ندوة وفاء عن الأستاذ محمد الشارخ.. “صخر” التقنية العربي
افتتح الدكتور هشام القاضي ندوة الوفاء عن فقيد...
الأستاذ الدكتور محمد الهدلق .. سيرة ومواقف وشهادات
بمشاركة نخبة من الرواد والمثقفين والأكاديميين...
المسلّم يتحدث عن مشروع الجينوم في دارة العرب
أوضح الأستاذ الدكتور إبراهيم بن صقر المسلّم أن...
البازعي يشدد على ضرورة معالجة أزمة الإنسانيات
أوضح الأستاذ الدكتور سعد البازعي بأن أزمة...
المنحول في كتب الشافعي
أوضح فضيلة الشيخ الأستاذ الدكتورعبدالسلام الشويعر في مستهل حديثه عن الإمام الشافعي أنه لو لم يُقل فيه إلا وصف الإمامة لكان كافيًا في الدلالة على مكانته، جازمًا أنه لم يأتِ بعد القرون المفضلة -القرون الثلاثة التي كان آخر القرون شيوخه والأعصر الثلاثة الأولى- رجلٌ ملأ الدنيا بعلمه ولا أثره الذي بقي إلى ساعتنا هذه مثل الإمام الشافعي؛ بل لا يكاد يوم يأتي إلا ويُذكر اسمه على منبر من منابر الجمعة أو مجلس علم، وأضاف: ويكفي في الدلالة على مكانته أن أهل العلم لم يجمعوا أنّ أحدًا يصدُقُ عليه حديث النبي صلى الله عليه وسلم: “أنّ الله عز وجل يبعث على رأس كل قرنٍ من يجدد لهم دينهم” لم يتفقوا إلا على اثنين: عمر بن عبدالعزيز على رأس المائة الثاني ومحمد بن إدريس الشافعي على رأس المائة الثالثة.
جاء ذلك في محاضرة بعنوان: “المنحول في كتب الشافعي” قدمها في ختام الموسم الثقافي لهذا العام لمركز حمد الجاسر الثقافي وأدارها د. عبدالله العريني بدارة العرب مساء السبت في 15 رمضان 1443هـ الموافق 16 نيسان (أبريل) 2022م.
وركز فضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور عبدالسلام الشويعر في محاضرته على أمرين مهمين أولهما: الحديث عن الكتب، والثاني: الحديث عن إمام من أئمة المسلمين وهو الشافعيّ رحمه الله، وقال: إن الحديث عند عشاقها والمعتنين بها وهواتها هي أنس حديثهم وفاكهة مجالسهم في الحديث عن أصولها والمنقوص فيها.
وقال: إن الحديث عن الشافعي بحرٌ لا ساحل له، وأن الله قد جمع للشافعي أمرًا قلّما يجتمع لأحد مثلما جمع له، فقد اجتمعت له الأمور الأربعة وهو معرفة العلم والبيان عنه والتدليل له والمجادلة فيه والمناظرة، وهي قلما تجتمع في أحد.
وأشار إلى أنّ المنحول عن الشافعي تارة يكون من الشعر وأخرى في آراء فقهية وما يتعلق بالقصص والأخبار، وقصر حديثه على ما نُحل له من كُتب مفردة انتشرت بين الناس وهي ليست من كلامه.
وبيّن أن الشافعي قد رحل لليمن ثم رحل بعد ذلك للعراق ورحلته لليمن كانت لليمن ولجنوب الجزيرة العربية، دخل فيها صنعاء وجيزان وبلاد وادعة ونجران وتعز وغير هذه البلدان، وذلك بعد وفاة مالك ونقل بعض الأخبار التي جاءت في رحلته لليمن، مؤكدًا أن زيارته كانت لمسائل حديثية ليتحقق من ذلك، وقد روى عن قضاتها، مستعرضًا بعضًا مما نقله عن اليمن.
