m

فئة :

2024 Jan 24

الأستاذ الدكتور محمد الهدلق .. سيرة ومواقف وشهادات

بمشاركة نخبة من الرواد والمثقفين والأكاديميين افتتح الدكتور عبدالعزيز الخراشي ندوة الوفاء المفتوحة عن فقيد العلم والأدب الأستاذ الدكتور محمد بن عبدالرحمن الهدلق بالحديث عن بداياته في شقراء في السر بمدرسة حزمية التي سمع فيها ولأول مرة عن شيخنا العلامة حمد الجاسر الذي درس فيها، ثم تحدث عن عودة الفقيد إلى شقراء وبداياته مع صنوه الأستاذ الدكتور عبدالعزيز المانع الذي رافقه سبعين عامًا ابتداءً من دراستهما معا في المرحلة الابتدائية ثم التحاقهما بالمعهد العلمي وتعاقبهما في كلية اللغة العربية حتى تخرج الفقيد عام 1386هـ والتحاقهما معا في العمل بالمحكمة المستعجلة، ثم انتقال الفقيد إلى رئاسة القضاء وعمله بقسم المحاسبة بضعة أشهر، وتحدث عن كيف تأثر فقيدنا بعمله في المحاسبة واتسامه بالدقة في عمله العلمي والإداري وعملهما معيدين في قسم اللغة العربية بمكة المكرمة قبل أن تستقل جامعة باسم جامعة أم القرى ثم واصل هو وصنوه الابتعاث لبريطانيا حتى نالا شهادة الدكتوراه في طريقه لبريطانيا كان اللقاء الثاني بالشيخ حمد الجاسر.

الأستاجاء ذلك في ندوة وفاء نظمها مركز حمد الجاسر الثقافي وأدارها د. عبدالعزيز الخراشيّ ضحى السبت 8 رجب 1445هـ الواقع في 20 كانون الثاني (يناير) 2024م.

وتحدث الدكتور الخراشي عن عودة الفقيد إلى الرياض وتسنّمه مناصب عدة في جامعة الملك سعود وخارج الجامعة وكان أن تولى رئاسة قسم اللغة العربية لمدة عامين عقب الأستاذ الدكتور عبدالعزيز المانع منذ عام 1403هـ حتى 1405هـ وترقى إلى أستاذ مشارك ثم نال الأستاذية عام 1415هـ ثم ولي وكالة الكلية للدراسات العليا ثم عمادة كلية الآداب فعمادة الدراسات العليا وغيرها من الأعمال التي تولاها في حياته.

ثم تحدث عن أبحاثه وكتبه التي صدرت عن كرسي الأستاذ الدكتور عبدالعزيز المانع لدراسات اللغة العربية والأدب.

ثم قرأ مشاركة معالي الأستاذ الدكتور أحمد الضبيب والتي جاء فيها:

“إن توديع أخ كريم، وزميل عزيز أمر يحز في النفس، ويستدعي كل مشاعر الأسى والحزن،وليس أمام الإنسان في هذا المقام إلا التسليم بقضاء الله، والانقياد لإرادته ،والدعاء المخلص أن يتغمد الله الفقيد بواسع رحمته وجميل رضوانه.

كان حبيبنا الأستاذ الدكتور محمد بن عبد الرحمن الهدلق  شخصية تتمتع بالتوازن الحسن في الشخصية، والوسطية في الفكر،إلى جانب دماثة الخلق،ورحابة الصدر.كما كان يتمتع – رحمه الله – بعفة النفس، وطهارة اللسان، وحسن التعامل مع الآخرين، فلا تسمع منه كلمة نابية،أو عبارة مستفزة،ولا يلقاك بوجه متصعر أو مكفهر. بل هو ذو شخصية جذابة،هادئة، بشوشة، متسامحة.خَبَرناه في السفر فكان نعم الرفيق ،و خَبَرناه في الحضر فكان نعم الصديق.

