الجوانب الخفية من السيرة البازية

استعرض فضيلة الدكتور عبدالرحمن الرحمة ملامح من السيرة الذاتية لسماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله، وافتتحها بتعريف قدمه سماحته لنفسه، وفيه نبذة عن ولادته وطلبه للعلم وشيوخه وأعماله ومؤلفاته وغير ذلك. ثم تحدَّث عن أبرز سماته في الجوانب الاجتماعية وسماحته وكرمه الفياض على الرغم من قلة ذات يده، وشفاعاته. جاء ذلك خلال محاضرة قدمها الدكتور الرحمة في مجلس حمد الجاسر بعنوان: الجوانب الخفية في السيرة البازية، وأدارها د. أحمد الخليف، يوم السبت 21 رجب 1439هـ، الموافق 7 نيسان (أبريل) 2018م. وذكر المحاضر ما استشرف به الملك عبد العزيز رحمه الله عن الشيخ ابن باز في بداية حياته، وأنه سيكون سراجاً منيراً لهذه الأمة، وتحدث عن العلاقة المتينة والرابطة الوثيقة التي تجمع بين علامة الجزيرة الشيخ حمد الجاسر وسماحته وبداية المعرفة وعظيم المحبة بينهما. واستعرض نشأة الشيخ ابن باز الأولى في الرياض وطلبه للعلم فيها، ومدى تأثير والدته عليه. كما ركز على ذكر مشايخه ومن زامله من طلاب العلم آنذاك، وحياة العلمية والعملية في الدِّلِم، وقدومه إليها وبعض مساهماته العامة والخاصة، والمساعدة في فتح المدارس النظامية، والمشاركة في اتخاذ القرارات، وكذلك بيَّن أعمال القضائية والاجتماعية وبناءه للجامع الكبير في تلك المنطقة، ورحيل الشيخ عن الدلم وحزن الأهالي عليه، وذكر بعض المواقف التي تنم عن المحبة والتقدير التي يكنَّها سكان الدلم للشيخ ابن باز. كما بين المحاضر مكانة الرياض العلمية، وخصوصاً افتتاح المعهد العلمي فيها سنة 1370هــ، وذكر عدداً من علماء العالم الإسلامي الذين زاروا الرياض والتقوا بالشيخ فيها، مشيرًا إلى تعيين الشيخ نائباً لرئيس الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، ثم رئيساً لها، وذكر نبذة من أعماله وجوانب تميزه في إدارتها ولطائف من كرمه ومساهماته في حلول مشكلات الطلاب وشفاعاته في ذلك. ثم ركَّز المحاضر على الجوانب الخفية من حياة الشيخ الخاصة بتفاصيل دقيقة عن عبادته وكرمه ورقة قلبه وزهده وتواضعه وحلمه وعفوه عن الناس، وغير ذلك من المواقف الكريمة والخصال الحميدة التي زخرت بها سيرة الشيخ العطرة، مشيرًا إلى جملة من القصص المكذوبة على سماحته ورواجها بين عامة الناس، وأنها مختلَقة لا أساس لها من الصحة. وختم المحاضر محاضرته بذكر صفة هي أبرز تلك الصفات الحميدة في الشيخ رحمه الله، وهي صفة العفو عن الناس وتصدقه بعرضه للمسلمين وعدم مساءلة أحد في ذلك، تاركاً الأمر لله، ثم فُتح المجال للمداخلات التي أثْرت المحاضرة والأسئلة التي تفضّل المحاضر بالرد عليها