وأوضح أنّ الإمام الشّافعي أّلّف كتبًا كثيرة، فألف في العراق ولم يبقَ منه شيئًا وإنما هي نقولٌ ينقلها بعض العراقيين عنه من هنا وهناك، وقد نقل جمعًا منها البيهقي في “المعرفة”، وألف الشافعي في مصر أيضا، وسبب ما فعله عندما انتقل إلى مصر أنه نقّحها وحسّنها وزاد عليها ما تعلّمه من أحاديث لم يكن قد اطلع عليه في رحلته الأولى ولذلك قال الإمام أحمد عن الشافعي أيهما أولى كتبه التي ألفها في العراق أم كتبه التي ألفها في مصر قال: “عليك بكتب الشافعي التي وضعها بمصر، فإنه وضع هذه الكتب في العراق ولم يُحكِمها ثم رجع إلى مصر فأحكم ذلك”.
وأكد المحاضر أن أغلب ما زاد فيه هي النصوص الشرعية التي جاءت من طريق العراقيين وإذ كان أغلب الحديث الذي وقفه عليه الشافعي من المكيين والمدنيين فلما ذهب إلى العراق وسمع منهم واطلع على حديثهم وقف على أحاديث لم يكن قد وقف عليها قبل كما في رحلته الثانية حينما قال لأحمد: إذا صح لك الحديث يا أحمد فاكتبه لي لأعمل به، فإنه لا يعلم جمع الأحاديث في ذلك الزمان كل أحد.
وتحدث عن الكتب التي وقع فيها إشكال، ومنها كتاب “رحلة الإمام الشافعي” الذي طُبع قديمًا في الهند ثم طبع بعد ذلك محب الدين الخطيب في مجلد لطيف في عام 1350هـ، وتبنى الخطيب الكتاب ولم يرَ أنّ فيه شيئًا منحولا إلى قبيل وفاته، فأهداه لبعض محبيه مثنيًا عليه ومعجبًا به، واستعرض المحاضر رحلة الشافعي وما ورد فيها مصحّحًا ما جاء فيها، وانتقل إلى الكتاب الثاني “كتاب الأم” وما أشكلَ فيه عند بعض المتخصصين، ثم تكلّم بإيجاز عن “كتاب الأم” عند الشافعية موضحًا أن البيهقي هو أول من أشار له وهو أعلم الناس بكلام الشافعي، ثم استعرض ما ذكره زكي مبارك عن الكتاب، متحدثًا عما حواه الكتاب بالتفصيل، ثم تحدث عن كتاب “مسند الشافعي” وقال إنه ليس من تأليف الشافعي بل جمعه بعض المتأخرين بعده وهو أبو العباس الأصم رواه عن شيخه الربيع بن سليمان ثم جمع ما نقله الربيع مسندًا عن الشافعي إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وأوضح لطلبة العلم طريقة الإسناد؛ كما تحدث عن كتاب “السنن” وقال إنما هو من تصنيف الشافعي، وأن له رواة كحرملة والمزني وغيرهم وأن الذي وصلنا من طريق المزني ومن طريق الطحاوي عن المزني وليس الطحاوي من جمعها.
واختتم حديثه بكتاب “الرسالة” الذي ألّفه الشافعي في مراحل مختلفة في العراق ومصر وألف بعد كتبه الفقهية وهو من كتب الإسلام وأجلّها حيث وفقه الله عز وجل لإبانة قواعد أهل العلم من الصحابة وتابعيهم وتابع تابعيهم، وقد كتبه الشافعي بلغة عالية.
ثم فُتح المجال للأسئلة التي تفضّل بالردّ عليها والمداخلات التي أثرت الموضوع.
جدير بالذكر فإن هذه المحاضرة جاءت في ختام النشاط المنبري لمركز حمد الجاسر الثقافي لهذا العام وسيستأنف نشاطه بداية الفصل الدراسي في العام الجديد.
[٨:٥١ م, ٨/٥/١٤٤٥ هـ] محمد المقرمي: جهود الملك عبدالعزيز وأبنائه في الحفاظ على البيئة
أشاد الأستاذ الدكتور عبدالله الوليعي -أستاذ الجغرافيا الطبيعية بكلية الآداب جامعة الملك سعود- بالجهود المبذولة من الملك المؤسس وأبنائه في الحفاظ على البيئة وإنشاء المحميات مستعرضًا محاضرته بالصور والوثائق التي تضمنت صدور الأنظمة في ذلك منذ عهد الملك عبدالعزيز رحمه الله، جاء ذلك في محاضرة ألقاها بمجلس حمد الجاسر تزامنًا مع ذكرى اليوم الوطني السعودي 92 وأدارها الدكتور علي الدوسري، ضحى السبت 21 صفر 1444هـ الموافق 17 أيلول (سبتمبر) 2022م.
