توفير الأمن يعد الركيزة الأولى للملك المؤسس في بناء الوطن

استأنف مركز حمد الجاسر الثقافي نشاطه المنبري وفق الإجراءات الاحترازية بعد توقفه لعام ونيف بسبب جائحة كورونا، وجاءت محاضرته الأولى بمناسبة اليوم الوطني (الواحد والتسعين) قدّمها الدكتور عبدالمحسن بن صالح الرشودي – أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر في جامعة الإمام محمد بن سعود-، حيث أكد فيها أن توفير الأمن كان الركيزة الأولى التي اعتمد عليها الملك المؤسس رحمه الله في بناء الوطن، مستعرضًا أبرز عوامل تحقيق الأمن والاستقرار ونماذج من خطابات للملك المؤسس في هذا السياق.

جاء ذلك في محاضرة ألقاها بعنوان: “الأمن وتعزيز الهوية الوطنية في عهد الملك المؤسس -رحمه الله-“، وأدارها د. عبدالله العريني، ضحى السبت 11 صفر 1443هـ الموافق 18 أيلول (سبتمبر) 2021م.

وأشار المحاضر إلى أن هذه البلاد منذ أن دخلت الحضارة مع بزوغ الدولة السعودية الأولى بدأت تنعم بالأمن والاستقرار؛ حيث قامت الدولة على العدل وتحكيم الشريعة، وكان الأمن أهم ركيزة حتى أصبحت أنموذجًا للدولة الحضارية، مستعرضًا عددًا من الأمثلة في الاهتمام بأمن الوطن والمواطن، بعد أن شهدت هذه المنطقة شتاتًا وفرقة وصراعات واختلالات أمنية جعلت المواطن يعيش في خوف دائم قبل عهد المؤسس رحمه الله.

وقال المحاضر بأن توفّر الأمن يُهيءّ بيئة مستقرة تمكّن الإنسان من البناء والعمل والإبداع في ظل حياة كريمة آمنة، وأن الثروات لا يمكن أن تحظى بقيمتها في البناء إن لم يتوفر الأمن.

وأضاف أنّ هناك دراسات ونظريات في تحقيق الأمن لبثها في المجتمعات تؤكد أن الأمن لا يتحقق إلا بوجود دولة عالمية، وحينما نتأمل فيما تحقق من استقرار في هذه البلاد نجد أن الملك المؤسس كان له نية صادقة من أجل بناء وطن وتأسيس هوية لهذا المجتمع، لنصل إلى ما وصلنا إليه من رفاهية اليوم.

وسرد المحاضر خطابًا من خطابات الملك المؤسس جاء فيه: “إن البلاد لا يصلحها غير الأمن والسكون لذلك أطلب من الجميع أن يخلدوا للراحة والطمأنينة وإنّي أحذّر الجميع من النزاعات ونزغات الشيطان والاسترسال وراء الأهواء التي ينتج عنها فسادٌ للأمن في هذه الديار”.

ثم ذكر عددًا من العوامل التي أدت إلى تحقيق الأمن منها تطبيق الشريعة الإسلامية في جميع المناحي، وتقديم المساعدات الحكومية للمواطن لتوفير الأمن الغذائي، وكذلك الإجراءات الأمنية التي قامت سواء تأسيس الشرطة والأمن العام، واستخدام اللاسلكي، والعدل الذي كان يعمل به مؤسس هذه البلاد وإقامة الحدود الشرعية بشكل سريع على المخالفين والمجرمين وتوطين البادية الذي يعد من أهم العوامل التي أدت إلى تثبيت الأمن وتعزيز الهوية والمواطنة.

واختتم محاضرته بسرد مواقف لرجال صدقوا مع الملك عبدالعزيز رحمه الله في تحقيق الأمن والاستقرار وبناء الدولة، ثم فتح المجال للمشاركات التي أثرت الموضوع والأسئلة التي تفضل بالرد عليها في ختام محاضرته.