استقبل صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الرئيس الفخري لمؤسَّسة حمد الجاسر الثقافية الخيرية في مكتبه بقصر اليمامة، معالي رئيس مجلس أمناء المؤسَّسة الدكتور أحمد بن محمَّد الضبيب وأعضاء المجلس، يوم الخميس 24 ربيع الأول 1436هـ الموافق 15 كانون الثاني (يناير) 2015م.
وقد أعرب سمو ولي العهد عن سعادته بلقاء أعضاء مجلس الأمناء، منوِّهًا بوفائهم للمؤسَّسة ووفاء الوطن لكلِّ مَن خَدَمَهُ. وأثنى سموُّه على ما قدَّمه الشيخ حمد الجاسر -رحمه الله- من إنتاج أدبي وثقافي ثري كان له دور فعَّال في الحركة الثقافية والأدبية في المملكة. وأكَّد سمو ولي العهد اهتمام الدولة ورعايتها لأصحاب الفكر والرأي، منوِّهًا بدورهم في تنمية الحركة الثقافية وازدهارها. واستعرض رئيس وأعضاء مجلس أمناء مؤسَّسة حمد الجاسر الأنشطة والأعمال العلمية والبحثية التي قامت بها المؤسَّسة ومركز حمد الجاسر الثقافي خلال الموسم الماضي في ميادين التُّراث والثقافة والأدب، كما تم استعراض رؤية المؤسَّسة في سبيل تحقيق أهدافها.
وكرَّم سموُّه سعادة الدكتور عبدالله العثيمين الشخصية الثقافية لهذا العام، تقديرًا لجهوده في مجال تاريخ المملكة، فالدكتور العثيمين عالِـمٌ جليل قدَّم العديد من الإسهامات في مجال التاريخ والفكر، وقد تولَّى عضوية تحرير مجلَّة «العرب» بعد رحيل مؤسِّسها الشيخ حمد الجاسر رحمه الله، وهو عضو مجلس أمناء المؤسَّسة، والأمين العام لجائزة الملك فيصل العالمية.
كما استقبل صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز آل سعود ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء المستشار والمبعوث الخاص لخادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- في مكتبه بقصر اليمامة اليوم معالي رئيس مجلس أمناء المؤسَّسة الدكتور أحمد بن محمَّد الضبيب وأعضاء مجلس أمنائها الذين قَدِموا للسلام على سموِّه .
وقد عقد الأعضاء عَقِبَ ذلك اجتماعًا في دارة العرب برئاسة معالي الدكتور الضبيب رئيس مجلس الأمناء، أُلقيت فيه العديد من الكلمات، افتتحها رئيس مجلس الأمناء بكلمته، ثم تحدَّث الأستاذ حمد القاضي الأمين العام لمجلس أمناء مؤسَّسة حمد الجاسر، والأستاذ معن الجاسر الأمين العام للمؤسَّسة، وقد استعرضوا في كلماتهم ما أنجزه المركز خلال الموسم الثقافي الماضي من مشروعات ثقافية، منها: إقامة (73) فعالية ثقافية (بين ندوةٍ ومحاضرة) تناولت موضوعات متعدِّدة في مختلف المجالات التي تابعها روَّاد «مجلس حمد الجاسر» باهتمام، والذي استضاف عددًا من العلماء والمفكِّرين والمثقَّفين من داخل المملكة وخارجها. كما أصدر المركز كتبًا جديدةً إضافةً إلى ما سبق إصداره في الأعوام السابقة، ممَّا يصبُّ في خدمة أهداف المؤسَّسة في خدمة تاريخ المملكة وتراث العرب وجغرافية بلادهم. وكذلك تابعَ إصدار نشرة «جسور» الثقافية، التي تُعنى بعرض أنشطة المركز وفعالياته، وبالتعريف بروَّاد «مجلس حمد الجاسر» وأخبارهم الثقافية، وقد صدر منها (16) عدداً. وإصدار مجلَّة «العرب» المستمرَّة في نشر البحوث والدراسات التي تُجيزها هيئة التحرير، وقد بلغت عامها الخمسين، وتَصدُر المجلَّة في ستَّة أجزاء في السنة، بواقع عددين مُدمَجَين كل شهرين. وصدرت النسخة المعدَّلة من القرص المضغوط الذي يحوي أعداد (44) سنةً من عُمْر المجلَّة، ممَّا يُتيح للباحثين سهولة الوصول إلى المعلومة من خلال محرِّك بحثٍ سريع. واعتنى المركز بموقعه الإلكتروني على الإنترنت، وصفحاته على مواقع التواصل الاجتماعي، التي يتواصل من خلالها مع المهتمِّين والمتابعين لأنشطته. وكذلك يحرص على المشاركة في مَعَارض الكتاب لتوفير إصداراته للقرَّاء. ويتابع تكريمَه للعلماء والباحثين البارزين في مجالات خدمة تراث الجزيرة العربية واللغة والفكر العربي، من خلال اختيار شخصية بارزة في مجالٍ من المجالات التي تُقِرُّها اللجنة العلمية كلَّ عام، لتكريمه بوصفه الشخصية الثقافية. وقام المركز أيضًا هذا العام بـجمع مقالات الشيخ حمد الجاسر وأبحاثه غير المنشورة في كتبه والخاصَّة بالسِّيَر والتراجم، وبتاريخ المدينة المنورة، وإعدادها للنشر. وكذلك إعادة طباعة أعداد جريدة «اليمامة» التي صدرت في فترة امتلاك الشيخ الجاسر –رحمه الله- لامتياز الجريدة، وذلك في خمسة مجلَّدات. وجَمْع وتصنيف بعض مراسلات الشيخ الجاسر ممَّا يهمُّ القرَّاء. وكذلك تضمَّنت أنشطة المركز خلال الموسم الثقافي الماضي رحلات علمية واستكشافية لعدد من منسوبي «مجلس حمد الجاسر» وروَّاده، وتأسيس «المقهى الثقافي» لاستقطاب الشباب والمثقَّفين لتبادل الأحاديث والآراء في جوٍّ هادئ، وفق برنامج ثقافي محدَّد.
