m

فئة :

2012 May 03

ابن عبدالوهاب في نظر مستشرقين وتنويريين

أشاد الدكتور عبدالله العثمين، أمين عام جائزة الملك فيصل الخيرية، بدعوة المجدد الشيخ محمد ابن عبدالوهاب مستعرضاً في بداية محاضرته بداياته في الدعوة ودوره في تنوير الناس بعقيدتهم الصحيحة وإزالة المعتقدات الباطلة، ومحاربته التوسل بالموتى وزيارة القبور حتى لا يكون وسيط بين الله وخلقه، وذلك في محاضرة ألقاها في خميسية الجاسر بعنوان “ابن عبدالوهاب في نظر مستشرقين وتنويرين” يوم الخميس 12 جمادى الآخرة 1433هـ الموافق 3 مايو 2012م، وقد أدار المحاضرة سعادة الدكتور عبدالعزيز الهلابي أستاذ التاريخ في جامعة الملك سعود.

واستعرض المحاضر آراء المستشرقين والتنويرين إذ كانت نظرتهم عن الشيخ وأتباعه أنهم يستمدون التشريع من القرآن والسنة بوصفهما مصدرين أساسيين مشتملين على كل الأحكام، وأن آراء المفسرين الأجلاء للقرآن محترمة بالرغم من أنها ليست متبعة على إطلاقها، وأن الخلاف بينهم وبين خصومهم من المسلمين هو أنهم يتبعون بدقة الأحكام نفسها التي أهملها الآخرون. ورأى أيضاً أنّ ديانة ابن عبد الوهاب وأتباعه إسلامية تطهيرية يحتل فيها توحيد الله المبدأ الأساسي، ولأنهم يعدون الناس متساوين أمام الله فإنهم يحرمون التوسل بالأولياء الأموات أو تقديس رفاتهم، وإن جهود ابن عبد الوهاب كانت موجهة ضد الفساد، هادفة إلى إعادة عقيدة المسلمين إلى طهارتها الأولى. واستدرك الأخطاء التي وقع فيها نيبور بنظرته على الشيخ وأتباعه معللاً ذلك بعدم التقائه بالعلماء في نجد ولا في خارج نجد في حينها.

ثم تحدّث عن نظرة التنويريين للشيخ محمد بن عبدالوهاب، ومنهم أحمد أمين الذي يعدونه من التنويرين حيث عبّر بشكل إيجابي عن دعوة ابن عبد الوهاب وأنها حرب على كل ما ابتُدع بعد الإسلام، فلا اجتماع لقراءة مولد، ولا احتفاء بزيارة قبور، ولا خروج للنساء وراء الجنازة، ولا إقامة أذكار يُغنَّى فيها ويُرقَص. وأن كل هذا مخالف للإسلام الصحيح ويجب أن يزال، وأن نعود إلى الإسلام وطهارته ونقائه، وحدانيته واتصال العبد بربه من غير واسطة ولا شريك، والكتب المملوءة بالتوسلات كتب ضارة.

ثم اختتم محاضرته بالحديث عن نظرة طه حسين الذي يعدّ من طليعة التنويريين ممن أشادوا بالشيخ محمد بن عبد الوهاب ودعوته، حيث رأى “طه حسين” أن الشيخ محمد بن عبدالوهاب عاد بعد رحلاته إلى موطنه نجد، فأقام مع أبيه حيناً يناظر ويدعو إلى آرائه حتى ظهر أمره وانتشر مذهبه، وانقسم الناس فيه قسمين، فكان له الأنصار وكان له الخصوم. وكان المذهب، الذي دعا إليه، جديداً قديماً معاً. فالواقع أنه جديد بالنسبة إلى المعاصرين، ولكنه قديم في حقيقة الأمر لأنه ليس إلا الدعوة القوية إلى الإسلام الخالص النقي المطهر من كل شوائب الشرك والوثنية، هو الدعوة إلى الإسلام كما جاء به النبي خالصاً وحده ملغياً لكل واسطة بين الله وبين الناس. هو إحياء للإسلام العربي وتطهير له مما أصابه من نتائج الجهل. ثم فُتح المجال للمداخلات التي أثرت الموضوع.