m

فئة :

2021 Oct 02

*التّعاون الثّقافيّ العراقيّ السّعوديّ

محاضرة تحتفي بجسور الثّقافة العريقة وترسم ملامح المستقبل المشرق بين البلدين*

بدأ المحاضر بالإشادة بالجهود التي قدّمها الشيخ حمد الجاسر ومركزه في العناية بالتراث والثقافة العربية بشكل عام، وتأسيس جسور التواصل الثقافي العراقي السعودي بشكل خاص، ولما قدمه من الإصدارات في مختلف المجالات، التي أثرت المكتبة العربية والأنشطة الثقافية المتواصلة عبر مركزه الثقافي، مثمنًا اختيار وزارة الثقافة السعودية للعراق ضيف شرف في معرض الرياض الدولي للكتاب هذا العام؛ لتجسيد التواصل الثقافي، مشيدًا في الوقت نفسه بالمعرض وبرنامجه الثقافي الواسع.

جاء ذلك في محاضرة قدّمها معالي الدكتور حسن ناظم وزير الثقافة والسياحة والآثار العراقي بعنوان: “التّعاون الثّقافيّ العراقيّ السّعوديّ”، وأدارها الأستاذ حمد القاضي، وذلك ضحى السبت 25 صفر 1443هـ الموافق 2 تشرين الأول (أكتوبر) 2021م.

تحدث معاليه عن تصاعد العلاقات الثنائية بين البلدين في مختلف المستويات الدبلوماسية والثقافية، ومختلف الأصعدة عبر المجلس السعودي العراقي الذي قطع شوطًا كبيرًا في هذا الصدد، وأصبح مظلة واسعة للعمل المشترك بين البلدين.

ودعا معالي الوزير رواد مركز حمد الجاسر الثقافي للمشاركة في العراق ضمن البرامج الثقافية القادمة التي يتم الترتيب لها ضمن وزارتي الثقافة السعودية والعراقية، وذكر أن الثقافة عابرة للحدود، وأنها تتواصل رغم كل الظروف؛ لتردم الفجوة بين مختلف الشعوب لإحياء الثقافة بين البلدان.

وأكد على أن السياسة في العراق واضحة في هذا المجال، حيث لم تعد مجرد رغبة لاستعادة العراق للمشهد الثقافي العربي؛ بل إن العراق الدولة أصبحت صانعة للثقافة العربية، مؤكدًا أن لرواد الأدب العراقي دور كبير في الحركة التجديدية للثقافة العربية بشكلٍ عام.

ثم أشاد بالثقافة السعودية وريادتها العربية؛ حيث أصبحت فاعلة ومنتجة في المشهد الثقافي العربي، مثمنًا دور الأدباء والمفكرين والمثقفين السعوديين في مجال الأدب والنقد الثقافي، وقال: إن حركة شابة في الثقافة السعودية تمضي بخطوات متسارعة لمواكبة التجديد بأفكار تنويرية تؤسس لثقافة عربية رائدة، وأن البعثات السعودية كان لها الدور البارز في مختلف التخصصات لرفد الثقافة العربية.

وأشار معالي الدكتور إلى أنّ ريادة مركز حمد الجاسر الثقافي ستسهم في تعميق العلاقات الثنائية في المجال الثقافي؛ لأنشطته المتنوعة في المحاضرات والندوات وتأليف الكتب ونشرها، موضحًا أنّ وزارة الثقافة العراقية أبرمت اتفاقية مع وزارة الثقافة السعودية، متفاخرًا في هذا الصدد بتتلمذه على الأديب الكبير يد علي جواد الطاهر، جسر الثقافة العراقية السعودية، مشيدًا بالكتاب الذي طبعه المركز وقدم له الشيخ حمد الجاسر، واقترح تشكيل لجنة بين المركز والوزارة لتشرع في تنفيذ المشاريع الثقافية المشتركة بالتنسيق في البلدين.

جدير بالذكر، فقد حضر من الجانب العراقي نخبة من المفكرين والمثقفين ومنهم: الدكتور ليث مجيد حسين رئيس هيئة الآثار والتراث والدكتور عارف الساعدي مدير عام دائرة الشؤون الثقافية العامة والأستاذ أوات حسن مسؤول دار النشر الكردية النافذة بين الثقافتين الكردية والعربية بالعراق والعالم العربي، ووكيل وزارة الثقافة الأستاذ عماد جاسم، والفنان التشكيلي المعروف فخر محمد والناقد فضل ثامر والشاعر كاظم الحجاج وسعادة سفير العراق في المملكة الأستاذ عبدالستار الجنابي.

وفي الختام فُتح المجال للمداخلات التي شارك فيها نخبة المفكرين والمثقفين من البلدين، عبروا فيها عن رغبتهم القوية في تطوير العلاقات الثقافية بين البلدين الشقيقين.

وفي نهاية اللقاء، تبادل الجانبان بعضًا من الإهداءات القيمة من المؤلفات والكتب.