
فعاليات ثقافية
وقد تناولت الأوراق المقدمة إلى الندوة عددًا من الموضوعات من بينها : منهج الجاسر في تحقيق النصوص، وجهوده في تحقيق الأماكن الجغرافية، وعنايته بالأنساب، وجهوده في مجال الصحافة، واهتماماته باللغة والشعر والشعراء، وبالتراث العلمي للجزيرة العربية، وبرحلات الغربيين إلى الجزيرة العربية، ورحلات الشيخ الجاسر إلى أوربا.
"البرود" في مؤلفاته :
وفصّل الدكتور ناصر بن سعد الرشيد، أستاذ اللغة العربية في جامعة الملك سعود، أسباب تأليف الجاسر كتابًا عن "البرود" وانتقد الدكتور الرشيد الكتاب. فيما حلل الدكتور أحمد بن عمر الزيلعي، من قسم الآثار والمتاحف في كلية الآداب، كتاب "البرق اليماني لمؤلفه النهروالي". وعن تميز الجاسر في تحقيق كتب التراث العربي المخطوط. اشتملت الورقة البحثية عن مقدمة عن جهود الشيخ حمد العلمية، واهتمامه بتحقيق كتب التراث العربي الإسلامي، ثم عمله في تحقيق هذا الكتاب.
مساهماته الصحافية :
والجانب الصحافي للجاسر بحث فيه الدكتور عبدالعزيز بن سلمة من قسم الإعلام في جامعة الملك سعود، وأبرز ابن سلمة إسهام الجاسر الكبير في مجال الصحافة في السعودية، ودوره الريادي في توطينها في المنطقة الوسطى. وتناول الباحث الدوافع التي أدت به إلى غرس بذرة الصحافة في المنطقة الوسطى، رغم ما واجهه من عقبات ومثبطات، وتعهده لتلك البذرة حتى آتت أكلها من خلال نجاحه في تجذير واستدامة تجربة صحافية ثرية.
وحول جهود الجاسر الصحافية والإعلامية، أوضح الدكتور عبدالرحمن الشبيلي عضو مجلس الشورى، في ورقته أن خطوة حمد الجاسر في مطلع السبعينيات الهجرية من القرن الماضي لإصدار مجلة (اليمامة) كانت البذرة الأولى لحركة الطباعة والصحافة والنشر في عاصمة السعودية، وفي نجد ، بل ولظهور بدايات وسائل الإعلام المقروء والمسموع والمرئي كافة.
رحلاته العلمية :
وتناولت ورقة الأستاذة أسماء بنت علي شير، من قسم التاريخ في جامعة أم القرى، الرحلات في حياة الشيخ حمد التي جعلها في سبيل العلم، وتشير في بحثها إلى أن الهدف من تلك الرحلات هو إحياء التراث العربي في الجزيرة العربية، والتثبت من صحة أسماء المواضع، وذكر صفاتها وتحديد مواضعها. وتعمل على بيان جهده وفضله في هذا المجال.
ووصف الدكتور محمد خير البقاعي، الأستاذ في قسم اللغة العربية في جامعة الملك سعود، ما قدمه الجاسر في حديثه عن رحلات الغربيين إلى الجزيرة العربية من خلال المراجعات التي أجراها لما ترجم إلى العربية من تلك الرحلات. ويشير الدكتور البقاعي في بحثه إلى أن مفردة الرحالة تمثل مفتاح حياة الشيخ الجاسر، الذي كانت حياته وأعماله رحلة دائمة ومستمرة.
منهجه في التحقيق والنقد :
وطرح الدكتور أحمد محمد الضبيب، عضو مجلس الشورى، في الندوة "منهج الجاسر في تحقيق النصوص"، وحاول رصد منهجه في تحقيقه للنصوص القديمة من كتب التراث التي أصدرها خلال مسيرته العلمية، وبخاصة المخطوطات التي نشرها لأول مرة. واستكشف الباحث هدف المحقق من نشر هذه النصوص، وتحدث عن موقفه الثابت حيال أهمية إبراز النص كما أراده مؤلفه مستعرضًا أمثلة على ذلك، ثم منهجه في نشر النصوص التي تحوي آراء المخالفين، من حيث حذف هذه الآراء أو تلخيصها أو الإبقاء عليها.
