m

فئة :

2019 Sep 14

العوّاد يقدّم لمحة تاريخية عن الدّرعيّة بين باب سمحان وباب سلمان

تحدث الدكتور عبدالحكيم العوّاد عن تأريخ نشوء الدرعيّة، وتاريخيّتها، وأبرز رجالاتها وقلاعها وحصونها ووديانها وشعابها، وعن ظهورها في مسرح الأحداث، وتحديد المواضع والأمكنة فيها وتاريخ قدوم جدّ الأسرة الحاكمة إليها من خلال أقدم مخطوطة ورد فيها اسم الدرعيّة كُتبت في منتصف القرن التاسع الهجري، مشيرًا إلى أن اختيار خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله مكان بناء قصر العوجا العامر في الدرعية جاء محاذيًا لحي الطريف؛ ليأنس بالقرب من مراتع أجداده، ويحتفي بأمجادهم وكفاحهم في نشر العقيدة الصافية وتأسيس الدولة السعودية الأولى، جاء ذلك في محاضرة بعنوان “الدرعيّة بين باب سمحان وباب سلمان: أطلس تاريخيّ ولمحة وصفيّة” ألقاها بدارة العرب الباحث د.عبدالحكيم العواد، وأدارها د.عبدالعزيز الخراشيّ ضحى السبت ١٥ محرّم ١٤٤١هـ الواقع قي ١٤ أيلول (سبتمبر) ٢٠١٩م.

وأشار المحاضر إلى أنَّ الدرعيّة كانت معروفة ومشهورة قبل قدوم مانع المريدي وقومه إليها سنة ٨٥٠ هـ مستدلًّا بما ذكره محمد بن علي بن أبي جمهور الأحسائيّ في كتابه “مُجلي مرآة المنجيّ في الكلام والحكومتين والتصوّف” الذي فرغ من تأليفه حسب ما كتبه في إحدى النسخ المخطوطة الأربع في السادس والعشرين من شهر ذي القعدة سنة ست وثمانين وثمانمائة للهجرة ببلدة القطيف.

واستعرض أحياء الدرعيّة ومنها “غصيبة” التي كان يسكنها قديمًا آل دغيثر مع قومهم آل يزيد، و”سمحان” التي انتُقل إليها بعد اكتظاظ “غصيبة” بالسكّان، و”ملوى النقيب” الذي عُرف في البدء بحي ملوي وقد ورد له ذكر في وثائق كُتبت في القرن الحادي عشر، وكان يسمى “ملوي” إلى آخر القرن الثالث عشر؛ و”السريحة” الحي الذي لازال محتفظًا باسمه منذ القدم؛ حيث أورده ابن بشر ضمن الأحياء التي هاجمها سعدون بن غرير سنة ١١٣٣هـ، و”الحوطة” “الظويهرة”، و”البجيري”، و”المريح”، و”الطريف” موضحًا أن الانتقال إليه جاء في أواخر حكم الإمام محمد بن سعود وبداية حكم ابنه عبدالعزيز.

ثم تحدّث عن سور الدرعيّة الذي بُني عام ١١٧٢هـ زمن الإمام محمد بن سعود مشيرًا إلى أن طوله يبلغ اثني عشر كيلًا وثمانمئة مترًا بمساحة إجمالية بلغت أربعة كيلو مترات مربعة، كما تحدث المحاضر عن المواضع التي ذكرها ابن بشر في الدرعيّة ومنها “مشيرفة” “الزلال” “ناظرة” “حصن شديد اللوح” “باب قلعة البلد”.

وأوضح المحاضر أن الحرب التي مرت بها الدرعيّة وما نتج عنها من خلو البلدة من السكان، بعد أن أرغموا على الجلاء منها، سبب رئيس في جهل المتأخرين المواضع الحالية لكثير من الأماكن التي كانت مسرحًا لأحداث الدرعيّة آنذاك.

كما قدم وصفًا لأحياء الدرعيّة وسورها والمواضع التي كان أهل الدرعية والقرى المجاورة يعظمونها، والأماكن التي وردت في قصيدتين لشاعرين من أبناء الدرعية وصفاها على الطبيعة.

وتناول ما ذكره الفاخري عن أصل اسم الدرعية وقدوم الجد الأعلى للأسرة الحاكمة إليها، وبين أنّ ما ذكره الفاخري حول ذلك لا يدعمه الواقع، ولا يستند على مصادر مكتوبة أو مرويات متواترة ورجح خلاف ذلك.

وأشار إلى أن قدوم الشيخ محمد بن عبدالوهاب والاتفاق الذي جرى بينه وبين الإمام محمد بن سعود رحمهما الله .

واقترح في ختام المحاضرة على المسؤولين في الهيئة العليا لتطوير بوابة الدرعية وضع لوحة تعريفية في كل موضع من تلك المواضع، وترسيم الحدود الفاصلة بين أحياء الدرعية بأرصفة حجريّة، وإعادة بناء بيوت تلك الأحياء وفق النمط السائد آنذاك، وإعادة بناء السوق الذي كان يقام في المواسم على ضفتي الوادي، وقد وصفه ابن بشر في كتابه، إضافة إلى عمل فيلم درامي بعدة لغات، وأن يتم تصويره في الدرعية التاريخية بعد إعادة بنائها ليبرز تاريخ الدولة السعودية الأولى ويجسد شخصياتها وما جرى فيها من أحداث؛ لكي يتمكن المواطن والزائر والسائح من معايشة ذلك الزمن على أرض الواقع، ويستوعب التضحية والكفاح الذي بذله الأئمة الأوائل من الأسرة المباركة مع أبناء الجزيرة في سبيل بناء دولة عظيمة مترامية الأطراف، في ظل ظروف محلية وإقليمية ودولية صعبة. ثم فُتح المجال للحاضرين للأسئلة والمداخلات التي تفضل بالرد عليها وأثرت المحاضرة.

جدير بالذكر أن “دارة العرب” تعتزم بمناسبة الذكرى التاسعة والثمانين لليوم الوطني أن تشفع هذه المحاضرة بمحاضرة أخرى ضحى السبت القادم؛ إذ يقدم د.عبدالعزيز الثنيان محاضرة بعنوان: “قراءة في تاريخنا الوطنيّ”، ويديرها د. عبدالعزيز الخراشيّ، ضحى السبت 22 محرم 1441هـ الواقع في 21 أيلول “سبتمبر” 2019م.