m

فئة :

2020 Feb 08

التنوّع الأحيائيّ في المملكة العربيّة السعوديّة

أوضح الباحث البيئيّ الأستاذ عبدالله السحيبانيّ أنّ التنوّع الأحيائيّ في وطننا جزء لا يتجزّأ من حياتنا فهو عنصر حيويّ للحفاظ على البيئة بشكل عام، وسلّط الضوء على أهمية التنوّع الأحيائيّ والتنوّع في البيئات والمشكلات المهدّدة له، ومستقبل المحافظة على التنوّع الأحيائيّ، جاء ذلك في محاضرة ألقاها في مجلس حمد الجاسر بعنوان “التنوّع الأحيائيّ في المملكة العربيّة السعوديّة”، وأدارها د. عبدالعزيز الخراشيّ، ضحى السبت ١٤ جمادى الآخرة ١٤٤١هـ/ الواقع في 8 شباط (فبراير) 2020م.

وأشار إلى أن التنوّع الأحيائيّ وفرة في أنواع وأعداد الكائنات الحيّة في منطقة معيّنة بما فيها من جينات وراثيّة والبيئات والأنظمة البيئيّة المتداخلة التي تشترك الكائنات الحيّة بنسجها مكوّنة الجمال الحيوي، وهذا التعريف يتضمن ثلاثة متسويات: تنوّعًا على المستوى الجينيّ أو الوراثيّ، وتنوعًا على مستوى الأنواع، وتنوّعًا على مستوى المجتمعات الحيويّة والأنظمة البيئيّة؛ مستعرضًا ذلك بالصور والأرقام الإحصائيّة للدراسات في هذا المجال.

وركّز المحاضر على أهمية التنوّع الأحيائيّ للإنسان؛ حيث يستفيد استفادة كبيرة من هذا التنوّع؛ ففي الجانب الصّحيّ 80% من الأدوية مصادرها طبيعيّة، وفي الجانب الاقتصاديّ نسبة كبيرة من مصادر دخل الدول من الموارد الطبيعيّة والبيئيّة السياحيّة، كما يُستخدم نحو 40 ألفًا في الزراعة من الأنواع الحيّة، ويعطي زيادة الأنواع المهجّنة أمنًا غذائيًا للبشريّة ويحقق الأمن الحيويّ؛ إذ إنّ التنوّع الأحيائيّ ضرورة للتوازن البيئيّ.

كما تحدّث عن التنوّع في البيئات الطبيعية، وذكر وجود ما يقارب 67 تكوينًا جيولوجيًا، ولكل تكوين جيولوجي مناخه الخاص، مشيرًا إلى أنّ هذا الاختلاف أدّى إلى تكوين بيئات طبيعية مختلفة تُعرف ب”البيئات الطبيعية”، وحوالي 80% من أراضي المملكة صالحة للزراعة والرعي، و1.2% من أراضي المملكة غابات.

وعلى مستوى النباتات ذكر أن هناك 2.284 نوعًا من النباتات منها 1.369 نوعًا موسميًا، و342نوعًا من الشجيرات، و114 نوعًا من الأشجار، و150 نوعًا للاستخدامات الطبية و100 نوع للاستهلاك الآدمي، و 40 نوعًا متوطنة في الجزيرة العربية؛ منوهًا إلى ضرورة المحافظة عليها من الانقراض.

وعن التنوع على مستوى الزواحف فقد سُجل في السعودية 107 أنواع من الزواحف، منها: 44 نوعًا من السحالي، و55 نوعًا من الثعابين، و8أنواع من السلاحف (5 بحرية، و3 برمائية)، والمتوطن منها في المملكة يصل إلى 5%.

أما التنوع على مستوى الطيور فقد وصلت إلى 500 نوع؛ منها: 277 نوعًا مهاجرًا و223 نوعًا معششًا، و19 نوعًا متوطنًا؛ وذكر أن التنوع على مستوى الثّديات يبلغ 86 نوعًا؛ منها: 28 من الخفافيش، و22 من القوارض، و16 من الثّديات البحرية، و12 من اللواحم، و8 من الثديات البرية الكبيرة، كما ذكر وجود 266 نوعًا من الشعب المرجانية و1.230 من الأسماك (7 أسماك من المياه الحلوة)، و7 أنواع من البرمائيات، و10.000 نوع من الحشرات والعناكب والعقارب.

ثم تحدّث عن المشاكل المهدّدة للتنوّع الأحيائيّ؛ منها: القتل الجائر للكائنات الحيّة، واستخدامها للاتجار، والتلوث بالمواد السائلة، والتلوث بالمواد الصلبة، وعدم وجود دراسات تقويم الأثر البيئيّ للمشاريع بشكل دقيق.

وفي الختام تحدّث عن مستقبل المحافظة على التنوّع الأحيائيّ في المملكة، وأشار إلى وجود إستراتيجيّة وطنية لحماية البيئة؛ حيث وضع نظام شامل للبيئة تحت إطار مؤسّسي منظّم وأنشئت ستة مراكز للمحافظة على البيئة.

ثم فُتح المجال للمداخلات والأسئلة التي تفضّل بالردّ عليها.

جدير بالذكر يقدّم الباحث القانوني الأستاذ محمد بن مسفر المجدل محاضرة في مجلس حمد الجاسر؛ ضحى السبت القادم ٢١ جمادى الآخرة ١٤٤١هـ/ الواقع في ١٥ شباط (فبراير) ٢٠٢٠م بعنوان: “الجريمة المعلوماتيّة”.