وأشار سعادة الأستاذ معن الجاسر في كلمته إلى أهمِّية مجلَّة «اليمامة» التي أسَّسها الشيخ حمد الجاسر عام 1372هـ/1953م لتكون أوَّل مطبوعة صحفية في الرياض والمنطقة الوسطى، وما قام به المركز من طباعة أعداد السنتين الأولى والثانية في مجلَّدين، وعمل المركز حالياً على طباعة أعداد الصحيفة من السنة الثالثة إلى التاسعة (حتى نهاية الفترة التي امتلك الشيخ حمد الجاسر –رحمه الله– فيها امتياز الصحيفة)، وعرَّج على ما استجدَّ قبل أشهر من تصريح بعض المسؤولين في مجلس إدارة مؤسسة اليمامة الصحفية بإمكانية توقُّف مجلَّة «اليمامة»، الأمر الذي كان له أثرٌ في نفوس شرائح كبيرة من المجتمع في الساحة الثقافية ومواقع التواصل الاجتماعي، وخصوصاً الأدباء والصحفيين الذين يدركون رمزيَّة المجلَّة وريادتها. وأشار إلى أنَّ مركز حمد الجاسر الثقافي تصدَّى للأمر بأنْ خصَّص إحدى ندواته الأسبوعية لهذا الموضوع، وشارك فيها جَمْعٌ من العلماء والإعلاميين والمثقَّفين الذين أكَّدوا على أهمِّية المجلَّة وضرورة تحديثها واستمرارها. كما أصدر المركز عددًا خاصًّا من نشرة «جسور» لهذا الموضوع.
ثم تحدَّث سعادة الدكتور محمَّد بنشريفة –عضو مجلس الأمناء- الذي قَدِمَ من المغرب للمشاركة في الاجتماع، فشكرَ في كلمته الأمينَ العام على حفاوة الاستقبال، وترحَّم على الشيخ حمد الجاسر ومعالي الدكتور عبدالعزيز الخويطر والدكتور محمود علي مكي -رحمهم الله تعالى- وذكر جانبًا من مآثرهم، وأثنى على ما يقدِّمه المركز من نشاط ثقافي، وأشاد بجهود العاملين عليه واللجان العلمية والتنفيذية لِمَا قدَّمته من مشروعات خلال الأعوام الماضية.
عَقِبَ ذلك تحدَّث الدكتور عبدالعزيز المانع عن تحقيق كتاب «معجم ما استعجم» الذي ستكون له أهمِّية بالغة وفائدة كبيرة للمكتبة العربية، والذي يسعى المركز إلى طباعته بالطريقة المغربية التي أرادها مؤلِّف الكتاب، وقد أُنجزَ منه الجزء الأول والثاني بالاشتراك مع معالي الدكتور عبدالله الغنيم – وزير التعليم العالي السابق في الكويت- المختص بالجانب الجغرافي فيه، ويجري العمل على إنجاز ما تبقَّى منه، واستعرض الصعوبات التي تواجههما عمليةُ التحقيق.
كما تحدَّث الدكتور عبدالرحمن الشبيلي عمَّا أنجزه في كتاب السِّيَر والتراجم والذي يتضمَّن مقالات الشيخ حمد الجاسر وأبحاثه الخاصَّة بالتراجم والتي لم تُنشر في كتبه، والذي ظهرَ بألف صفحة وسيُنشر على جزأين. واقترح تكريم الدكتور ناصر الدين الأسد في العام القادم تقديرًا لِمَا قدَّمه من جهود علمية وفكرية وأدبية، وشدَّد على ضرورة متابعة موضوع المقر الرئيس للمركز لِمَا له من أهمِّية بالغة في تطوير العمل.
وتحدَّث الأستاذ حجاب الحازمي فشَكَرَ الحضور والقائمين على المركز لِمَا يقدِّمونه من جهود ملموسة في خدمة الفكر والثقافة.
وشدَّد الأستاذ محمَّد رضا نصر الله على أهمِّية الاحتفال بالذكرى الخمسين لتأسيس مجلَّة «العرب»، وتخصيص عدد من أعدادها لهذه الذكرى، وإقامة ندوة في مركز حمد الجاسر يتحدَّث فيها المشاركون عن مجلَّة «العرب» وتاريخها ودورها الثقافي والعلمي الكبير.