صدور العدد الختامي للسنة التاسعة والخمسين لمجلة “العرب”
صدر مطلع ربيع الآخر لعام 1445هـ العدد الفصليّ...
رحلات حمد الجاسر تدخل المكتبة الفرنسية بأبعاد جديدة
بعد صدور الترجمة الفرنسية لكتاب “مدينة الرياض...
رحلات حمد الجاسر تدخل المكتبة الفرنسية بأبعاد جديدة
بعد صدور الترجمة الفرنسية لكتاب “مدينة الرياض عبر أطوار التاريخ” للمؤرخ والجغرافي والإعلامي والباحث السعودي حمد الجاسر عام 2019عن دار لارماتان في باريس، أصدرت الدار حديثاً ترجمة لكتاب ثان له بعنوان “رحلات عبر العالم العربي”، بمبادرة ودعم من الملحقية الثقافية في السفارة السعودية في فرنسا. كتاب “مدينة الرياض” الذي نقله إلى الفرنسية المستشرق فيليب ميشكوفسكي لقي ترحاباً لدى القراء بالفرنسية من كونه تأريخاً حقيقياً ينطلق من معطيات راسخة وشواهد وملاحظات، جمعها مؤرخ متضلع في ماضي المدينة والمنطقة ككل. وقد حمل كتاب الجاسر هذا إلى القراء الفرنسيين نظرة غير مسبوقة في اللغات الأجنبية، وبعيدة من الرؤية الاستشراقية التي تخضع لسياق معرفي رائج.
أما الكتاب الجديد الذي ترجمه المستشرق لوك باربولسكو فهو يحمل إلى القراء الفرنسيين وجهة نظر غير مألوفة إلى ما يسمى أدب الرحلة، هذا الأدب الذي تميز به الجاسر وحرره من مفهوم “السياحة” الجغرافية، جاعلاً منه أدباً سوسيولوجياً وتاريخياً وحضارياً، فلا يتوقف عند المعالم الجغرافية من خلال الوصف والمشاهدة بل يغوص في البعد التاريخي والمعرفي للأمكنة التي يزورها ويكتب عنها. ولعل هذه الناحية في جهد الجاسر تفتح أمام القارئ الأجنبي باباً واسعاً ليدخل منه إلى عالم المدن والبلدان التي يكتب عنها.
كتاب الجاسر بالفرنسية (دار لارمانان)
ولعل صدور هاتين الترجمتين بالفرنسية تتيحان لجهود الباحث حمد الجاسر الفرصة للتوجه إلى القراء الأجانب ودخول المكتبة الغربية المتخصصة بقضايا التراث العربي.
وقد بذل الجاسر جهداً متواصلاً خلال حياته، ليقدم إسهامات متعددة غطت أكثر من نصف قرن من الزمن، وتنوعت ما بين إصداره لصحيفة “اليمامة”، وتأسيس جريدة “الرياض”، وإصدار مجلة “العرب”، وتأسيسه لأول مطبعة في نجد ثم داراً للنشر. لكن اللافت في مساره تأليفه عشرات الكتب والأبحاث والدراسات التي كان لها أثرها العميق والإيجابي داخل السعودية وخارجها، وأصبحت لأعماله وأبحاثه ودراساته قيمة فكرية وعلمية جعلتها مرجعاً للكثير من الدارسين والباحثين والمسشرقين. وقد شغل حمد الجاسر عدة مناصب في حياته العملية، إلى جانب عمله في القضاء والصحافة، والنشر، ساعياً إلى تحقيق مشروعه الذي يتعلق بالبحوث التاريخية والجغرافية عن شبه الجزيرة العربية.
اعتمد حمد الجاسر في التأليف منهجاً خاصاً يتلخص في الحرص على إيصال المعلومات بكل أمانة، والاستناد إلى الدلائل التاريخية والشواهد القائمة مع الدراسة والتحليل. ولم يستخدم في نصوصه الكلمات البلاغية بل حرص على الوصول إلى الحقيقة العلمية بلا غموض أو لبس. وإضافة إلى ما عرف عن الجاسر كمؤلف متميز فقد عرف عنه أيضاً أنه محقق موضع ثقة. فهو حقق أو شارك في تحقيق نصوص تراثية عديدة، مركزاً على منهج ضبط النص اعتماداً على ما هو موجود من نسخ مخطوطة إلى جانب التحقق من أسماء الإعلام والمواضع والتعريف بما يحتاج إلى تعريف منها.
ولعل من أهم وأبرز ما أنجزه الجاسر، تحقيق كتاب “البرق اليماني في الفتح العثماني”، و”بلاد العرب”، و”المناسك وتحديد أماكن الحج”، و”معالم الجزيرة”، عطفاً على تأليفه “المعجم الجغرافي للبلاد العربية السعودية” الذي صدر في ثمانية أجزاء، وبواحد وعشرين مجلداً، إضافة إلى عشرات الكتب. أما مجلدات مجلة “العرب”، فبلغت 30 مجلداً. وقد استطاع بهذا الإنجاز أن يصحح كثيراً من المعلومات السائدة المغلوطة عن الجزيرة العربية، الأمر الذي دفع أعضاء المجامع العلمية العربية للاستعانة بدراساته وأبحاثه لتصحيح الأخطاء. التي وردت في بعض المؤلفات.
قضى الجاسر قسطاً كبيراً من حياته الطويلة (عاش 90 سنة) في التأليف والتحقيق، والمتابعة، وعرف شهرة عربية وعالمية، وأصبح مرجعاً في حقل تاريخ وجغرافية الجزيرة العربية لما يتمتع به من مكانة علمية. وقد اختير عضواً في العديد من المجامع العلمية العربية، كالمجمع العلمي العربي في دمشق منذ عام 1951، والمجلس العلمي العراقي منذ عام 1954، مجمع اللغة العربية في القاهرة منذ عام 1958. وقد بلغ مجموع أعماله 1117 عملاً تنوعت بين بحث ومقالة ودراسة وتحقيق، إضافة إلى ما أنجزه من كتب ومجلدات. وتقتضي الإشارة الى أن الترجمة صدرت تحت إشراف الملحقية الثقافية السعودية في باريس، في إطار مشروع الترجمة الذي يسعى الى التعرييف بالإنتاج الثقافي السعودي في الخارج.