m

فئة :

2019 Nov 23

تطبيقات نظم المعلومات الجغرافيّة والمجتمع

أشار الدكتور علي بن عبدالله الدّوسريّ – رئيس مجلس إدارة الجمعيّة الجغرافيّة السّعوديّة إلى أن تطبيقات نظم المعلومات الجغرافية تقدّم طرقًا حديثة لمعالجة المشكلات التي تجمع صنّاع القرار والمديرين التنفيذيين والموظفين والمنظّمات غير الربحية والمواطنين في إطار مشترك، ومكّنت المجتمع من خلال التّقنية الحديثة من المساهمة في جمع البيانات ومعرفة المستجدّات الجغرافيّة في أنحاء العالم؛ جاء ذلك في محاضرة ألقاها بمجلس حمد الجاسر؛ عنوانها: “تطبيقات نظم المعلومات الجغرافيّة والمجتمع” وأدارها د. محمّد بن سعد المقرّي، ضحى السبت 26 ربيع الأوّل 1441هـ الواقع في 23 تشرين الثّاني (نوفمبر) 2019م.

وافتتح الدوسريّ محاضرته بتقديم نبذة عن تطبيقات نظم المعلومات بوصفه نظامًا قائمًا على الحاسوب يعمل على جمع وتخزين ومعالجة وتحليل وإنتاج ونمذجة البيانات والمعلومات الجغرافيّة، ويُستعرض من خلاله البيانات الكميّة أو الكيفيّة في طبقات موضوعيّة رقميّة، كما يُستخدم علم نظم المعلومات الجغرافية كأداة تحليلية في كثير من العلوم لربط مختلف الظواهر الطبيعية والبشريّة مكانيًا أو زمانيًا مع بعضها البعض وفهم العلاقات فيما بينها.

وقال: إن نظم المعلومات أصبح علمًا متداولًا في كثير من المدارس، وذكر أن التطوّر الملاحظ في السنوات الأخيرة هو وجود المجتمع كأداة مغيّر ومستفيد من هذا العلم، وهي أداة ضخمة في التعامل مع الحياة المتسارعة، وأكّد أنّ نظم المعلومات لم يعد مقتصرًا على الجغرافيا بل أصبح في شتى العلوم، وكل علم يستخدمه على حسب احتياجه سواء أكانت مكانية أو زمانية؛ لفهم الظواهر البشرية والطبيعية، وذكر طريقتين لفهم هذه الظواهر وهي إما عن طريق “Vector” “الرسم الخطي” أو “Raster” وهي طريقة نظام من الخلايا، وكل خليّة تمثل انعكاسًا لطيفِ أشعة الشمس أو أشعة اصطناعية، والفكرة قائمة على انعكاس رقمي لكل خليّة يسهل على المستخدم أو المطوّر أن يفهم هذا الانعكاس، أو دمجهما مع بعض للحصول على معلومات أعمق.

وقال: إن أحد هذه المصادر من خلال الموقع على الأرض، والمسح الميداني، والتصوير الجوي، وكلها تأتي من صور من الأعلى تمكّننا من رؤية الكرة الأرضيّة بشكل أعمق وأوسع، وأوضح أن الإنترنت أصبح له مجتمع افتراضي، وكل تطبيق له مزايا ومرتبط في المكان، فكل شخص يصدر البيانات له نقطة على الكرة الأرضية.

وأوضح أنّ وسائل التواصل الاجتماعي هي الوسيلة التي تربط المجتمعات اليوم، وأنّ مُحلّل النظم أو المستخدم هو من يقدّم المعلومة وهذا النمط الذي اعتمدت عليه نظم المعلومات الجغرافية منذ ظهورها، وتعود في بداياتها إلى طبيب إنجليزي سنة 1854م إذ لم يكن هناك تقنية، ولكنه استخدم نفس الفكر الحالي من نظام GIS، عندما انتشر وباء الكوليرا وأُصيبت لندن بحالة استنفار بعد أن وصلت الإصابات إلى 127 وفاة خلال ثلاثة أيام، وارتفع معدل الوفيات إلى 500 ألف وفاة خلال شهر، وصنّاع القرار لم يتمكنوا حينها من التعامل مع هذا الوباء؛ حيث كانت الكوليرا وباءًا مجهولًا، وكذا أسبابها مخفيّة حتى اجتهد الطبيب بإحضار مجموعة خرائط لأماكن تركّز الوفيّات، وأوجد جميع الظّواهر البشريّة، ورسم الخرائط وأماكن الآبار والمنازل والشوارع والأنهار في لندن؛ فوضعها على بعض وتجلت له ظاهرة تركّز الوفيّات حول مضخات المياه، فتوصل إلى نتيجة سبب الوفيات وهو تلوث الماء، واكتشف المرض والفيروس المسبب وبدأ هذا النظام الصحي في لندن انبثاقًا من هذه الظاهرة.

وذكر أن مع الثّورة التكنولوجيّة وتطوّر الرسم بالكمبيوتر في معهد “هارفارد” تجمّعت في بداية الخمسينيّات من القرن الماضي تشكّل نظم المعلومات بشكلها الإلكتروني، وفي الثمانينّات أصبح هناك كمٌّ هائل من الصور، وأصبحت مجانية على الإنترنت على “Earth Explorer” ولم يكن هناك تدخل للمجتمع بصياغتها، ثم تطوّر مؤخرًا مع نهاية التسعينيات، وأصبح مشتركًا للمجتمع وصنّاع القرار في تقديم المعلومات، وأصبح الجميع في مستوى واحد؛ ليتم الاستفادة منها في جمع المعلومات والإحصاءات، وهذا التطور الذي حدث بأثر من المجتمع.

وقال: إن الخرائط في بيئتها هي الوعاء الذي يحتوي على البيانات من الاتّصال المباشر وغير المباشر ويرتكز على عدّة محاور أولها أن كافة أفراد المجتمع يمكنهم تقديم معلومات متزامنة، وشريحة من هذا المجتمع يقدم قصة يستفيد منها الجميع، والمحور الثالث هو ظهور واجهات مكانيّة للخرائط مفتوحة للجميع.

وفي الختام استعرض بعض النماذج مثل: تطبيق EveryDrop للمحافظة على المياه في ولاية كاليفورنيا يتيح للمواطنين الإبلاع عن موقع هدر المياه، كما يعلّم التطبيق المستخدمين كيفية الحفاظ على المياه بشكل أفضل، وكذلك رفع الصور وتثبيتها بعد التحقق منها بعد التحقّق منها؛ وكذلك تحويل الخريطة إلى لوحة تفاعلية عن المعلومات وتقديم عرض تفاعلي عن المقاييس، وفرز التغريدات وتتبّع أماكن تقديمها، ولغة التغريدات، وذكر طريقة التتبع لحالة الوفيّات والإصابات للمدنيين في “سوريا” منذ 2012 ورفعها على المواقع وتحديد نوع الانتهاك لحقوق الإنسان.

ثم فُتح المجال للمداخلات والأسئلة التي تفضل بالرد عليها.

جدير بالذكر يقدّم الدكتور بدر الفقير محاضرة في مجلس حمد الجاسر بعنوان: “روائع التّراث الطبيعيّ في شمال غرب المملكة العربيّة السعوديّة: آفاق واسعة للسياحة البيئيّة”؛ ضحى السبت 3 ربيع الآخر 1441هـ الواقع في 30 تشرين الثّاني (نوفمبر) 2019م.