m

فئة :

2021 Oct 16

المطْرف يشدّد على ضرورة العناية بصناعة المحتوى في التحول الرقمي

أوضح د. عبدالرحمن المطرف أستاذ تقنية المعلومات في جامعة الملك سعود أنّ صناعة المحتوى اليوم هو ما ينبغي التركيز عليه في عالم التحول الرقمي؛ لما يشكل من أهمية في التأثير على مستقبل الأجيال.

جاء ذلك في محاضرة قدّمها في مجلس حمد الجاسر بعنوان: التحول الرقمي: واقع جديد.. ومستقبل مختلف”، أدارها د. عبدالله العريني، ضحى السبت 10 ربيع الأوّل 1443هـ الموافق 16 تشرين الأوّل (أكتوبر) 2021م.

وبدأ محاضرته بعدة تساؤلات .. عن بداية الحاسب والإنترنت وكيف أثر في حياتنا ؟ موضحًا أنّ الحاسب والإنترنت قد ظهرا جنبًا إلى جنب وذلك لأمور بحثية في المعامل حتى عام 1991 م حيث تم إطلاق الإنترنت بشكله الحالي فأصبح جزءًا من حياتنا اليومية، وتطور الإنترنت بشكل سريع من بداية التسعينات، ومررنا بمجموعة تحولات على كافة الأصعدة، ودخل الانترنت في المملكة العربية السعودية عام 98م بإيجاد وحدة خاصة للإنترنت في مدينة الملك عبدالعزيز للعوم والتقنية، ثم بدأت المملكة تواكب هذا التطور التقني.

وقال إن عام 1991م هو تاريخ انطلاق الثورة الجديدة في عالم التقنيات وسبق الإنترنت الحاسب في تطوراته وبدأ التعامل معه في ظل العولمة، ولم يعد الوصف كما كان عليه قرية واحدة فقد أصبح العالم بين أيدينا وجاء هذا بفضل تطور الأجيال، يتسابق عليه العالم من الجيل الرابع والخامس والسادس وأصبحت شركات تقنية المعلومات هي أضخم شركات العالم.

وأضاف إن العالم تغير بعد أن أصبحت البيانات سلعة قيّمة، وأصبحت إدارة العالم كله من خلال منافذ التقنية، وأصبحت إدارة التقنية بعلاقة مباشرة مع رأس الهرم، لأن العالم اليوم يرى أن التقنية هي العنصر المؤثر في عالمنا ومستقبلنا، ونتج عن هذه الثورات الصناعية الذكاء الاصطناعي وانترنت الأشياء والأمن السيبراني والتحول الرقمي.

وطرح تساؤلاً آخر عن حجم التأثير الذي أحدثته الثورة الرقمية على المستوى الشخصي والمحلي والعالمي؟ وإلى أي مدى من الإيجابية والسلبية؟ موضحًا أن التقنية وثورتها لها آثار إيجابية وسلبية على مستوى الأفراد والجماعات بسبب إدمان الناس على التقنية، مؤكدًا أنّ وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت مكونا رئيسا على كل وجبة اجتماعية، وقال إن الشهرة الرقمية أصبحت أحد مكونات التأثير المرتبطة بعدد المتابعين.

وأوضح أن أجيال المجتمع اليوم ما عادت كالسابق، فقد أصبح بين كل ثلاث وأربع سنوات جيل مختلف عن الآخر بلغتهم وأسلوب حياتهم بسبب التقنية، وقال إن التأثير اليوم بالتقنية أصبح إلزاميًا على الناس بحكم الاستخدام المستمر لها، وأنّ الجميع تأثر بهذا التحول الرقمي، وأصبحت الخدمات مسهلة أكثر وموفرة للوقت والتكلفة، فالإنترنت عبارة عن كيان، وقال إن الظاهر والاستفادة هي من 15% من الإنترنت وأن هناك 85% يدار بين شركات التقنية في التحليل.

وقال إن التحول الرقمي بدت أهميته أكثر مع أزمة كورونا التي فرضت التباعد؛ حيث سهل التحول الرقمي التواصل والشراء عن طريق التطبيقات والتجارة الإلكترونية.

وطالب بوجود دراسة في حجم التأثيرات الإيجابية على الأفراد والجماعات والمؤسسات من التحول الرقمي للخروج بتوصيات عملية ونظرية؛ حيث إن التوجه القادم سيكون جزء من مكونات الإنترنت على مستوى الاستخدامات المنزلية حيث يتجه العالم إلى رقمنة الأشياء جميعا لأن حجم الإنفاق على التقنية يزداد التطور متسارع وأسرار العالم أصبحت في الرقمنة.

وذكر الصراع بين أمريكا والصين على التطبيقات “تيك توك” و”فيسبوك”؛ لأن المستهدف والحرب القادمة هي حرب البيانات، وقال إن الصين صنعت لنفسها شبكة خاصة بها مستخدمة الجيل الخامس، وفي طريقها لامتلاك الجيل السادس، موضحًا أن من يستطيع تحليل البيانات عبر التطبيقات يمتلك المعلومات ويبني عليها قرارات، مستشهدًا بما حدث في تحليل البيانات في الانتخابات الأمريكية عن طريق تطبيق الفيسبوك بتقديم الإيجابيات عن طريق صناعة المحتوى.

وقال إن من يعرف بياناتك عن طريق تحليل التطبيقات يستطيع أن يعرف توجهاتك ورغباتك مشددًا على ضرورة العناية بصناعة المحتوى.

وقال إن الحلقة الأضعف اليوم في التحول الرقمي هو إدارة المحتوى وصناعته، وقال إن من يصنع المحتوى هو الذي سيصنع المستقبل ضمن توجهاته، وعالمنا العربي اليوم يخلو من هذا المصنع، مؤكدًا على ضرورة الاهتمام به ومراكز خاصة بدراسة الواقع واستشراف المستقبل.