m

فئة :

2012 Feb 09

التلوُّث الضوضائي وتداعياته على الأمن البيئي

أكَّد الدكتور طه بن عثمان الفرَّّاء – وكيل كلية العلوم الإستراتيجية بجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية – أنَّ اضطراب التوازن البيئي بدأ مع حدوث الثورة الصناعية، وأنَّ السيارات والمرْكَبَات بأنواعها والمصانع المنتشرة بشكل عشوائي تُعَدُّ من أهم أسباب التلوُّث الضوضائي، موضِّحًا أنَّ الإزعاج يصيب الإنسان والحيوان على حدٍّ سواء ويقلل إنتاجهما ويؤثر سلبًا في سلامة النُّظُم البيئية؛ جاء ذلك في محاضرةٍ ألقاها في خميسية حمد الجاسر الثقافية يوم الخميس 17 ربيع الأول 1433هـ الموافق 9 فبراير 2012م، وقد أدار المحاضرة سعادة الدكتور عزالدين موسى.

وقد افتتح الـمُحاضر حديثه بسرد آياتٍ قرآنية ذُكرَِ فيها السمع والبصر بعد ثنائه على الخالق -سبحانه وتعالى- لِـمَا وهبنا برعايته وفضله ما لا يُحصى من النِّعَم والخيرات؛ ومنها السمع والبصر اللذان وهبهما للإنسان والحيوان، مشيرًا إلى تقدُّم ذِكْر السمع على البصر في أكثر من شاهدٍ قرآني نظرًا إلى أهمية السمع؛ فالأذن أول عضو يؤدي وظيفته في الحياة. ثم عرَّف الـمُحاضر الأمنَ البيئي بأنه الإجراءات المباشرة وغير المباشرة التي يقوم بها المجتمع البشري وتؤدي إلى الحفاظ على توازن الطبيعة.

ثم تحدَّث عن أنواع التلوُّث البيئي المادي مثل تلوث الهواء والماء والتربة، وغير المادي وهو التلوُّث الضوضائي والكهرومغناطيسي والإشعاعي، مشيرًا إلى أنَّ ظاهرة الضوضاء ضاربة في القِدَم متمثِّلةً في ظواهر طبيعية كالرعد، والبراكين، والزوابع، والأعاصير، مؤكدًا أنَّ مصادر الضوضاء جاءت بعد حدوث اضطراب التوازن البيئي الناجم عن الثورة الصناعية، وإفرازات المواد الكيميائية والمصانع، وازدياد أعداد البشر.

وتحدَّث عن الآثار السلبية للتلوُّث الضوضائي والتي من أبرزها الإصابة بالشرود الذهني والصَّمَم الآني أو المزمن, وعدم القدرة على التركيز، والصداع والتعب والأرق، وتدنِّي الإنتاجية لدى الإنسان والحيوان، وذَكَرَ أنَّ التلوُّث الضوضائي من أكبر عوائق السمع لدى الإنسان, ولدى الطفل على وجه الخصوص.

وقد أشاد الـمُحاضر بحفاظ الغرب على أمنهم البيئي والنُّظُم والتشريعات التي تحافظ عليه. وفي الختام فُتح المجال للمداخلات والأسئلة التي أَثْرَت المحاضرة.