشري والأكوان الخارجيّة، جاء ذلك في محاضرة ألقاها في مجلس الشيخ حمد الجاسر بعنوان: “دقّات قلب بني الإنسان: طوارق السماء، ورنين الأكوان” أدارها د.عبدالعزيز الخراشيّ، ضحى السبت 24 ربيع الآخر 1441هـ الواقع في 21 كانون الأوّل (ديسمبر) 2019م.

وشرع المحاضر بتقديم نبذة عمّا جاء في كتاب الله من آيات عن القلب، وما جاء في الطب الحديث، وأشار إلى إنّ القرآن يذكر القلب “موطن العقل واتخاذ القرار”، وجاءت عدد الآيات 132 آية تذكر بأنّه موطن المشاعر البشريّة: الخشوع، الرأفة، الرحمة، الوجل، الخوف والرعب، الإحساس بالتكبّر والتعالي، الشعور بالغيظ، السكينة والطمأنينة، وغيرها من المشاعر؛ بينما ترى الكتب والمراجع العلمية الغربية بأن القلب مضخة شديدة التعقيد.

وأشار إلى أنّ الأطبّاء يؤمنون جميعًا بأنّ القلب مضخّة عالية التعقيد ولكن مفهوم المضخّة عليه علامات استفهام كثيرة، وقد اعتن كثيرًا بهذا الموضوع؛ حيث جمع عددًا من الفقهاء والأطباء واستعرضوا طب الفراعنة والرومان واليونان والحضارة الإسلاميّة وعددًا من الدراسات الطبيّة، وكلها تشير إلى أن القلب “عقل” بينما كتب الطب الحديثة وما أصابها من نظرة مادّية ترى أنه مضخّة فقط، وهذا ما دفع المحاضر لتأسيس عمل علميّ لتعبئة هذه الفجوة الكبيرة بين رؤية القرآن والحضارات السّابقة للقلب وبين رؤية الطب الحديث، فكان مؤتمر “ملك الأعضاء بين الأطباء والفقهاء” ثم تلاه عدد من المؤتمرات، وقال: إن خلاصة ما توصّلوا إليه أن القلب: تلك المضخة التي تتمركز في موقع استراتيجي خطر وهام في الجسم البشري تستطيع أن تنتج مجال كهرومغناطيسي ضخم.

ثم قدّم مقارنة بين الدماغ والقلب عبر المجال الكهرومغناطيسي لكلٍّ منهما وقال: إنّ المجال الكهرومغناطيسي في القلب خمسة آلاف ضعف عمّا في الدّماغ، وارتفاع الطول الموجي للقلب ستّين ضعفًا عن الطول الموجي للدّماغ وهذا يدل دلالة قاطعة على سيطرة القلب على بقية أعضاء الجسم وعلى طرق تواصل لم يكن الطب والعلوم التطبيقية قد توصلت إليها في حينه. وأشار أنهم بدؤوا بنشر علمي قوي بعد هذه المؤتمرات لتعبئة الساحة العلمية وقريبًا بإذن الله تُدرس هذه الأعمال في الطب.

واستعرض بالشرائح والصور الخيمة الكهرومغناطيسيّة للجسم التي تقدّم رسائل معلوماتية للآخرين عبر الحدس وقال بأن هناك دماغًا داخل القلب مشبوكًا بطريقة معقدة، وفيه نوع من الإعجاز لقدرته على التحكم بأعضاء الجسم من القلب، وشبّه القلب بالملك بالنسبة للجسم والدماغ كولي عهد يشرّع ويفصّل في أوامر الملك،وقال: إنّ الرسائل من القلب إلى الدماغ عن طريق العصب الحائر تفوق رسائل الدماغ إلى القلب.

ثمّ تحدّث عن علم القلب العصبيّ وذكر أنّ في القلب خلايا عصبيّة تصل إلى كفاءة تستطيع أن تسميها دماغًا، واستعرض تصويرًا ميسّرًا للعلاقات المعقّدة بين القلب والدماغ، والتواصل المباشر بين القلب ومراكز اتخاذ القرار في الدماغ، ثم تحدّث عن العواطف الإيجابية والسلبيّة في القلب، وذكر أربعة أنواع من الاهتزازات في القلب يستطيع الأطباء من خلالها معرفة المؤثر والمتأثر في القلب عبر تباين التحليل الموجي لنبض القلب البشريّ تميّز لحظات الغضب والانفعال والسكينة القلبية والصفاء الذهني والقدرة الخارقة على القرار الصحيح.

واستعرض منشورًا لعلاج ارتفاع ضغط الدّم الشّرياني بدون أدوية، وعددًا من الدراسات الحديثة الخاصّة بالقلب وعلاقته بالدّماغ، ولحظات استقبال المعلومة، مفسّرًا سبب انقباض القلب ببعض الأحداث قبل وقوعها.

واختتم محاضرته بالحديث عن علاقة القلب بالفضاء الخارجي وما يسمى بـ”موجات شومان” وعرض مرئيّ مكوّن من نحو ثلاث دقائق يشرح آثار الرياح الشمسيّة ونشاط الأرض الكهرومغناطيسي على نبض القلب البشريّ.

ثم فُتح المجال للمداخلات واستفسارات الحضور تفضّل بالرد والتعليق عليها.

جدير بالذكر فإن مركز حمد الجاسر الثّقافي سيستأنف نشاطه المنبريّ للشطر الثّاني من موسمه الثقافيّ هذا العام في 30 جمادى الأولى 1441هـ الواقع في 25 كانون الثّاني (يناير) 2020م.