الدكتور عز الدين موسى: الهجرة إلى الحبشة تجسِّد استراتيجية السِّلْم في الدعوة

أشار الأستاذ الدكتور عز الدين موسى -عميد كلِّية العلوم الاستراتيجية في جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية- إلى ضرورة إعادة قراءة التاريخ الإسلامي، والسيرة النبوية على وجه التحديد؛ لفهمها فهماً أكثر شموليةً وعمقاً من مختلف الجوانب، إذ أبرزَ المؤرِّخون الغزوات منذ بعثة النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- مع أنَّ الهجرة إلى الحبشة تؤكِّد على أنَّ نَهْج السِّلْم هو الطريق الأفضل للدعوة وأنَّ القتال شيءٌ استثنائي. جاء ذلك في محاضرةٍ بعنوان "قضايا استراتيجية في الهجرة إلى الحبشة"، ألقاها في مجلس حمد الجاسر وأدارها الدكتور عبدالعزيز الهلابي، يوم السبت 5 صفر 1438هـ الموافق 5 تشرين الثاني (نوفمبر) 2016م، تحدَّثَ فيها الـمُحاضِر عن المغزى الحقيقي والدوافع لتلك الهجرة، وكيفيَّتها، والمكان الأرجح لموطن الهجرة، وعودة المهاجرين. وأوضحَ الـمُحاضِر أنه ما من كاتبٍ في السيرة النبوية إلاَّ أشار للهجرة، إلاَّ أنَّ كلَّ هذه المرويَّات لا تُعِيْن على معرفة جوهر الهجرة وتفصيلاتها، ثم وقف مع نصوص المؤرِّخين لها، وأقوالهم حول عدد الذين هاجروا، وأوضحَ أنَّ المهاجرين كانوا يتسلَّلون خفيةً وقريش تتبَعُهم وتتعقَّبُهم، وتُشير الروايات إلى أنَّ رحلاتهم كانت متتابعة؛ ممَّا يدلُّ على أنَّ الهجرة لم تكن جماعية. وقال إنَّ الغموض في ميناء الوصول واختلاف الروايات جعل الدارسين يجتهدون في إسقاط الحاضر على الماضي، وهناك دراسات مختلفة في تحديد المكان، بما أنَّ المنطقة عاشت تغيُّراتٍ سياسيةً كثيرة.