m

فئة :

2019 Oct 19

الباحث وخبير النباتات: حميد الدوسري يحذر من اختلال التوازن البيئيّ

شدّد الباحث والخبير في النّبات البرّيّ حميد مبارك الدّوسريّ على ضرورة حماية الطّلحيّات التي تُعدّ العمود الفقىريّ للغطاء النّباتي في المملكة العربية السعودية، وأن أي أضرار تلحقها سوف يكون لها عواقب سيّئة على البيئة كلها يؤدي إلى اختلال توازنها، جاء ذلك في محاضرة بعنوان: “شجر الطّلح في الجزيرة العربيّة: الواقع والمأمول” قدّمها في “دارة العرب” بإدارة: د.عبدالعزيز الخراشيّ، ضحى السبت 20 صفر 1441هـ الواقع في 19 تشرين الأول (أكتوبر) 2019م.

وافتتح محاضرته بتعريف الفصيلة الطلحيّة مستعرضًا بالصّور عدد أفراد الجنس الطّلحيّ الموجود في المملكة بصورة طبيعيّة أربعة عشر نوعًا أصيلًا ينتشر في كافة مناطق المملكة وهي الطلح والسمر، السّلم، القرظ، القتاد الأعظم، الضهياء، العرفط، سيال الميل، السّيال الحبشي، الظبية، العلاء، الألال، الكنهبل، بالإضافة إلى عدد من الأنواع المدخلة حديثًا للزينة.

ثم تحدّث عن انتشار الأشجار الطلحيّة وارتباطها بدوائر العرض من الجنوب إلى الشمال، والارتفاع عن مستوى سطح البحر، وقال: إن عدد الأنواع يتناقص كلما اتجهنا شمالًا موضحًا أن غالبية الأشجار الطلحيّة تنمو جنوب مدار السّرطان الذي يقع على دائرة العرض ثلاث وعشرين ونصف الدرجة 23.5، ويمر جنوب حوطة بني تميم متجهًا شرقًا إلى بحر عمان وغربًا جنوب المدينة المنورة حتى البحر الأحمر.

وقارن المحاضر بالصّور بين أشهر الأنواع المتقاربة التي يقع فيها الاختلاف بين عامة الناس، وركّز على السَّمُر وأم غَيْلان موضحًا أن السمر من أشهر أشجار العرب قديمًا وحديثًا، بسبب حطبها الجيّد، وظلها الوارف، وقال: إن أقرب الأشجار إلى السمر هي أم غَيْلان التي يسمونها الشَّبْهان لقرب شبهها بالسّمر، وقد كانت في التصنيفات النباتية القديمة تعد نوعًا من السمر، ويبرز الشبه بينهما في الشوك، والزهور، والحيض، ويبرز الاختلاف بينهما في الشكل العام لأعلى الشجرة؛ فالسمرة مستوية الأعلى والشبهانة مقوسة نصف كروي.

وذكر أن السَّلَم والسِّيال من الأنواع المتشابهة أيضًا، والطّلح النَّجَفِي والطَّلح النَّجْدِي، مشيرًا إلى أن الطلح هو أشهر أنواع المجموعة الطلحية كلها بسبب ضخامة شجره وسعة انتشاره عبر الجزيرة العربية من جنوبها إلى أقصى نقطة في شمالها ومن الجبال العالية إلى المناطق قليلة الارتفاع.

وأكّد أن معرفة هذه المعلومات عن الأشجار الطّلحيّة مثل حدود الانتشار والارتفاع عن مستوى سطح البحر تساعد المهتمين بالتشجير في اختيار الأنواع المناسبة للمكان الذي يزرعون فيه؛ لأن زراعة أنواع من الأشجار في أماكن غير ملائمة مضيعة للمال والجهد.

وفي الختام تحدّث عن الأخطار التي تهدد الطلحيات وأبرزها الاحتطاب العشوائي، والرعي الجائر، والتوسع العمراني والزراعي في أماكن انتشارها وبناء السدود الذي أوقف جريان السيول في الأودية فماتت الأشجار عطشًا، وانتشار النباتات المتطفلة مثل العَنَم والهَدَال التي تنمو في فروع الأشجار الطّلحيّة وتمتص ماءها وغذاءها، وأخطر ما يهددها الإصابات الحشرية ومن أهمها خنافس البذور التي تتلف بذور الأشجار في مراحل تكونها الأولى، وخنافس اللحاء وخنافس الخشب التي تنخر الجذور، وقد تجتمع تلك الإصابات في منطقة واحدة، أو تنفرد كل منطقة بواحدة منها، وتعتبر منطقتا غرب وجنوب الهضب وما بين رنية وبيشة شديدة الإصابة، وقد بدأت تلك الإصابات تنتشر وتزداد عامًا بعد عام بسبب صيد الطيور المهاجرة التي كانت تتغذى على تلك الحشرات في طريق هجرتها ذهابًا وإيابًا، وقد أدى صيد الطيور إلى اختلال التوازن وانتشار واسع للحشرات.

ثم فُتح المجال للمداخلات والأسئلة التي تفضل بالرد عليها.

جدير بالذكر يقدّم د. محمّد آل مبارك محاضرة في دارة العرب ضحى السبت 27 صفر 1441هـ الواقع في 26 تشرين الأول (أكتوبر) 2019م بعنوان: “شعر مذحج في الجاهلية والإسلام”، ويديرها: أ.د.إبراهيم الشمسان.