m

فئة :

2015 Oct 17

الانتخابات البلدية وأهميتها للمجتمع

مثقفون ورواد في مجلس الجاسر:

يطالبون بدراسات حول أسباب العزوف عن الانتخابات البلدية وضرورة دعم مشاركة المرأة

تحدَّث الدكتور عبدالعزيز العمري عن الانتخابات البلدية وأهميتها للمجتمع وضرورة مشاركة المرأة والرجل على حدٍّ سواء فيها، بوصفها استجابة لتطوُّر التنظيم البلدي في المملكة العربية السعودية، وتشكِّل تنسيقاً طبيعياً بين المجتمع ومسؤوليه، كما أن في الانتخابات البلدية تطويراً للوعي العام بقضايا الوطن والمواطن. جاء ذلك في محاضرةٍ ألقاها في مجلس حمد الجاسر اليوم السبت 4 محرَّم 1437هـ، وأدارها المهندس عيسى العيسى.

وأشار المحاضر إلى أن المجالس البلدية مؤسسات مدنية حديثة يُمثَّل فيها المواطن مباشرةً وباختياره، ولها دور كبير في المجتمعات المتحضِّرة، كما أن النظام أعطاها صلاحيات واسعة فيما يتعلق بالرقابة وإقرار الخدمات البلدية المختلفة، وقد كانت انتخابات أول مجلس بلدي سعودي في مكة المكرمة عام 1344هـ بمباركة وأمر من الملك عبدالعزيز رحمه الله، وعمدت الدولة في شهر شعبان 1424هـ بقرار من مجلس الوزراء إلى إحياء المجالس البلدية وتنظيمها وتشكيلها وتفعيل دورها بأعضائها معيَّنين ومنتخَبين يختارهم المواطن ليشاركوا في صناعة القرار، وانطلقت بذلك المسيرة الجديدة للمجالس البلدية.

وأوضح أن المملكة عاشت قبل أكثر من عشر سنوات أجواءً خاصةً لأول مرة إذ جرت انتخابات المجالس البلدية في شتى أنحاء المملكة بمدنها وبلدانها ذات المستويات المختلفة، وقد حظيت تلك الانتخابات بتغطية إعلامية محلية وإقليمية وعالمية، وكان الإعلام الغربي خصوصاً متابعاً جاداً لذلك الحدث. وبدأت تلك التجربة العملية تؤتي ثمارها بتشكيل المجالس ولجانها للنهوض بمهماتها المختلفة التي حدَّدتها لها اللوائح والأنظمة والتعليمات.

وقال إنه لاحظ -كما لاحظ غيره- نجاح تجربة الانتخابات وتنظيمها، وما جرى فيها من احترام متبادل وانضباط كبير، سواء في الحملات وإدارة العملية الانتخابية أم في إعلان النتائج، فكانت محل تقدير جميع الراصدين، وستبقى صفحة بيضاء لمن عملوا على تنظيمها ونجاحها.

كما تحدَّث عن الشورى واستمرار الأمة في القرب والبعد من هذا المنهج عبر العصور الإسلامية المختلفة، مشيرًا إلى أنه مبدأ مبارَك في اختيار الأشخاص والوصول إلى الرأي الصائب في المواقف المختلفة، وقد حظي باهتمام خاص فيما كتبه الفقهاء في مجال السياسة الشرعية. موضحاً أن الانتخابات نوع من الممارسة العملية في اختيار الأشخاص لعمل معيَّن، بوسائل مختلفة من نظام لنظام ومن عصر لعصر، وقد حاول بعض الباحثين في السياسة الشرعية الربط بين نظام الانتخابات العام المطبَّق في الدول الحديثة، وبين مبدأ الشورى في الإسلام، واستدلُّوا على ذلك بشواهد شرعية مختلفة.

كما فُتح المجال للمشاركات في ختام المحاضرة والتي كانت في مقدمتها مشاركة الدكتور أحمد الزيلعي – عضو مجلس الشورى- الذي أشار إلى ضرورة الاهتمام بالتوعية والجانب النسائي مشيدًا بدور المرأة وما قدمته خلال بمشاركتها في اللجنة الثقافية والإعلامية التي يترأسها في مجلس الشورى وأيَّده في ذلك الأستاذ معن الجاسر الذي أشاد بدور المرأة ونجاحها في المجتمع بشكل عام ومن خلال تجربته كرجل أعمال، وشدد الدكتور عزالدين موسى على ضرورة معرفة أسباب عزوف الناس عن الانتخابات وفق دراسات إحصائية.