m

فئة :

2020 Mar 07

جهود الشّيخ حمد الجاسر في تاريخ المدينة المنوّرة

استهلّ د.عائض الرّدّاديّ محاضرته بالإشادة بالشيخ حمد الجاسر –رحمه الله– والإشارة إلى عنايته بتاريخ العرب وآدابهم وتراثهم وما أولاه الجزيرة العربيّة من عناية خاصّة، وخصّ المدينتين المقدّستين مكّة والمدينة بمزيد عناية تأليفًا، وتحقيقًا، ونشرًا، وبحثًا، ومراجعة، وتقديمًا. جاء ذلك في محاضرة ألقاها بمجلس حمد الجاسر بعنوان: “جهود حمد الجاسر في تاريخ المدينة المنورة” وأدارها: د. عبدالعزيز الخراشيّ؛ ضحى السبت 12 رجب 1441هـ/ الواقع في 7 آذار (مارس) 2020م.

وأشار المحاضر إلى أن الشيخ حمد الجاسر عُني بالرحلات الحجازية في مجلة العرب ونشر ملخصات لها في سلسلة حلقات، موضحًا أنّه لو جُمع ما كتبه الشيخ حمد الجاسر عن الرّحلات نشرًا ونقدًا لكوّن كتابًا كبيرًا، وأنّ عرض الشيخ حمد الجاسر لرحلات الحج لم يترك أي إشارة إلى المكتبات وردت في أي رحلةٍ إلا أوردها، ثم تحدّث عن جهوده في مجال التحقيق والنشر والتأليف عن تاريخ المدينة المنورة فقد حقّق: كتاب “المغانم المطابة في معالم طابة” لنجم الدين الفيروز أبادي وحقّق منه قسمًا واحدًا زاد عن 600 صفحة ونشرته دار اليمامة، وكتاب “التعليقات والنوادر” لأبي علي الهجريّ وقد عُني به الشيخ حمد وبذل جهدًا مضنيًا في دراسة وتحقيق ما وُجد منه بأربعة أجزاء، وكتاب “المناسك وأماكن طرق الحج ومعالم الجزيرة” حققه في طبعته الأولى منسوبًا لإبراهيم الحربي وصدر عن دار اليمامة، وكتاب “النفح الفرجيّ في الفتح الجتهجي”، وكتاب “كشف الحُجب والستور عمّا وقع لأهل المدينة مع أمير مكة سرور”، لزين العابدين محمد بن محمد البرزنجي، وفي مجال النشر فقد نشر رسائل في تاريخ المدينة ضمن سلسلة نصوص وأبحاث جغرافية وتاريخية عن جزيرة العرب وقدم لها وأشرف على طبعها، والكتاب الثاني المؤلّف أبو علي الهجري وأبحاثه في تحديد المواضع، الذي نشره ضمن سلسلة نصوص وأبحاث في تاريخ الجزيرة، وفي مجال التقديم والمراجعة فقد تولى التقديم والمراجعة لكتاب “خلاصة الوفا لأخبار دار المصطفى” لعلي بن عبدالله السمهودي، كما صحّح وضبط كتاب “عمدة الأخبار في مدينة المختار” لأحمد بن عبدالحميد العباسي في طبعته الثانية.

وأشاد المحاضر بمساعدة الشيخ الجاسر للباحثين في تاريخ المدينة المنورة؛ حيث امتدت عناية الشيخ حمد بتاريخ المدينة المنورة إلى تقديم المساعدة لمن أراد العمل في تاريخها، وذكر الباحثين الذين زاروه وقدم لهم المساعدات لإنجاز أبحاثهم.

ثم ذكر جهوده في البحوث والمقالات في تاريخ المدينة المنوّرة التي احتوى عليها كتاب” بحوث ومقالات في تاريخ المدينة المنوّرة” للشيخ حمد الجاسر، الصادر مؤخرًا عن مركز حمد الجاسر الثّقافيّ بعناية ومراجعة د.عائض الردادي، وأكّد أن الشيخ حمد الجاسر حرص أشدّ الحرص على تحقيق ونشر مؤلفات مؤلّفين تركوا كتبًا تعدّ مصادر في تاريخ المدينة وهم “الهجري” و”السمهودي” و”ابن شبّة”.

واختتم محاضرته بتقديم ملخص لما أنتجه حمد الجاسر في تاريخ المدينة المنورة في عدة نقاط: أولًا: عنايته بخزائن الكتب في بحثه المخطوط وإبرازه لما ورد عنها في كتب “الرحلات”، ثانيًا: نشره ملخصات لما ورد في رحلات الحج في سلسلة حلقات في رحاب الحرمين من خلال كتب الرحلات في “مجلّة العرب”، ثالثًا: تحقيقه للمخطوطات ونشر كتب تاريخ المدينة والتأليف في تاريخها والمراجعة والضبط في بعض كتب تاريخ المدينة إذا طلب منه النّاشرون، رابعًا: مساعدة الباحثين في تاريخ المدينة وإمدادهم بالمخطوطات لتحقيقها أو مصورات مخطوطات من مصادر المؤلف، خامسًا: نشره بحوثًا ومقالات كثيرة عن تاريخ المدينة احتواها كتاب “بحوث ومقالات في تاريخ المدينة المنورة” الذي صدر عن مركز الشيخ حمد الجاسر، سادسًا: حرصه على تحقيق ونشر المؤلفات التي تُعدّ مصادر رئيسة في تاريخ المدينة كمؤلفات “الهجري” و”السمهودي” و”ابن شبّة”، وقد حقّق طموحه في الأوّلين لكنّ ما بذله في تاريخ “ابن شبّة” أكثر جهدًا مما لو حقّقه، سابعًا: وصفه ميدانيًا لطريق الهجرة النبويّة بين مكّة والمدينة في عدّة مقالات تحت عنوان: “رحلة إلى طيبة” عام ١٣٨٦ هـ / 1967م، ثامنًا: فاق جهده المضني في مطابقة مطبوعة “تاريخ ابن شبّة” للمخطوطة الوحيدة ذات النسخة الضعيفة؛جهد المحقّقين، تاسعًا: بعض مقدماته للتّحقيق في وصفه لمجتمع المدينة وحوادثها أنفس من المخطوطة كما هو في مقدمة كتاب “كشف الحُجب والسّتور لما وقع لأهل المدينة مع أمير مكّة سرور”، عاشرًا : تجليته لفترة مجهولة في تاريخ المدينة من منتصف القرن الثالث إلى منتصف القرن الرابع الهجريين في ثلاثة عشر بحثًا تحت عنوان: “فترة مجهولة من تاريخ طيبة الطيبة”، والحادي عشر: غلب على بحوثه التعريف بكتب تاريخ المدينة قبل نشرها ومراجعة ما حُقق منها وإبداء ملحوظات علمية عليها.

ثم فُتح المجال للمداخلات والأسئلة التي تفضّل بالرد عليها.

جدير بالذكر يقدّم د. عادل بن علي الغامديّ محاضرة بعنوان: “التداوليّة والحجاج بين النّظريّة والإجراء” ويديرها: د.عبدالعزيز الخراشيّ؛ ضحى السبت 19 رجب 1441هـ الواقع في 14 آذار (مارس) 2020م.