وبيّن الدكتور حمد بن عبدالعزيز السويلم، من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية- فرع القصيم في بحث له بعنوان "الشيخ حمد الجاسر ناقدًا" أن الجاسر أحد الرواد الذين أخذوا على عواتقهم مسيرة الأدب وتوجيه الشعراء نحو آفاق إبداعية تخرجهم من دائرة التقليد والجمود. وعمل السويلم في هذا البحث على إبراز مظاهر اهتمام الشيخ الجاسر بالأدب، ونقده للنص الأدبي.
اهتماماته بالشعر :
وألقى الدكتور محمد عبدالرحمن الهدلق، أستاذ اللغة العربية في جامعة الملك سعود، الضوء على اهتمام الشيخ حمد الجاسر بالشعر والشعراء، كما يبدو من كتابه (مع الشعراء). ويوضح الهدلق أن الشعر كان أحد المصادر التي اعتمد عليها الشيخ في دراساته المتنوعة وبخاصة ما تعلق منها بالموضوعات الجغرافية، والتاريخية والأنساب.
خدمته للغة العربية :
ويحدد الدكتور عبدالله عبدالرحيم عسيلان، عضو مجلس الشورى، معالم بارزة من جهود الشيخ حمد الجاسر في محيط اللغة العربية، وعنايته الفائقة بدراستها العربية، حيث احتل مكانة مرموقة لدى الباحثين والمهتمين بدراسة اللغة بما له من جهود واضحة في تتبع ما ينشر من معاجم اللغة العربية، وقراءتها قراءة نقدية فاحصة. وعرض الدكتور عسيلان مواقفه وآراءه حول قضايا اللغة، كما يمكن أن نتلمس منهجه فيما عرض له من الجوانب. وحاولت هذه الدراسة أن تتلمس معالم جهود الشيخ حمد في مجال ومحيط اللغة العربية مع الوقوف على أبرز ملامح منهجه في هذا المضمار وما تم تناوله وطرحه من مسائل وقضايا لغوية فيما سبقت الإشارة إليه من جهود.
الجاسر مؤرخًا :
وبيّن الدكتور عبدالعزيز صالح الهلابي، أستاذ التاريخ في جامعة الملك سعود، في ورقته أن الجاسر لم يعن بالتاريخ بشكل مباشر في البداية لكن الترابط العضوي بين وحدات التراث نمّى اهتمامه به وكانت مساهماته الأولى بمثابة بحوث تاريخية متنوعة في تواريخ المدن والجامعات نشرها مفرقة في مجلته (العرب) وتتبع هذا البحث نشأة الاهتمام التاريخي عند الجاسر، ومساهماته التاريخية المتنوعة وطبيعتها. محاولاً تقويمها وفقًا للخط الذي سار عليه الجاسر، والذي تبنَّاه أعلاه في كتاباته التاريخية.
الأنساب :
وأبرز الدكتور عائض الردادي، مدير عام وكالة الأنباء السعودية، عناية الجاسر بالأنساب ودوره في إعادة هذا العلم إلى ما كان عليه من عناية في القرون الثلاثة الهجرية الأولى، لأنه يرى أنه من العلوم العربية البحتة التي لا تُعنى بها الأمم الأخرى. وأوضح البحث أن لعناية حمد الجاسر بالأنساب جانبين : نظريًا وعمليًا، أما الجانب النظري فكان في نهجه الإصلاحي التنويري في الكتابة عن الأنساب، فهو يرى أن علم الأنساب علم جليل رفيع، به يكون التعارف والترابط بين الناس، وبه تكون صلة الرحم.
الأجناس :وتساءل الدكتور صالح معيض الغامدي من قسم اللغة العربية وآدابها في كلية الآداب، خلال بحثه في كتاب (في سراة غامد وزهران) وإشكالية التجنيس، عن الجنس الأدبي الذي ينتمي إليه كتاب الشيخ حمد الجاسر (في سراة غامد وزهران) ويحاول الإجابة عنه. ويبين أن تحديد الجنس الكتابي لأي عمل الخطوة الأولى لأي تفاعل مثمر معه.
وتحدث الأستاذ فائز بن موسى الحربي، من دارة الملك عبدالعزيز، في بحثه عن اهتمام الشيخ الجاسر بعلم الأنساب، وذلك ضمن جهوده في قضايا المجتمع والتراث. فيما ركز الدكتور يحيى محمد شيخ أبو الخير، من قسم الجغرافيا في جامعة الملك سعود، على أبعاد المنهجية لجهود الشيخ حمد الجاسر المعرفية في تحقيق الأماكن الجغرافية. وناقش في ورقته مفهوم المنهجية العلمية مستعرضًا أهم مفاهيمها وخطواتها المتنوعة.
