ندوة وفاء عن الأستاذ محمد الشارخ.. “صخر” التقنية العربي
افتتح الدكتور هشام القاضي ندوة الوفاء عن فقيد...
الأستاذ الدكتور محمد الهدلق .. سيرة ومواقف وشهادات
بمشاركة نخبة من الرواد والمثقفين والأكاديميين...
المسلّم يتحدث عن مشروع الجينوم في دارة العرب
أوضح الأستاذ الدكتور إبراهيم بن صقر المسلّم أن...
البازعي يشدد على ضرورة معالجة أزمة الإنسانيات
أوضح الأستاذ الدكتور سعد البازعي بأن أزمة...
د. جلال الدين محمد صالح في مجلس الجاسر: أصول الحبشة عربية حِمْيَرية
أوضح الدكتور جلال الدين محمد صالح أنَّ الأحباش قليلاً ما يُذعِنون للحقائق التاريخية أن الحبشة تعود بجذورها إلى العروبة وحِمْيَر على وجه التحديد، إذ لا يمكن الفصل بين تاريخ كلٍّ من الحبشة واليمن والجزيرة العربية، إذ لا يمكن الحديث عن الجزيرة واليمن من غير الحديث عن الحبشة، تلك الدولة العريقة في تاريخها والتي تقع في منطقة استراتيجية في القرن الأفريقي وأمنُها مرتبطٌ بأمن الجزيرة العربية. جاء ذلك في محاضرةٍ ألقاها في مجلس حمد الجاسر يوم السبت 2 صفر 1437هـ الموافق 14 تشرين الثاني (نوفمبر) 2015م، وأدارها الدكتور الخضر عبدالباقي. وقال د. صالح إن كلمة الحبشة جاءت من قبيلة حِمْيَرية تُدعى “حَبْشَت”، هذه القبيلة هاجرت من جنوب الجزيرة العربية، وقد ذكر المستشرق الفرنسي دروز حين قام بدراسة تحليلية للنقوش الحبشية التي عُثر عليها وتضمَّنت كلمة “حَبْشَت”، أن هذه القبيلة عربية هاجرت قبل القرن الخامس قبل الميلاد بزمن طويل وأقامت مملكة، وحاضرة هذه المملكة هي “أكسوم” التي تقع في شمال إثيوبيا الآن في منطقة تُعرَف بإقليم التجراي. وأوضح أنه بالإضافة إلى “حَبْشَتْ” توجد قبيلة “أَجْعِزْ” وهي قبيلة حِمْيَرية أيضًا هاجرت إلى الحبشة، ومن لغتها الـحِمْيَرية كانت اللغة الجئزية، وما هذا بنطق غريب على العربية فبعض قبائل العرب يقلبون العين همزة. وأشار إلى أن اللغة التي يتحدث بها الرئيس الأريتيري أسياس أفورقي هي اللغة الجئزية التجرية، وأن اللغات الثلاث في الحبشة (التجرايت والتجرية والأمهرية) تعود كلها إلى اللغة الجئزية التي باتت لغة عبادة في الكنيسة، وما من راهب حبشي أو قسيس إلا ويتفقَّه باللغة الجئزية، وما من ملك يقود الحبشة إلا ويتكلم الجئزية، على الرغم من أنها صارت حبيسة المعبد والكنيسة. وقال إن الرسم الذي تُكتب به الجئزية يعود إلى الرسم الـحِمْيَري القديم وهو الخط المسنَد، وبه كان أبرهة يكتب من اليمن إلى الملك الحبشي. مشيرًا إلى أن مما تتميز به هذه اللغة الكلمات التي على وزن “أفعول” ومنها جاء (أكسوم)، وهذا الوزن لا يوجد عند عرب الشمال، لهذا تجد في التجرية التي يتحدث بها قبائل بني عامر في شرق السودان وأفريقيا، أنهم يجعلون “أفروس” جمع فَرَس، و”أبحور” جمع بحر.. وهكذا، ومثلُ ذلك التجريةُ في مرتفعات أريتيريا، كما يقدِّمون الفاعل على الفعل، ويستخدمون الكاف بدل تاء المتكلم، فيقولون “بلعكُ” بدل “بلعتُ”، و”قتلكُ” بدل “قتلتُ”. وفي الختام ذكَّرَ بأن الإسلام دخل إلى الحبشة قبل أن يدخل المدينة المنورة، وبأن الحبشة اتخذت موقفين مهمين في التاريخ؛ أحدهما تدخُّلها من أجل نصرة نصارى نجران، والثاني استقبالها للمهاجرين المسلمين من مكة في بدايات الدعوة الإسلامية. مؤكدًا أن تاريخ الحبشة مرتبط تراثياً وسياسياً بتاريخ الجزيرة العربية، لكن أباطرة الأحباش على مرِّ التاريخ يحاولون فصل الحبشة عن أصولها.