ندوة وفاء عن الأستاذ محمد الشارخ.. “صخر” التقنية العربي
افتتح الدكتور هشام القاضي ندوة الوفاء عن فقيد...
الأستاذ الدكتور محمد الهدلق .. سيرة ومواقف وشهادات
بمشاركة نخبة من الرواد والمثقفين والأكاديميين...
المسلّم يتحدث عن مشروع الجينوم في دارة العرب
أوضح الأستاذ الدكتور إبراهيم بن صقر المسلّم أن...
البازعي يشدد على ضرورة معالجة أزمة الإنسانيات
أوضح الأستاذ الدكتور سعد البازعي بأن أزمة...
الدرعية التاريخية منطلق الدعوة الإصلاحية
أوضح الدكتور علي بن صالح المغنّم أن فكر الدعوة الإصلاحية لا يفصل بين الدين والأخلاق والسياسة حيث أن الدين هو معين الحياة الفاضلة المحاطة بالأخلاق والفضائل الربانية، التي أرادها الله لخلقه بإتباع شرعه واجتناب نهيه، ولم تكن دعوة الإصلاح دعوة ثيوقراطية تجعل من الداعية أو الحاكم ممثلاً لله في أرضه أو تعطيه حقوقًا إلاهية مقدسة. وقد تجسَّد فكر الدعوة من الحالة السياسية والاجتماعية والعلميّة والدينية التي سادت الجزيرة العربية وبعض دول الجوار وكانت سببًا في ظهورها. جاء ذلك في محاضرة ألقاها في خميسية حمد الجاسر يوم الخميس 26 شوال 1433هـ وأدارها سعادة الدكتور راشد القحطاني.
ثم تحدَّث عن الحالة الاجتماعية وارتباطها بالحالة السياسية واستقرار البلد، وارتباط ظهور الدعوة الإصلاحية آنذاك للتخلص من الاستبداد والظلم وفقدان الأمن والأمان وتفشي الجهل والضَّلال وظهرت الممارسات الدينية المنافية للعقيدة الإسلامية كتعظيم الأولياء والصالحين والاستعانة بهم في قضاء الحاجات؛ وعن الحالة العلمية أوضح المحاضر أنه قبل ظهور الشيخ محمد بن عبدالوهاب كان العلم قليل الانتشار فيما عدا بعض المراكز العلمية التي توجد في كتاتيب وأسر علمية اهتمت بشؤون تعليم الأولاد والبنات في مكة والمدينة والأحساء وغيرها.
وأشار إلى أن الدعوة الإصلاحية التي جاء بها الشيخ محمد بن عبدالوهاب دعوة إصلاح أساسها القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، موضحًا أنها لم تكن مذهبًا جديداً فالشيخ لم يأت بمذهب فقهي بل هو متبع لمذهب أهل السنة والجماعة في الأصول، ولمذهب الإمام أحمد بن حنبل في الفقه. ثم تحدث عن دعوة الإصلاح والمؤرخون والأدباء والساسة التي دوَّنت أخبارهم الوثائق والمخطوطات وذكر من المؤرخين الذين أرَّخوا للدعوة المؤرخ حسين بن غنَّام الأحسائي وقد تناول كتابه “روضة الأفكار والإفهام” الأوضاع الدينية السائدة في المنطقة قبل ظهور الشيخ وتضمَّن حياته، ومولده ونشأته، كما تناول الجانب السياسي والعسكري للدولة السعودية من عام 1159 إلى عام 1212هـ.
وأشار إلى أن بعض المستشرقين والمؤرخين الأجانب أنصفوا دعوة الإصلاح وأنصارها بأنها أشاعت الأمن والأمان وأنَّها كانت سببًا في دعم الاستقرار في ربوع جزيرة العرب، وذكر في هذا الصدد السير “هارفورد جونز برجر” المعتمد البريطاني في البصرة عام 1198هـ/ 1784م. وفي الختام تحدَّث عن حياة الشيخ محمد بن عبدالوهاب، ونشأته، وبعض مضامين الخطاب الدعوي في دعوته، وثوابت الدعوة الإصلاحية، وعن الدرعية دار الدعوة الإصلاحية وعاصمة دول الإصلاح (الدولة السعودية الأولى) ومبادئ الدعوة التي قامت عليها الدولة والتنظيمات المؤسسية التي أنشأتها، وأئمة الدولة السعودية الأولى، ومراكز الدعوة الإصلاحية بالدرعية التاريخية، ودولة الإصلاح السعودية الثانية، موضحاً أن مبادئ دعوة الإصلاح من خلال ميراث الدعوة الإصلاحية الفكري والعقدي ورسائل الإمام المجدد الشيخ محمد بن عبدالوهاب، ورسائل أئمة الدعوة وميراثهم من بعده في الرد على كل من وصم الدعوة بما ليس فيها من خلال إيضاح بعض الأمور الجدلية التي وصمت بها دعوة الإصلاح.
ثم فتح المجال للمشاركين للمداخلات التي أثرت الموضوع.