m

فئة :

2012 Apr 12

النخيل والتمور من التراث إلى الصناعات الحديثة

ألقى سعادة الدكتور عبدالله بن محمد الحمدان، المشرف على كرسي تقنيات وتصنيع التمور في جامعة الملك سعود، محاضرةً في خميسية الجاسر الثقافية بعنوان “النخيل والتمور من التراث إلى الصناعات الحديثة”، تحدَّث فيها عن محاور عدة أهمها: أعداد أشجار النخيل وإنتاج التمور في المملكة؛ والنخيل والتمور في الماضي؛ وصناعة التمور التقليدية والحديثة والصناعات التحويلية؛ مشروعات بحثية للاستفادة من النخلة ومنتجاتها؛ واستعرض العديد من الأمثلة والتجارب للاستفادة من النخيل والتمور. وقد أدار المحاضرة سعادة اللواء عبدالله السعدون، وذلك في “دارة العرب” بحي الورود في يوم الخميس 20 جمادى الأولى 1433هـ الموافق 12 أبريل 2012م.

وقد افتتح المحاضرة بذكر أعداد أشجار النخيل البالغة (23) مليون نخلة، وإنتاج التمور البالغ مليون طن في السنة، بالمقارنة بالإنتاج العالمي من التمور البالغ (7.53 ملايين طن سنويًا)، وذكر أنَّ السعودية ومصر وإيران تُعدُّ من أهم الدول المنتجة للتمور.

ثم تحدَّث عن تطور إنتاج المملكة من التمور، وتراث وواقع صناعة التمور وتعبئتها وتصنيعها، وطرائق حفظ التمور في الماضي وتخزينها مثل (الجصة) وبعض الأدوات التي استخدمت لنقل التمور وتداولها (مثل الزبيل)، بعد استعرض الممارَسات الشعبية فيما يخص التمور، وطرائق معامل تعبئة التمور التقليدية ومراحلها من الجني، والفرز، والغسل، والتجفيف الشمسي، والتسويق، والكبس، والتعبئة، والإضافات؛ وصناعة تعبئة وتغليف التمور الحديثة بمراحلها المختلفة من الاستلام،والتعقيم، والتبريد، ونقل إلى خط التصنيع، والفرز والتدريج، والتغليف، والغلق والتعبئة في القوالب، والأفران الحرارية، والغسيل والتجفيف. ونتيجة للتوسع الهائل في زراعة النخيل سواء من الفسائل أو عن طريق زراعة الأنسجة، نوَّه المحاضر إلى ضرورة الاستفادة منها في الصناعات التحويلية للتمور في المصانع الحديثة، إذ أنَّ هناك أكثر من 40 منتجًا تحويليًّا أمكن إنتاجها من التمور في المملكة منها الدبس (استخلاصه وترشيحه وتكثيفه)، ومربى التمر، والخل، وكذلك شطَّة التمر، وعصير التمر، ومشروب التمر، وأغذية الأطفال، ومساحيق سكريات التمور، مشيرًا إلى أن الغرب استفاد من التمور بشكل أكبر في صناعة العديد من المنتجات.

وشدَّد على ضرورة الاستفادة من النوى في استخراج الكربون النشط، والزيوت، والعديد من المواد الصيدلانية،وعلائق الماشية والدواجن، كما يمكن الاستفادة من قشور التمور والشمع في مضادات الأكسدة وكاسحات الجذور الحرة، ومحفزات للقلب، ومضادات للفطريات والبكتريا والفيروسات، كما تساعد على مقاومة السرطان، وتقوية جدران الأوعية الدموية، ويمكن أن تُستغل التمور في صناعة العديد من الأدوية الهادفة إلى دعم النشاط الحيوي وتقوية مناعة الجسم، ويمكن استغلاله في الإغاثة ووجبات الطوارئ، كما أشار إلى أنَّ جزءًا من هذه المنتَجات تقدمها المملكة دعمًا لبرنامج مساعدات الغذاء العالمي.

وفي ختام المحاضرة ناقش المحاضر العديد من الأبحاث في تصنيع بودرة التمور لاستثمار فائض التمور ولانخفاض كلفتها الاقتصادية – وللاستفادة منها في العديد من الصناعات الغذائية مثل صناعة السكر، وصناعة الألبان، والآيس كريم، والمثلجات اللبنية، وفي الوجبات الغذائية المحلاَّة، والدبس، وأغذية الأطفال، وتطوير منتَجات غذائية بنكهة التمر، وصناعة مشروبات التمور الباردة والساخنة، وفي صناعات الأدوية والعديد من الصناعات الأخرى. ثم فُتح المجال للمداخلات والأسئلة التي أثرت المحاضرة.