دوره في خدمة المكتبات :
وقدّم الدكتور فؤاد حمد فرسوني، من قسم علوم المكتبات والمعلومات في جامعة الملك سعود، دراسة ببليوقياسية "ببليومترية" لأعمال حمد الجاسر، بهدف حصر أعماله حصرًا ببليوجرافيًا وافيًا ما أمكن، وإخضاعها لدراسة ببليوقياسية منهجية. كما كشف الدكتور فرسوني عن اتجاهات الكتابة لحمد الجاسر وتطورها من حيث المجال الموضوعي، المجال الوعائي، والمجال الزمني.
النبات في تراثه :
وعن اهتمامه بنباتات شبه الجزيرة العربية ومعرفته بأشكالها وتوزيعها الجغرافي والرابطة العضوية بين أسمائها وأسماء بعض الأماكن، تحدّث الدكتور عبدالله بن يوسف الغنيم، من مركز البحوث والدراسات الكويتية، حول عطاء الشيخ حمد في هذا الجانب -في ضوء تراثه العلمي ومعرفته الموسوعية- بشؤون الجزيرة العربية وتراثها الثقافي العام.
وهدف هذا البحث إلى جمع تراث الجاسر في مجال النبات من خلال مصادر أساسية ثلاثة : فأولها روايته عن نباتات شبه الجزيرة العربية، وثانيها ما جاء في رحلاته من ملحوظات ومشاهدات، وثالثها تحقيقاته ومراجعاته وتصحيحاته ذات الصلة بالنبات، واعتمد البحث على أبرز دراسات الشيخ حمد ورحلاته وأعماله العلمية، ولم يستقص جميع ما جاء في تراثه.
جهوده في مجال الجغرافيا :
تحدّث الشيخ حمد ناصر العبودي، من رابطة العالم الإسلامي، عن جهوده في مجال الجغرافيا، وسلّط الضوء على منهجه في إنجاز أعماله الميدانية.
وقارن الدكتور عز الدين عمر موسى، من قسم التاريخ في كلية الآداب، مواضع جغرافية بين البكري والجاسر، وتعقّب علاّمة الجزيرة في عدد من المسائل مثل إنتاج أبي عبيد عبدالله بن عبدالعزيز البكري الأندلسي (ت478هـ) حول الجغرافيا الذي لم يزر الجزيرة واعتمد على الروايات. ويهدف هذا البحث إلى إحصاء مواطن الاشتباك، ومعرفة طبيعتها، ومحاولة فك ما تيسر بالتعضيد أو التفنيد لأحد الرأيين أو الجمع بينهما وتأويل ذلك.
دوره في إحياء التراث :
وحول جهود الشيخ حمد الجاسر في تحقيق وإحياء التراث، عرض الدكتور يحي الجبوري كتاب (معجم خيل العرب وفرسانها) نموذجاً، ووصوله إلى المخطوطات والكشف عنها ومعرفة أماكنها في المكتبات العربية والإسلامية والعالمية، ووصف ما يختاره منها، وبيان قيمتها، والمطبوع منها والمخطوط والتنويه بما يستحق التحقيق والنشر، ونقد المنشور من المخطوطات. وذكر الجبوري أن الجاسر حقق أكثر من عشرين كتابًا تراثيًا، منها الكثير الذي يبلغ مئات الصفحات، ومنها الصغير الذي يعدّ بعشرات الصفحات، وبلغت الكتب التي حققها 21 كتابًا جاوز مجموع صفحاتها الثلاثة آلاف صفحة.
وتناول المهندس لطف الله قاري، من مدينة ينبع الصناعية، جهود علاّمة الجزيرة العربية المشهودة في مجال التراث العربي (في العلوم الطبيعية)، والتي تكونت من خلال بحوث عميقة في هذا المجال، كانت فيما بعد مرجعاً لبعض المستشرقين الذين يبحثون في هذا المجال .
وذكر قاري في بحثه أن للجاسر مساهمات دقيقة في التعرف على المناجم القديمة في الجزيرة العربية ، ساعدت فيما بعد في الوصول إليها من جديد واستثمارها.
المعاجم في إنتاجه :
وتناول الدكتور عبدالعزيز بن عبدالكريم التويجري، من قسم اللغة العربية وآدابها في كلية الآداب، دور علاّمة الجزيرة في صناعة المادة المعجمية، وطريقة تصنيفها، وإسهامه في إضاءة المتن المعجمي وتصحيحه من خلال العناية بلغة المتن، والحرص على صيانتها مما اعتراها.