وسرد في مقدمة محاضرته الجهود التي قامت بها الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها على مدى أكثر من عقدين بنشر الوعي البيئي وثقافة حب الطبيعة وتقدير مكوناتها مؤكدًا أن البشائر جاءت مع تولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز مقاليد الحكم وتعيين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان وليًا للعهد، إذ بدأت المسيرة بإعلان رؤية المملكة 2030، وبدأت أحلام محبي البيئة والحفاظ عليها تتحقق فتأسست المحميات الملكية التي فاقت مساحاتها وتنظيم إدارتها كل التطلعات، وما تلا ذلك من تشجيع القطاع الخاص على القيام بدوره فانهمكت شركة أرامكو وسابك والهيئات الملكية لمدن المملكة في تطوير مناطقها بيئيًا وإنشاء محميات خاصة بها، وتزامن ذلك مع سن تشريعات بيئية ونظم تحمل في طياتها عقوبات رادعة لمن تسول له نفسه مخالفتها، ويرفد ذلك قوة من الشرطة البيئية.
كما شكر خادم الحرمين الشريفين وولي عهده على إطلاق مبادرة السعودية الخضراء والشرق الأوسط الأخضر وما صاحب ذلك التوجه الرسمي من حركة شعبية لتنمية الغطاء النباتي الطبيعي في الأودية ومنابت الشجر في الرياض والفياض والسهول والرمال.
ثم استعرض بالصور الجهود المستمرة لحماية البيئة ابتداءً من إصدار الأنظمة في عهد الملك المؤسس عام 1345هـ بعد أن شاهد أعداد حيوانات الصيد تتناقص بدرجة كبيرة وكذلك صدور نظام صيد الأسماك والمحار في سواحل البحر الأحمر.
ثم استعرض جهود الملك المؤسس مع الباحثين من العلماء الغربيين واهتمامه الكبير في حفظ عينات فطرية من الأنواع المهددة بالانقراض مستعرضًا بالصور تلك الأنواع ولقاءاته مع الباحثين، وتشجيع حمى بعض الرياض والأودية مثل حمى روضة العكرشية وحمى شعيب حريملاء إذ أصدر رحمه الله قراراً في رجب 1357هـ ليصبح شعيب حريملاء محميًا بأمره، وكذلك جهود الملك سعود بن عبدالعزيز رحمهما الله في تأكيد حمى الشعيب وتهديد المخالفين، وخطاب الملك سعود بن عبدالعزيز بمنع صيد الظباء، والحملة العالمية لإنقاذ المها العربي عام 1959م.
ثم تحدث عن مشكلة الأحماء في عهد الملك المؤسس ومنها مشكلات الأحماء في الطائف وكيف اقتضت معالجتها، ومشكلات الأحماء في عهد الملك سعود ووضعه حدًا لها، ثم صدور بعض قوانين حماية الحياة الفطرية وتنظيم الرعي في عهد الملك فيصل بن عبدالعزيز رحمهما الله، وتأسيس الملك خالد بن عبدالعزيز رحمهما الله في تأسيس مزرعة الثمامة التي تحولت الآن إلى مركز الملك خالد لأبحاث الحياة الفطرية، وجهود الملك فهد بن عبدالعزيز رحمهما الله في الحد من إلحاق الأذى بالحيوان ومنع صيد المها العربي والظباء، وكذلك جهود الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمهما الله ودعم إنشاء محميات طبيعية، وجهود الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله وولي عهده الأمين في إنشاء المحميات الملكية ودعمها بالأمن البيئي وإعادة صياغة الإدارة البيئية في المملكة العربية السعودية.
واختتم المحاضرة بالحديث عن جهود ولي العهد في الذي أسس “مبادرة السعودية الخضراء” و”مبادرة الشرق الأوسط الأخضر” وجهوده في قيادة الحقبة الخضراء القادمة. ثم فُتح المجال للمداخلات التي أثرت الموضوع والأسئلة التي تفضل بالرد عليها.