m

فئة :

2012 Dec 13

المملكة ملتقى الحضارات

أكّد الدكتور علي بن إبراهيم الغبان -نائب رئيس الهيئة للآثار والمتاحف- أن السعودية ملتقى للحضارات منذ القدم موضحًا الأهمية الجغرافية لموقع المملكة العربية السعودية عالميًا، ومستدلاً بالأدلة الأثرية التي تثبت تعاقب الحضارات القديمة فيها عبر مراكز التجارة العالمية من بداية تنظيم الحركة التجارية قبل ستة آلاف سنة، جاء ذلك في محاضرة قدّمها في خميسية حمد الجاسر الثقافية يوم الخميس 29 محرم 1434هـ الموافق 13 ديسمبر 2012م، بعنوان “المملكة ملتقى الحضارات” أدارها سعادة الدكتور سعيد السعيد عميد كلية السياحة والىثار بجامعة الملك سعود.

وقد تطرّق في بداية المحاضرة إلى البعد الحضاري في الدراسات النظرية والعلمية وتحدث عن الأبعاد الثلاثة المميزة للمملكة سياسياً واقتصادياً وإسلامياً مشيرًا إلى أهمية إظهار البعد الرابع وهو البعد الحضاري؛ لما لعبته المملكة من دور حضاري في التواصل بين الشرق والغرب من خلال الآثار وشواهد التاريخ.

منوهًا إلى ضرورة بلورة المشروع ليصبح بعدًا رابعًا تنفذه الهيئة كمشروع لتكون المظلة الكبرى لخطط التنمية مشيدًا بصاحب الفكرة سمو الأمير سلطان بن سلمان، وموضحًا أن من أهم أهداف المبادرة إبراز البعد الحضاري، وإحداث نقلة نوعية لدى المؤسسات العامة والمواطنين، وتنمية الشعور بالانتماء في تراث المملكة، ونقل المعرفة وبناء القدرات، وتشجيع القطاع الخاص على الاستثمار في التراث الحضاري لتحويله إلى مورد اقتصادي.

وأضاف إن الإنسان عبر من الجزيرة العربية عبر هذه الحضارات إلى العالم، موضحًا أن الجزيرة العربية قبل التصحر الأخير (قبل 7000 سنة) كانت أحد أفضل البيئات لحياة الإنسان، واستعرض الحضارة المتطورة في العصر الحجري الحديث أو ما عرف باسم “حضارة المقر”، والتي تؤكد وجود جذور الثقافة العربية مثل الفروسية والصيد والصقور، والخنجر السلاح الأبيض واستئناس الخيل الذي عرف في الجزيرة العربية قبل (9000) سنة، ولفت إلى أن بعض القطع المعروضة قد تثبت فيما بعد أن الجزيرة العربية هي مكان محتمل لنشأة حضارات الشرق الأدنى وقد أقبتت الأيام أن الإنسان الأول كان يعيش في الجزيرة العربية، وأكد الغبان على أن الإسلام أعطى سكان الجزيرة العربية دورًا حضارياً جديدًا، موضحاً أنه منذ القرن الهجري الأول أصبح لطرق التجارة والحج مهمة مزدوجة.

وأكّد من خلال القطع الأثرية التي استعرضها في المحاضرة أنّ روائع الآثار تعطي صورة مغايرة لما هو مستقر في الأذهان عن السعودية وأنها مجرد آبار بترول وصحراء، حيث توضح الآثار أنها بلد حضارات ضاربة في عمق التاريخ، مشيرًا إلى أن هجرات الإنسان الأول من أفريقيا ذهبت في طريقين، الأول إلى باب المندب، والثاني إلى وادي النيل عبر سيناء ومنها إلى وادي البقاع، وذكر النجاحات مستعرضًا نتائج التنقيب في المواقع الأثرية. وفي ختام المحاضرات فُتح المجال للأسئلة والمشاركات التي أثرت الموضوع.