m

فئة :

2012 Feb 22

حاجة المجتمع للفن

أوضح الدكتور معجب الزهراني عميد كلية العلوم الإنسانية في جامعة اليمامة، أن كل كائن هو جمالي بطبعه وثقافته، لأنه قادر على الاستمتاع بما هو جميل في الأشكال والأصوات والألوان والحركات، وقادر أيضًا على إنتاج الشيء الجميل الذي نُسمّيه “الفن”. وأشار إلى أن النظرة السلبية للفنون كلها من قبل فئة محدودة من المجتمع، والممانعة تتذكر على بعض الفنون النشطة، مما أفرز ثقافة ثقيلة ومجتمع أقرب إلى الكآبة، مشيرًا إلى أن الحل المناسب يكمن في عدم إخضاع المجتمع كله لسلطة فئة قليلة من المتشددين؛ فالثقافة الجمالية الحرة المرحلة خير علاج لثقافة القبح التي لابد أن تولد المزيد من أشكال التشدد والعنف والإرهاب. جاء ذلك في محاضرة قدمها في خميسية حمد الجاسر الثقافية يوم الخميس 8 محرم 1434هـ الموافق 22 نوفمبر 2012م، أدارها سعادة الدكتور محمد الرصيص.

وقد افتتح المحاضر حديثه بسرد أعمدة الثقافة الأربعة وهي “ثقافة العمل والكسب” ووظيفتها تأمين الضروريات الحيوية، و”ثقافة الاجتماع” ووظيفتها تنظيم العلاقات فيما بين الأفراد والجماعات وتوزيع العمل بما يحقق المزيد من فرص القوة والأمن والسعادة، و”ثقافة التدين”، وهي المعتقدات التي تترجم في طقوس وشعائر لفظية وعملية هدفها الأساسي تأويل العالم لإضفاء المعنى على الحياة والموت بل وعلى الوجود كله. وأخيرًا “الثقافة الجمالية”، وهي نشاط لعبي حر وظيفته الأساسية إثارة مشاعر الفرح والبهجة للاستمتاع بالحياة فيما وراء الأمور الحسية المباشرة.

وأشار إلى أن كل المجتمعات البشرية لديها ثقافات جمالية تتكون من تلك الفنون الستة التي حددها المفكرون منذ ثلاثة آلاف سنة تقريبا فهناك: فنون اللغة التي تشمل فنون القول والكتابة التي أصبحنا نسميها “الأدب”، وفنون الرسم وما يتبعه من نقوش وزخرفات عادية أو ملونة، وفنون الغناء التي تم بالصوت المفرد أو بمصاحبة آلة موسيقية ما، وفنون الحركة أو الرقص التي تباشر في المناسبات الاحتفالية المختلفة، وفنون النحت على الحجر أو على الخشب، وهناك ما يسمى بالفنون التمثيلية أو الدرامية المركبة وتتجلى في المسرح، أو في الاحفالات الجماعية التي تربتط هي أيضًا بمناسبة محددة تختلف من مجتمع لآخر، سابقة على المسرح بمعناه الدقيق.

ثم عرّج في حديثه إلى قانون التفضيل الجمالي الذي يعني أن كل جماعة أو مجتمع يميل إلى فنون معينة أكثر من غيرها، لكن لا يوجد مجتمع دون فن أو دون ثقافة جمالية، وتحدث عن فنون المملكة العربية السعودية التي هي جزء من الثقافة المحلية ومن الثقافة الوطنية كيف كانت أحوالها وإلامَ آلت اليوم، مطالباً بتدارك إشكالية غياب الفن.

ثم صنف فنون المملكة التقليدية إلى فنون السواحل وحواضرها، وفنون الريف الجبلي وقراه، وفنون الصحراء وواحاتها، وهناك الفنون الحديثة مثل: الغناء والموسيقى والرسم والنحت والمسرح والدراما.

ثم فتح المجال للأسئلة التي تفضل بالإجابة عليها والمداخلات التي شارك فيها كلٌ من الدكتور عزالدين موسى، واللواء عبدالله السعدون، والدكتور عبدالرحمن المديريس، والدكتور محمد الهدلق، والدكتور موسى مبروك، والدكتور الخضر عبدالباقي، والأستاذ محمد القشعمي، والدكتور جاسر الحربش، والأستاذ محمد الأسمري.