أما في علمه ومعرفته فهو واسع العلم في تخصصه،دقيق في بحوثه،متتبع للجديد،حريص على المشاركة في المؤتمرات والندوات،بعيد عن موضوعات الجدل النقدية التي تَؤول في كثير من الأحيان إلى الصراع  والمهاترات.وتتميز كثير من بحوثه بالجدة ،  كما أنه مشارك متفوق في علوم أخرى ،وله مؤلفات تشهد له بذلك.وكم قد صال وجال في نقاشات علمية في هذه الندوة المباركة ،وفي فنون كثيرة قد طرحت فيها، وكان في نقاشه – رحمه  الله -كعادته هادئا رصينا باحثا عن الحقيقة ،متخذا  وسائل الإقناع وطرق الحجاج العلمية  دون مكابرة .

وفي مسيرته العلمية الجامعية يبدو الهدلق أستاذا جامعيا ذا سمت متميز،يتمثل ذلك في استيعابه العمل الإداري الجامعي ،وإلمامه بالنظم الجامعية وتمسكه بها،وإخلاصه في التدريس مع براعته فيه.

وعندما عهد إليه ببعض المناصب العلمية ،مثل عمادة كلية الدراسات العليا، وعمادة كلية الآداب  ورئاسة قسم اللغة العربيةوغيرها بذل الجهد في تحقيق أهداف الجهات التي عمل فيها ، وإنجاح مهامها العلمية والإدارية,وكانت له جهود مشكورة في عدد من الجهات على مستوى المملكة وعلى مستوى المنطقة،من مثل عضويته لكثير من المجالس العلمية اوالثقافية والتنظيمية،والنوادي الأدبية،فكان صوت الحق والحكمة وحسن التدبير في هذه المجالس  .

      رحم الله أخانا العزيز الأستاذ الدكتور محمد بن عبد الرحمن الهدلق،وأسكنه الفردوس الأعلى مع الصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا”

ثم فتح المجال للمشاركات التي افتتحها بمشاركة الأستاذ الدكتور عبدالعزيز الهلابي الذي استفتح بالترحم على صاحب الدار وعلى الفقيد الدكتور محمد الهدلق الذي كان يلتقي به بشكل أسبوعي وتحدث عن علاقته بالفقيد منذ بداية معرفته عام 1970م في أدمبرا ثم زمالتهما في التدريس بجامعة الملك سعود ومشاركاتهما ولقاءاتهما في فعاليات مجلس حمد الجاسر  والتي امتدت إلى أيامه الأخيرة ثم ذكر مناقبه من خلال معرفته في اللجان والسفر والرحلات التي نظمها مركز حمد الجاسر الثقافي للرواد.

كما تحدث الأستاذ الدكتور عبدالله الجربوع الذي أشار إلى أن من حسن توفيق الله كانت علاقته بأبي خالد منذ السبعينات الميلادية أثناء الدراسات العليا بجامعة أدمبرا وتحدث عن مواقف الفقيد الإنسانية وأول زيارة للفقيد له في المستشفى وكيف توطدت العلاقة فيما بعد وازدادات رسوخًا ومحبة جعلته يتعرف على كثير من شخصيته وإنسانيته مشيدًا بوفائه ودقته وإتقانه للعمل في كل ما يوكل إليه مما انعكس على أدائه العلمي واحترامه لعنصر الوقت ومثابرته، ثم تحدث عن بعض المواقف الظريفة التي تعرضا لها في أسفارهما وحبه الكبير لزيارة المكتبات.

 كما أشار الأستاذ الدكتور إبراهيم الشمسان أنه تعلم من الفقيد الكثير في عمله باللجان والجامعة واكتفى بموقف واحد في القاهرة وهو يحضّر الدكتوراه وموقف الفقيد القوي معه باتخاذ قرار حاسم لاستكمال دراسته العليا.

كما تحدث الأديب الأستاذ حمد القاضي عن الفقيد ومواقفه الاجتماعية وتواضعه وكتاباته للمقالات التي كان لها الأثر الكبير في عدد من القضايا التي أثارت جدلاً مثل “الحداثة في الشعر”، ثم تحدث عن بعض مواقفه الإنسانية وعلاقاته الاجتماعية ووفائه لأصدقائه ومعارفه ثم ختم مشاركته بموقف طريف أثناء مشاركتهما في ملتقى النص بمدينة جدّه.

