m

فئة :

2012 Sep 06

الصحافة النسائية في “اليمامة”

وصف رئيس النادي الأدبي في الرياض الدكتور عبدالله الوشمي المرأة السعودية التي كتبت سطرًا واحدًا في الصحافة السعودية في السبعينيات الهجرية بالمرأة المجاهدة، مبرِّرًا ذلك بنجاح هذا النموذج في الكتابة في أجواء كانت تُعارض تعليم المرأة، مشيرًا إلى أنَّ المرأة ركَّزت في كتاباتها في تلك الحقبة على قضية تعليم المرأة بوصفها أكثر القضايا التي أثارت جدلاً في تلك الفترة، جاء ذلك خلال مشاركة الدكتور الوشمي مع الكاتب الأستاذ محمد القشعمي في محاضرةٍ عن «الصحافة النسائية في “اليمامة”» في خميسية حمد الجاسر الثقافية يوم الخميس 19 شوال 1433هـ الموافق 6 سبتمبر 2012م.

وأضاف الدكتور الوشمي أنَّ المعارضين لتعليم المرأة في البدايات في السعودية كانوا يرونه حرامًا وفسقًا وخروجًا عن الحشمة، مشيرًا إلى أنَّ المملكة لم تكن وحدها التي عانت من الأصوات الممانعة لتعليم المرأة, بل كان هناك عشرون دولةً من مختلف أرجاء العالَم عُورضَ فيها تعليم المرأة، وكان أغلب الدوافع اقتصاديًّا وثقافيًّا.

واستعرض الدكتور الوشمي بعض الأسماء النسائية التي كتبت في تلك الفترة مثل الدكتورة فوزية أبوخالد وشمس خزندار وغيرهما.

من جانبه أوضح الأستاذ محمد القشعمي أنَّ الدعوة إلى تعليم المرأة بدأت في وقتٍ مبكر عندما أصدر محمد حسن عواد كتابًا عام 1345هـ بعنوان “خواطر مصرّحة” وخصَّص فيه فصلاً بعنوان “كيف تكونين”, فتسبَّبَ هذا الكتاب في فصله من عمله في التدريس بمدرسة الفلاَح، وتتالت بعد ذلك الدعوات إلى تعليم البنات.

واستعرض الأستاذ القشعمي عددًا ممن كتب في البدايات عن تعليم المرأة مثل عبدالمقصود خوجة في صحيفة “أم القرى” التي كان يرأسها، ومحمد راسم في “صوت الحجاز”, وأحمد السباعي، وفي الوقت ذاته كان رئيس تحرير “صوت الحجاز” محمد علي رضا لا يحبِّذ فتح مدارس لتعليم البنات, وكان يرى أنَّ المرأة لا ينبغي لها أن تتعلَّم, وأنَّ بيتها أصوَنُ لها.

واستطرد في الحديث عن بدايات المطالَبة بتعليم المرأة, مشيرًا إلى أنَّ تلك المطالَبة كانت على استحياء وبين مدٍّ وجزر, إلى أن صدرت صحيفة “القصيم” عام 1379 فبدأت في عددها الأول تُلِحُّ في هذا الطلب.

وتحدَّث الأستاذ القشعمي عن مجلَّة “اليمامة” التي خصَّصت صفحةً للمرأة بعنوان “الصفحة النسائية” التي كانت تحرِّرها شمس خزندار، قائلاً: «أعتقد أنَّها أول محرِّرة سعودية تكتب اسمًا صريحًا في “اليمامة” بعد الطالبة آنذاك فوزية أبو خالد»، مؤكِّدًا أنَّ شمس خزندار -رحمها الله- اسمها الحقيقي شمس أحمد الحسيني، لكن في تلك الفترة انتشرت ظاهرة أن تكتب الزوجة اسمها ثم اسم عائلة زوجها، وهي زوجة الكاتب عابد خزندار. وتابع الأستاذ القشعمي قائلاً: بعد تحوُّل اليمامة من مجلَّة شهرية إلى عددٍ أسبوعي كانت افتتاحية العدد الأول مخصَّصةً للمرأة من دون توقيع, وهي -على الأرجح – لرئيس تحريرها حمد الجاسر، واستعرض بعض ما كُتب فيها في الأعداد التي أعقبت العدد الأول. وأضاف أنَّ عبدالكريم الجهيمان طالبَ بتعليم المرأة ما تسبَّب في إغلاق صحيفته “أخبار الظهران”، لكنه عاودَ الكرَّة في مطالبته بذلك ونشر في “اليمامة” مقالاً في عام 1377هـ بعنوان “نصفنا الآخر” تناولَ فيه هذا الموضوع.

وتحدَّث الأستاذ القشعمي عن معرض جمعية النهضة السعودية ومكتبة نادي فتيلا الجزيرة بالمربَّع، مشيرًا إلى إنشاء اتحادٍ نسائيٍّ حينها إلا أنَّه توقَّف لأنَّه كان اجتهادًا فقط من بعضهم.

من جهتها تحدَّثت منى خزندار في كلمتها عن الصفحة النسائية في مجلَّة “اليمامة” في بداياتها ودَور حمد الجاسر فيها, وكذلك عن دَور والدتها شمس خزندار، مشيرةً إلى وجود مطالباتٍ حينها بإغلاق الصفحة إلا أنَّ والدتها أصرَّت على استمرارها لأنَّها للمرأة وتتطلَّع إلى لفت أنظار المسؤولين إلى قضايا المرأة.

ثمَّ فُتح المجال للحضور في المشارَكات التي أثرَت الموضوع.