د. الخريِّف يطالب بإنجاز السياسة السكانية التي تتوافق مع رؤية 2030
أشار الدكتور رشود الخريف إلى أنَّ مناطق الرياض ومكَّة والشرقية تستحوذ على قرابة ثلثَيْ إجمالي السكَّان في المملكة، وأنَّ معدَّل نمو السكان غير السعوديين شَهِدَ تأرجُحًا من فترةٍ لأخرى، ولكنَّه ارتفع بدرجة ملحوظة خلال الفترة 2004-2010م ليصل إلى 5.6% سنويًّا؛ أي ضِعْف معدَّل نمو السكَّان السعوديين. جاء ذلك في محاضرةٍ ألقاها في مجلس حمد الجاسر يوم السبت 25 ربيع الأوَّل 1438هـ الموافق 24 كانون الأوَّل (ديسمبر) 2016م، بعنوان "مسائل سكَّانية"، وأدارها د. عبدالله بن نجا المطيري.
وطالبَ د. الخريِّف بإنجاز السياسة السكَّانية التي تتوافق مع رؤية 2030 في أقرب وقت، وتحسين مستوى البيانات السكَّانية وإتاحتها للباحثين من أجل فَهْم الاتجاهات السكَّانية بشكلٍ أفضل، والاستمرار في الجهود التي تهدف إلى إحداث توازُن في التنمية بين مناطق المملكة كالمدن الاقتصادية ومؤسَّسات التعليم والتدريب، وبَذْل المزيد لتعزيز التنمية البشرية وإيجاد قوَّة عمل وطنية قادرة على المنافسة في عالَم متغيِّر، وتنمية الموارد المائية من خلال الترشيد وتطوير التحلية، والحد من تدمير البيئة الطبيعية ومن التأثير السلبي على الحياة الفِطْرية.
وأوضحَ خلال محاضرته ملامح التغيُّر في معدَّل النمو السكاني والتركيب العُمْري والنوعي والخصائص السكَّانية الأخرى، كما تطرَّقَ إلى الوضع الراهن لبعض القضايا السكَّانية مثل البطالة والتأخُّر في الزواج والإسكان، معتمِدًا في مصادره على بيانات المسح الديموغرافي لعام 2016م، وبيانات تعداد السكَّان لعام 2010م، وقواعد البيانات الدولية.
كما تحدَّث عن التوزيع النِّسْبي لإجمالي السكان في 2016م، والسكَّان حسب الجنسية، ومعدَّل المواليد في المناطق الإدارية، ومعدَّل الوَفَيات، والتركيب النوعي والتناسُب بين الذكور والإناث من السعوديين وغير السعوديين ونِسَب التنوُّع في بعض الدول مثل الصين واليابان وألمانيا والأردن وأمريكا، والتغيُّر في الخصوبة والإنجاب، والعُمْر عند الزواج الأوَّل، ونِسَب استخدام وسائل تنظيم الأسرة في المناطق الإدارية، وأنواع وسائل التنظيم للأُسَر المستخدِمة لها، والتركيب العُمْري للسكَّان السعوديين بالمقارَنة ببعض الدول الأخرى، والحالة الزواجية للسكَّان السعوديين ونِسْبة الأرامل والمطلَّقات والمتزوِّجات والعانسات اللاَّتي لم يسبق لهنَّ الزواج، وأسباب العنوسة التي ترتفع نِسْبتها في المدن على وجه الخصوص، والحالة التعليمية للسعوديين.
كما تحدَّث عن التغيُّر في معدَّلات البطالة بين السعوديين، وهدف رؤية 2030 في تخفيض المعدَّل إلى 7% ورَفْع نسبة مشاركة المرأة في العمل إلى 30% ورَفْع العُمْر المتوقَّع إلى 80 عامًا، وأوضحَ التغيُّر في ملكية المساكن خلال الأعوام 2004 و2010 و2016م، ونسبة التدخين في المجتمع السعودي التي تصل إلى 7% بين الرجال والسيِّدات.
وقال إنَّ عدد سكَّان المملكة يتزايد بشكل مستمر منذ توحيد المملكة على يد المغفور له الملك عبدالعزيز بمعدَّلات مرتفعة نسبيًّا ولكنَّها متناقصة، وشهدت جميع مناطق المملكة تزايُدًا سكَّانياً كبيرًا ومستمرًّا خلال العقود الأربعة الماضية، إذ بلغ إجمالي النمو لإجمالي السكَّان 3.2% خلال الفترة من 2004-2010م، ويُقدَّر معدَّل نمو السكان السعوديين فقط 2.2% سنويًّا.