ثم ثمّن الدكتور عبدالعزيز بن سلمه جهود مركز حمد الجاسر الثقافي واحتفاءه بالفقيد في دورية جسور التي صدرت في محرم 1438هـ أثناء حياة الفقيد وتحدث عن المواقف النبيلة لأبي خالد وتعامله معه في الجامعة مشيدًا بجهوده العلمية والعملية ومثمنًا ما ذكره المشاركون قبله عن الفقيد.

كما أشار الدكتور عبداللطيف الحميد إلى تميز الفقيد بالثنائية كثنائية العلاقة مع الدكتور عبدالعزيز بن ناصر المانع والتوأمة بينهما وقل أن تحصل وتستمر لسبعة عقود حيث وُلدا في شقراء أواخر الحرب العالمية الثانية وكانا بشارة سِلْم لكوكبنا ثم درسا معًا في المرحلة الابتدائية والمعهد والجامعة والابتعاث واستقرارهما في جامعة الملك سعود مستشهدًا بما ذكره د. عبدالله الغذامي في مقالته “شيمته الكتب”، ثم تحدث عن ثنائية الجمع بين الجانب العلمي والعملي في الجامعة، وثنائية الجد والمرح ثم ختم بموقف طريف حدث له قبل أربع سنوات.

ثم تحدث الدكتور صالح بن معيض الغامدي وزمالته له واشتراكهما في عدد من اللجان والأعمال وقسم اللغة العربية عندما كان الدكتور صالح رئيسًا للقسم والفقيد عميدًا لكلية الآداب وقال إن الفقيد معروف عنه الدقة وغير مجامل في الجوانب العملية فهو رجل نظامي، ثم تحدث عن بعض المواقف التي لمحها معه في السفر.

كما استشهد الأديب الدكتور عدي الحربش بما أشار له الفقيد على قصصه ومعرفته به قبل 14 عامًا وكيف كان لثناء الفقيد عليه بعد قراءة قصصه والإشادة به دور هام في مسيرته الأدبية.

وثمن الدكتور محمد منور ما قدمه المشاركون عن الفقيد وذكر ملمحًا دقيقًا من ملامح الأستاذ الدكتور محمد الهدلق وهو شدة التزامه بالنظام واللوائح ورؤيته لنجاح العمل المرتكز على الالتزام باللوائح.

ثم تحدث نجل الفقيد الأستاذ خالد الهدلق الذي ثمّن القائمين على مركز حمد الجاسر الثقافي لتنظيم هذه الندوة ثم تحدث عن بعض المواقف لهم مع والدهم رحمه الله وكيف كان يتعامل معهم بحرص ويشجعهم ويحفزهم على قراءة الكتب وحب التعلّم والعمل.

وأشاد الأستاذ معن الجاسر بجهود الأستاذ الدكتور محمد الهدلق ودوره الكبير في مجلس الأمناء وعضوية اللجنة العلمية وهيئة تحرير مجلة العرب هو وكل الأوفياء الذين بذلوا جهودًا طيبة لاستمرار نشاطات المؤسسة الثقافية المتنوعة ومجلة العرب سائلاً المولى عز وجل أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ومغفرته.

كما ذكر الأستاذ الدكتور أسعد عبده مناقب الفقيد النبيلة سائلاً المولى عز وجل أن يلهم أهله الصبر والسلوان.

ثم تحدث بقية المداخلين عن سيرة الفقيد وقدموا شهادات عنه في مشاركاتهم وأشار مدير الندوة في ختام المحاضرة إلى تخصيص مجلة اليمامة ملفًا عن الفقيد.

وفي الختام دعا الحاضرين إلى المشاركة في الكتاب الذي يعتزم مركز حمد الجاسر الثقافي إصداره عن الفقيد الأستاذ الدكتور محمد الهدلق -رحمه الله- وطلب إرسال المشاركات إلى بريد المركز info@hamadaljasser.com