تفتتح احتفالها بشوامخ المحققين بتكريم علامة الجزيرة حمد الجاسر
افتتحت دار الكتب والوثائق القومية بجمهورية مصر العربية موسمها الثقافي الثالث لعام 2003-2004م، تحت عنوان "شوامخ المحققين" يوم الثلاثاء 19/7/1424هـ، بندوة علمية عن علاّمة الجزيرة الشيخ حمد الجاسر، رحمه الله، أقيمت بالقاعة الكبرى في دار الكتب والوثائق القومية شارك فيها كل من : الدكتور محمد بن عبدالرحمن الربيع، وكيل جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية للدراسات العليا والبحث العلمي ورئيس النادي الأدبي بالرياض وعضو مجمع اللغة العربية المراسل، والأستاذ عصام الشنطي، خبير بمعهد المخطوطات العربية، والدكتور أحمد فؤاد باشا، أستاذ الفيزياء بكلية العلوم جامعة القاهرة نائب رئيس جامعة القاهرة سابقاً، وأدارها الدكتور حسين محمد نصار، وحضرها جمع غفير من المثقفين والباحثين المهتمين بالشأن العلمي بمصر، وحضرها من السعودية الأستاذ معن بن حمد الجاسر، الأمين العام لمؤسسة حمد الجاسر الخيرية، والأستاذ محمد العقيل، الملحق الثقافي السعودي بالقاهرة، والدكتور عبدالعزيز الهلابي، أستاذ التاريخ بجامعة الملك سعود بالرياض، والدكتور عبدالعزيز المانع، والأستاذ سهم بن ضاوي الدعجاني، مدير مركز حمد الجاسر الثقافي.
افتتح الاحتفال الدكتور أحمد مرسي، رئيس مجلس إدارة دار الكتب والوثائق القومية، بكلمة ضافية أوضح فيها هدف دار الكتب من الاحتفاء بشوامخ المحققين للتراث العربي، واعتبر الاحتفال محاولة من الدار للتعريف بجهودهم العظيمة سواء من العرب أو المستشرقين، وأضاف : إن افتتاح هذا الموسم بالاحتفاء بشيخ المحققين الشيخ حمد الجاسر، رحمه الله، يأتي دلالة على مكانته ودوره الكبير في خدمة تراثنا العربي وما له من مكانة في نفوس علماء مصر ومثقفيها، وشكر مؤسسة حمد الجاسر الخيرية على ما بذلته من جهود كبيرة في إنجاح هذا الاحتفال ..
الدكتور الربيع استهلّ ورقته بقوله : "عندما حدثني الأستاذ الدكتور حسين نصار عن فكرة هذه المحاضرة أثناء الدورة الماضية للهيئة المشتركة للتراث بمعهد المخطوطات العربية التابعة لجامعة الدول العربية ورشحني لإلقاء المحاضرة شكرت له هذا الصنيع وحمدت لمركز تحقيق التراث بدار الكتب والوثائق القومية المصرية هذه العناية والتكريم لعمالقة المحققين من العرب والمستشرقين الذين خدموا تراثنا الخالد بتحقيق روائعه ونفائسه ومنهم علاّمة الجزيرة الشيخ حمد الجاسر، رحمه الله ".
وقد بدأ الدكتور الربيع حديثه بترجمة موجزة للشيخ حمد الجاسر وعدّد جهوده في خدمة التراث عبر محاور عدة منها : التنقيب عن المخطوطات وجمعها والتعريف بها، وتصحيح المعلومات والفهارس، ونقد الكتب المنشورة المختلفة، وتلخيص الكتب التراثية، وعرض محتوياتها، والإشراف على طباعة الكتب التراثية للغير، وتحقيق المواضع وخاصة في الجزيرة العربية، وتحقيق الكتب التراثية.
أخيرًا وقف الدكتور الربيع بشيء من التفصيل عند قضية وصفها بالمهمة واعتبرها مثالاً عمليًا على "غيرة" الشيخ الجاسر على التراث وحرصه عليه، ومدى ما يبذله من جهد متواصل دؤوب في سبيل خدمته والذود عنه وحمايته من عبث العابثين، وأورد للحضور قصة علاّمة الجزيرة مع كتاب (التعليقات والنوادر) وقصة الباحث العراقي حمود عبدالأمير الحمادي بخصوص مخطوطة (التعليقات والنوادر).
