m

فئة :

2012 Dec 06

الدكتور أحمد الضبيب سادن العربية

شارك كلٌ من معالي الدكتور ناصر الدين الأسد (وزير التعليم العالي في الأردن سابقًا وعضو مجلس أمناء مؤسسة حمد الجاسر الخيرية) وسعادة الدكتور عبدالرحمن الشبيلي في ندوة تكريمية بعنوان (الدكتور أحمد الضبيب سادن العربية)، وذلك بمناسبة اختيار معاليه “شخصية هذا العام” ضمن برنامج مركز حمد الجاسر الثقافي لتكريم العلماء والباحثين تقديرًا لجهودهم في خدمة اللغة وتراث الجزيرة العربية وإسهاماتهم الثقافية والعلمية. وقد تلقَّى تسلّم معاليه شهادة التكريم من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد، نائب رئيس الوزراء وزير الدفاع، والرئيس الفخري لمؤسسة حمد الجاسر الخيرية، في اجتماع مجلس الأمناء التاسع برئاسة سموه يوم الثلاثاء 20 محرم 1434هـ.

وفي ورقته أعرب الدكتور الشبيلي عن اعتزازه بالنهج الذي يسلكه الدكتور أحمد الضبيب في سبيل احترام مكانة لغة القرآن الكريم، والدفاع عن هذا الثغر المهم من ثغور الهويّة الدينيّة والقومية والحضارية للعرب والمسلمين. وفي هذه الندوة الاحتفائية التي أقيمت ضحى يوم الخميس 22 محرم 1434هـ الموافق 6 ديسمبر 2012م، أشاد معالي الدكتور ناصر الدين الأسد بدور الدكتور الضبيب في خدمة اللغة العربية والدفاع عنها واعتماد كتابه منهجًا لطلابه في الدراسات العليا، مناشداً الجهات المختصة بإقامة مجمعٍ للغة العربية في المملكة يرأسه معالي الدكتور الضبيب. أدار المحاضرة سعادة الدكتور أبو أوس إبراهيم الشمسان (أستاذ اللغة العربية في جامعة الملك سعود) وسط حضور ثقافي لعدد من المثقفين السعوديين والعرب.

وقرأ المحاضر مجموعة اقتباسات رائعة من كلمات المحتفى به، كونها شاهدًأ على منهجيته العلمية وفكره المستنير، مشيرًا إلى حواراته الساخنة التي يسد فيها المنافذ على المتساهلين ويقارع الحُججَ بالإقناع الواعي الحصيف، مشيدًا بغيرة الضبيب على اللغة العربية.

وقد أوضح المحاضر بعد حصره للعديد من المقالات والبحوث والكتب والمحاضرات التي عرفتها في المحافل ودور النشر والصالونات المحلية والعربية أن جلَّ اهتمامات الضبيب في العقدين الماضيين تدور حول محور الدفاع عن اللغة والحفاظ على مكانتها في عصر التكنولوجيا، توّجها بكتاب “اللغة العربية في عالم العولمة” سرد فيها مجموعة من الأفكار العصرية التي يمكن تطبيقها وكتبها بلغة واضحة وخطط إنقاذية مدروسة، في زمنٍ أضحت اللغة العربية في مواجهة العولمة همًا مؤرقاً يشغل بال الغيورين على اللغة والثقافة والهوية الحضارية للأمة العربية.

ثم استعرض المحاضر اقتراحات الدكتور الضبيب لكي يتم تفعيل اللغة الفصحى من جديد لتأخذ مكانتها في المشروع النهضوي، أهمها: بث الوعي بين الناس بأهمية الفصحى وإحياؤها بين الكتّاب والمحدثين، وإصدار القرارات السياسية الضرورية التي تحفظ للّغة مكانتها في المجتمع، ثم توجيه الاهتمام نحو الدراسات المنظمة والمستوعبة والمنهجية لدراسة واقع اللغة العربية ومعرفة المزاج اللغوي العربي المعاصر، واستخلاص القواعد التي تخدم الاستعمالات الفصحى المعاصرة، ويضع د. الضبيب مسؤولية كبرى على الإعلام العربي بمستوياته وأجهزته ومسؤوليه ويطالبه بتعزيز مكانة اللغة الفصحى في النفوس، كونها لغة المستقبل، وبإفساح مزيد من الوقت للفصحى وتقديمها في ثوب قشيب يغري بمتابعتها، ورصد الأمول للترويج إعلامياً لها، والتعريف بها، بإصدار التشريعات والأنظمة التي تحميها وتصونها من مزاحمة اللغات الأجنبية لها.

وحضر الندوة رواد الخميسية وعدد من الضيوف مثل محمد بن شريفة (المغرب)، ود. محمد عدنان البخيت (من الأردن) وأ. حجاب الحازمي. وقد عقّب الدكتور الضبيب بعد ذلك بكلمة أثنى فيها على كل من المشاركين والحضور جميعاً، مبرزًا رؤيته حول صناعة سياسة لغوية للبلاد العربية تبدأ من المراحل المبكرة في الدراسة وتستمر مع الأجيال لكي تكون هويتهم وتفكيرهم.