m

فئة :

2014 Apr 26

أشعر الشعراء

تمثِّل قضية أشعر الشعراء إحدى القضايا المتصلة بخصوصية النظرة النقدية العربية، حيث بيَّنَ الدكتور عبدالله العريني الجوانب الموضوعية لهذه القضية, وعناية النقاد العرب بها، جاء ذلك في محاضرةٍ ألقاها في مجلس حمد الجاسر الثقافي, أدارها سعادة الدكتور علي الحمود يوم السبت 26 جمادى الآخرة 1435هـ الموافق 26 أبريل 2014م.

وسلَّط الـمُحاضر الضوء على مَحَاور عدَّة, بدأها بالحديث عن أهمية القضية؛ وأسباب صعوبة الحكم النقدي فيها؛ ومِن أبرزها طبيعة الشعر الخاصة، وعدم جري الشعراء في مضمارٍ واحد, فكان اختلافهم في المذاهب والغايات والأساليب سببًا من أسباب تلك الصعوبة، وبالإضافة إلى ذلك فإنَّ ميل الناقد إلى مذهب شاعر معيَّن يجعله يقدِّم صاحبه على أنه أشعر الشعراء. وأوضحَ أن الرغبة في تحديد أشعر الشعراء لم تكن وقفًا على الشعراء والنقَّاد فحسب, بل تعدَّى ذلك إلى انشغال الناس به، وبخاصةٍ الخلفاء والولاة، إذ لم تكن صيغة أشعر الشعراء هي الصيغة الوحيدة في هذه القضية وإنْ كانت هي الأشهَر؛ فقد عرضَ الـمُحاضر اثنتي عشرة صيغة مشابهة لها تدور كلها في نطاق ذلك الـحُكم النقدي, كما اعتبر أن شعراء العصر الحديث وُفِّقوا في اختيار شوقي أميرًا للشعراء, وأن لقبَي شاعر العرب وشاعر المليون اللَّذَين ظهرا في الآونة الأخيرة يصبَّان في الغرض ذاته.

ومن ناحيةٍ أخرى فقد أشار إلى أن تحديد الشاعر الذي يستحقُّ ذلك اللقب قد يتم بالنص عليه باسمه حينًا، أو بذكر صفة أو صفات فنية إذا وُجدت في شعرٍ فإنَّ صاحبه جديرٌ بذلك الـحُكْم, وفي شواهد نقدية أخرى حُدِّد الشاعر بالأمرَين السابقَين معًا.

كما أبرزَ الـمُحاضر الجوانبَ الموضوعية لهذا الـحُكْم والتي مِنْ أوضحها وجود التعليل الموضوعي المصاحب له، وارتباط الـحُكْم بسياقه التاريخي من حيث إنه شاهِدٌ للشاعر بمستوى شعري فائق، أو ارتباطه بسياقه الفني بأنْ يكون ذلك التفوق في إطار غرض معيَّن أو صفات فنية خاصة، كما أن من جوانب الموضوعية استصحاب شاهد من شعر الشاعر. على أنَّ مِن أظهَر جوانب الموضوعية صدور الحكم من نقَّادٍ معتَبَرين يصدُر الناصُّ عن رأيهم في هذا الميدان في إطلاق هذا الحكم النقدي الذي يُعَدُّ معتَبَرًا وله قيمته ووزنه في الحياة الأدبية عند العرب.

ثم فُتح المجال للمداخلات التي أَثْرت الموضوع.