m

فئة :

2012 Oct 04

السيرة الذاتية قديمًا ..وحديثًا

أوضح سعادة الدكتور صالح بن معيض الغامدي عميد كلية الآداب بجامعة الملك سعود أن الحديث عن السيرة الذاتية قديمًا وحديثًا هو حديث عن حقلين متباينين، إذ إنَّ السيرة الذاتية الحديثة لا تستمد سماتها من القديم، وأن مصطلح السيرة الذاتية ظهر حديثًا مع وجود الجنس الأدبي في القديم، مشيرًا إلى أن الإنسان مجبولٌ على حب الذات والحديث عن نفسه، ولعل ذلك من أبرز الدوافع لكتابتها، ومن ثم دوافع التعليم والإصلاح، في حين يبرر العلماء قديمًا في كتابتهم لسيرهم الذاتية في الرغبة بإظهار نعمة الله عليهم، جاء ذلك في محاضرة قدّمها في خميسية حمد الجاسر الثقافية يوم الخميس 18 ذو القعدة 1433هـ الموافق 4 أكتوبر 2012م، والتي كانت بعنوان “السيرة الذاتية قديمًا وحديثًا”، وقد أدارها سعادة الدكتور هاجد الحربي.

بدأ المحاضر حديثه عن إشكالية التعريف المتعلقة بالسيرة الذاتية واختلاف العلماء والمؤرخين والأدباء في تعريفهم ونظرتهم لمعايير السيرة الذاتية، إذ وجد من خلال دراسته للسيرة الذاتية القديمة أن القدامى كانوا مدركين لهذا الجنس الأدبي المُفْرَدَة منها، والمُضمَّنة، والغيبيَّة، مستبعدًا الكثير من الأعمال الأدبية كالرسائل الإخوانية وجمع التراجم من هذا الجنس الأدبي.

وأشار إلى أن السيرة الذاتية القديمة تأثرت بالسيرة الذاتية الإغريقية والفارسية في مصادرها ولا يوجد حضور غربي كبير، ويُعدّها الصوفيون أسلوبًا لمحاسبة الذات والوقوف مع النفس، وقد صنف السيرة الذاتية القديمة إلى ثلاثة أنواع: السيرة الذاتية الروحية، وسيرة العلماء التقليدية والأكاديمية، وسيرة القادة أو الأدباء الذين انخرطوا في الحياة السياسية.

ثم انتقل إلى الحديث عن السيرة الذاتية في العصر الحديث التي تأثرت كثيرًا بالسيرة الذاتية الغربية وصنّف كتَّابها إلى عدة أصناف: فمنهم من يكتب سيرته الذاتية بشكل مباشر، ومنهم من ينضوي تحت قناع الرواية وذلك ما لجأ إليه الكثير من الكتاب والأدباء والسيدات على وجه الخصوص هروباً من الرقيب ويلجأ البعض في كتابته إلى السيرة الذاتية بشكل مجزَّأ كما كتبها د. غازي القصيبي، وصنف آخر يكتبها بالشكل البصري التي تتحول إلى برامج تلفزيونية، كما أشار إلى السيرة الذاتية الرقمية التي تُكتب بعامل التفاعل مثل كتاب “مذكراتي اللندنية”. مشيرًا في ختام محاضرته إلى ضرورة الاهتمام بكتابة السيرة الذاتية بوصفه واحد من أهم الأجناس الأدبية التي يستفيد منها الأجيال القادمة. ثم فُتح المجال للمداخلات والمشاركات التي أثرت الموضوع.