m

فئة :

2015 Apr 25

الأدب السعودي في معاجم البابطين للشعر

أثنى الدكتور عبدالله الحيدري -رئيس مجلس إدارة النادي الأدبي بالرياض- على الشاعر والأديب الأستاذ عبدالعزيز بن سعود البابطين ومؤسسته التي أكملت ربع قرن من الزمان محقِّقةً نجاحات لافتة وغير مسبوقة، وقال إن معاجم البابطين للشعر أعمال موسوعية عالية القيمة، ولها مكانة مهمَّة في المكتبة العربية، وستظلُّ من أهم الـمَراجع التي يُستَنَد إليها في تراجم الشعراء العرب على مدى ثلاثة قرون تقريباً، جاء ذلك في محاضرةٍ ألقاها في مجلس حمد الجاسر يوم السبت 6 رجب 1436هـ الموافق 25 نيسان (أبريل) 2015م، وأدارها سعادة الدكتور إبراهيم السماعيل. الإسهام في العمل واستهلَّ المحاضر حديثه بإلقاء الضوء على المعاجم التي أصدرتها مؤسسة عبدالعزيز بن سعود البابطين للإبداع الشعري في الكويت، والتي وَصَفَها بأنها عمل غير مسبوق من ناحية الجمع والتوثيق والدقة والمنهجية، وأنها تسدُّ فراغاً في المكتبة العربية وتقدِّم خدمةً للباحث والأديب والشاعر، وأنها غطَّت خريطة العالم العربي، بالإضافة إلى بعض الشعراء الذين يعيشون خارج المنطقة العربية ولهم شعر بالعربية، وهذه المعاجم هي: معجم البابطين للشعراء العرب المعاصرين الصادر في عام 1995م، والطبعة الثانية من المعجم بزيادات عديدة وإضافات وقد صدرت في عام 2002م في سبعة مجلدات، والعمل المعجمي الثالث هو معجم البابطين لشعراء العربية في القرنين التاسع عشر والعشرين، وصدر في خمسةٍ وعشرين مجلداً عام 2008م، وهو أضخمُها. ثم تحدَّث المحاضر عن الأدباء السعوديين الذين أسهموا في العمل، ففي الطبعة الأولى اختير الدكتور منصور الحازمي ضمن الأعضاء العاملين في المعجم جنباً إلى جنب مع كبار النقَّاد والأدباء والباحثين من الوطن العربي، واختير الشاعر إبراهيم الوزَّان ضمن المندوبين والمراسلين. وفي حين بقي الدكتور منصور الحازمي عضواً في الطبعة الثانية، خرج الوزَّان من الطبعة الثانية وحلَّ مكانه الشاعر الأحسائي المعروف محمَّد الجلواح. العدد والمرتبة وتطرَّق إلى حضور الأدباء السعوديين في تلك المعاجم، مشيرًا إلى أنه تُرجِم في الطبعة الأولى الصادرة عام 1995م لمئةٍ وسبعةٍ وسبعين شاعراً، وهو رقم كبير جعل المملكة العربية السعودية في المرتبة الثالثة بعد مصر وسوريا. وفي الطبعة الثانية الصادرة عام 2002م ارتفع الرقم إلى مئتين وشاعرين بزيادة خمسةٍ وعشرين شاعراً، واحتفظت المملكة العربية السعودية بالمركز الثالث بعد مصر وسوريا في الطبعة الثانية أيضاً. غياب عدد من الشعراء وأوضح أنه نظراً لعدم التمثيل الكامل والاكتفاء بمندوب، فقد نتج عن ذلك غياب عدد من الشعراء المهمِّين الذين لهم إنتاج شعري معروف ودواوين وشهرة، ومِن أبرزهم: صالح الأحمد العثيمين، وعبدالرحمن المنصور، وعبدالكريم الجهيمان، وعبدالغني قُستي، وعثمان بن سيَّار، وعمران العمران، ومحمَّد بن سليمان الشبل، ومحمَّد إسماعيل جوهرجي، ومحمَّد سراج خرَّاز، وأحمد عبدالله بيهان، والدكتور أحمد السالم، وعبدالمحسن حليت، وعبدالعزيز العجلان، وفاروق بنجر، وحسن محمَّد الزهراني، وسعد عطية الغامدي، وغيرهم. غياب الشاعرات وقال: إنَّ عدم تكليف امرأة إلى جانب الرجل في مجال التنسيق والمتابعة، أدَّى إلى غياب لافت للشاعرات السعوديات، فقد اقتصر المعجم على الترجمة لخمس شاعرات فقط، وهن: ثريَّا العريِّض، وأشجان هندي، وخديجة العَمْري، وفاطمة القرني، ومنتهى القريش، في حين غابت شاعرات مهمَّات ولهنَّ قَدَم راسخة في الشعر مثل: ثريَّا قابل (أول شاعرة سعودية تُصدِر ديواناً)، وسلطانة السديري، وبديعة كشغري، ومريم البغدادي، وفوزية أبو خالد، وهدى الدغفق، ولطيفة قاري، وغيرهن. وأشار المحاضر إلى أنَّ الملامة في ذلك لا تقع على عاتق مؤسسة البابطين وحدها، ولا على المندوب أو المنسِّق وحده، وإنما هناك أسباب أخرى تتمثل في المنهج الذي اتخذه المعجم، وهو طلبُ التراجم من أصحابها، بحيث لا تُدرَج الترجمة إلا إذا ملأ الشاعر الترجمة بنفسه وأكمل جميع الحقول المطلوبة، وأرفق نموذجاً من شعره بخطِّ يده، ومعلومٌ أن بعض الشعراء الذين سقطت أسماؤهم ربما كانوا كباراً في السن حين طُلبت تراجمهم ولم يتمكنوا من التواصل مع المؤسسة، لذلك فإن مهمة المندوبين والمراسلين كبيرة ويجب أن يكون عددهم كافياً، وأن يكونوا من المشهود لهم بالعلاقات الواسعة كي يُنجِزوا المهمة بنجاح؛ خدمةً للأدب في المملكة. وأشار إلى أنه مما يُلاحَظ أيضاً على تراجم الشعراء السعوديين في معجم البابطين، وجود تراجم لأشخاص لم يُعرَفوا بوصفهم شعراء، وإنما بوصفهم نقَّاداً. التوزيع واختتم محاضرته بملحوظةٍ تخصُّ توزيع مطبوعات مؤسسة البابطين للإبداع الشعري، فهي من الأعمال التي لا يمكن الحصول عليها بسهولة، ولا تشارك المؤسسة بجناح في معارض الكتب، وإنما هي مخصَّصة للإهداء، وهذه إشكالية كبيرة إذ تصل للمسجِّلين في قوائم المؤسسة من أدباء كبار ومشاهير فقط، أو ممَّن لهم تراجم في العمل، في حين يعزُّ على الباحث أو الباحثة من غير هؤلاء الحصول عليها إهداءً أو بيعاً. ثم فُتح المجال للأسئلة التي تَفَضَّلَ المحاضر بالردِّ عليها، وللمُداخَلات التي أَثْرَت الموضوع.