ندوة علمية عن الدكتور عبدالله العثيمين رحمه الله

ندوة علمية في مجلس حمد الجاسر عن الدكتور عبدالله العثيمين رحمه الله أقام مجلس حمد الجاسر الثقافي ندوة عن المؤرِّخ والشاعر والأكاديمي الأستاذ الدكتور عبدالله بن صالح العثيمين، الذي وافته المنيَّة يوم الثلاثاء 12/7/1437هـ الموافق 19/4/2016م، شارك فيها كلٌّ من الدكتور محمد الهدلق والدكتور عبدالعزيز الهلابي، وأدارها الدكتور عبدالرحمن الشبيلي، وذلك يوم السبت 16 رجب 1437هـ الموافق 23 نيسان (أبريل) 2016م. وقد افتتح الندوةَ الدكتور عبدالرحمن الشبيلي قبل تقديم المشاركَيْن، بوَصْف الدكتور العثيمين -رحمه الله- بأنه كان متيَّمًا في حبِّ وطنه، ومسكونًا بأزمات أمَّته، ولا تغادره الكلمة الـمَرِحة ولا القصيدة المازحة، يحبكها فصيحة، وينظمها تفعيلة، ويقولها نبطية، وأشار إلى أنه رافقه عن قُرْب من الابتدائية إلى مجلس الشورى، مستعرضًا بعض قصائده ومنجَزاته العلمية والفكرية والأدبية. ثم تحدَّث المشارك الأول الدكتور محمَّد الهدلق فركَّز على صفات الدكتور العثيمين وذكرياته معه، وإنتاجه الأدبي والفكري، وبيَّن أنه كان يتَّصف بالتواضع وكَرَم النفس، وحبِّ اللغة، والزهد في المظاهر، والعُمْق في الفكر، وأنه اجتماعيٌّ بالفطرة، محبٌّ لفعل الخير. وتحدَّث د. الهدلق أيضًا عن منهجية كتابات الفقيد الفكرية والتاريخية، فهو مؤرِّخ ومحقِّق ومترجِم وناقد، وقدَّم إطلالة على سيرة الفقيد، إذ كانا معًا في إدنبره، وأشار إلى أنَّ عودة العثيمين إلى المملكة تركتْ فراغًا كبيرًا ليس فقط بين زملائه السعوديين بل لدى كلِّ العرب في إدنبره، وكذلك غيرهم ممَّن كانوا على صلة به، وقال إنه كان ظريفًا وفيًّا لأصدقائه ولتلك المدينة في الأعوام التالية لعودته، فكان يسعدهم بزياراته كلَّما سنحت له فرصة، ولا ينسى إتحافهم بما هو موجود في الوطن ممَّا لا يوجد هناك. وفصَّل في الجانب الأكاديمي والفكري، متحدِّثًا عن دواوين الفقيد الشعرية، إذ إنَّ له عشرة دواوين شعرية، تسعة منها بالعربية الفصحى وواحد باللهجة النجدية، واستعرض العديد من قصائده الشعرية. بدوره ركَّز الدكتور عبدالعزيز الهلابي على محورين، الأول عن علاقته الشخصية بالعثيمين، والثاني عن إنجازاته العلمية، موضحًا أنه زامله في بريطانيا أثناء الدراسة ثم في قسم التاريخ بجامعة الملك سعود بعد ذلك لمدَّة ناهزت ثلاثين عامًا، ونظرًا لتميُّزه فقد اختيرَ عضوًا بالمجلس العلمي بالجامعة لعدد من السنوات، وشارك في وَضْع المناهج والخطط الدراسية في القسم والكلِّية، وأشرف على العديد من رسائل الماجستير والدكتوراه. وأثنى على علمه وحكمته وسداد رأيه، وسعة أفقه، وحِلْمه وسماحته، قائلاً إنَّ المرء يتشوَّف إلى جلسته لِمَا فيها من ظرف وتشويق وحُسْن حديث، فإنْ تحدَّث في التاريخ فهو المبرز فيه، وإنْ تحدَّث في الشأن العام في مجتمعنا فهو المهموم به العارف لأبعاده، وإنْ تحدَّث في شؤون الأمة فهو المستوعِب المتابِع لأحوالها، وإنْ كان حديث ظرف فهو يتجلَّى مَرَحًا وأُنْسًا ودعابة، وفي الجِدِّ هو أستاذ جيل وباحث نشيط دؤوب، وأثمرت جهوده العلمية إنتاجًا علميًّا يتَّصف بالغزارة والعُمْق. وتحدَّث عن العثيمين المحقِّق، مبيِّنًا أنه لم يكن باحثًا في التاريخ فحسب، بل محقِّقًا يمتلك كل أدوات التحقيق، كما إنه مترجم، فالترجمة تُعَدُّ بُعْدًا ثالثًا في أعمال العثيمين التاريخية. وختم حديثَهُ بالإشارة إلى جهود الفقيد خلال عمله أمينًا عامًّا لجائزة الملك فيصل. ثم فُتح الباب لمداخَلات الحاضرين، الذين تحدَّثوا عن خصال الفقيد ومآثره وإنجازاته العلمية والأدبية، وعن ذكرياتهم معه، رحمه الله تعالى.