بعد ذلك تحدّث الأستاذ الباحث عصام الشنطي، الخبير المعروف بالمخطوطات العربية، عن رحلات حمد الجاسر للبحث عن التراث، ووصف رحلاته بأنها متنوعة الأهداف ومختلفة الدواعي والمقاصد، فهي إما إلى بلاد عربية أو إسلامية أو أجنبية، أوربية أو أمريكية بقصد الاطلاع على التراث العربي متمثلاً في مخطوطاته، يصف ما يتخيره منها، ويصوّر ما يستطيع.. أو رحلات داخل بلاده من الجزيرة العربية ليحقق مواضع تاريخية أو أصول قبائل أو رحلات للعلاج والاستشفاء ..
بعد ذلك تحدّث الدكتور أحمد فؤاد باشا عن حمد الجاسر محققاً للتراث العلمي، حيث افتتح حديثه قائلاً : سأكتفي هنا بالحديث عن واحد فقط من تحقيقات الشيخ حمد الجاسر، لعله أهم ما حقق من كتب التراث العلمي العربي إن لم يكن أهمها على الإطلاق، ذلكم هو كتاب (الجوهرتين العتيقتين المائعتين من الصفراء والبيضاء) تأليف لسان اليمن الحسن بن أحمد الهمداني (280-345) الطبعة الأولى، وتناول الباحث منهج الجاسر في التحقيق وختم محاضرته بذكر بعض الملاحظات التي يراها بالغة الأهمية، حول تحقيق الشيخ للكتاب..
بعد ذلك ألقى الأستاذ معن الجاسر، الأمين العام لمؤسسة حمد الجاسر الخيرية، كلمة بهذه المناسبة شكر فيها دار الكتب والوثائق القومية، باسمه واسم أسرة آل جاسر وتلاميذ وأصدقاء ومحبي الشيخ حمد الجاسر في السعودية، على ما بذلته من جهد في هذا الاحتفال بوالده، رحمه الله.
ثم تحدث بعد ذلك الأستاذ محمد العقيل الملحق الثقافي السعودي بالقاهرة، وشكر دار الكتب والوثائق القومية بمصر على هذا الاهتمام بشوامخ المحققين واختيارهم للشيخ حمد الجاسر ليكون باكورة هذا الموسم، ثم شارك الدكتور أيمن فؤاد السيد بمداخلة أوضح فيها علاقة والده بالشيخ الجاسر وما بينهما من تواصل تراثي.
كما شكر الأستاذ سهم الدعجاني، مدير مركز حمد الجاسر الثقافي بالرياض، دار الكتب والوثائق القومية بمصر ممثلة بمركز التراث، على اهتمامها بشوامخ المحققين من خلال تخصيص موسم كامل لتكريمهم ورصد نتاجهم الفكري، وأضاف : لا شك أن هذه الخطوة تعيد هؤلاء الرواد إلى ذاكرة الأجيال المعاصرة، وكم سرني افتتاح هذا الموسم بعلاّمة الجزيرة الشيخ حمد الجاسر ، رحمه الله .
شاركت مؤسسة حمد الجاسر الخيرية للثقافة في معرض الرياض الدولي التاسع للكتاب في الفترة من 17-27 رجب 1423هـ، في رحاب جامعة الملك سعود بمدينة الرياض.
وتأتي هذه المشاركةفي إطار التعريف برسالة المؤسسة الحضارية. ويشمل جناح المؤسسة التعريف بدار اليمامة للبحث والترجمة والنشر وإصداراتها العلمية في خدمة تراث الجزيرة العربية وجغرافيتها وأنسابها، وإلقاء الضوء على مجلة (العرب) ومسيرتها التي تجاوزت الثامنة والثلاثين عامًا في خدمة تراث العرب وآدابهم.
وقد قدم جناح المؤسسة عرضًا تعريفيًا بخميسية حمد الجاسر الثقافية ودروها في تفعيل المشهد الثقافي المحلي من خلال حضورها المتميز وأطروحاتها التي تأتي امتدادًا لنهج علاّمة الجزيرة في التواصل مع الأجيال وتناول قضايا الثقافة.
وقد شمل الجناح تعريف الجمهور بمكتبة علاّمة الجزيرة، رحمه الله، وما تحويه من مخطوطات وصور نادرة وتأتي هذه المشاركة في إطار الخطوات التعريفية بمؤسسة حمد الجاسر الخيرية للثقافة ورسالتها الحضارية كمؤسسة تعنى بالحفاظ على تراث أحد رواد الحركة الثقافية والتي يتولى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز الرئاسة الفخرية لمجلس أمنائها والذي تم ترشيح العديد من الأسماء الفاعلة في مشهدنا الثقافي السعودي للانضمام إليه من مختلف مناطق المملكة.