رجال حول المؤسس: محمد بن إبراهيم بن سلطان.. ونصف قرن في خدمة الوطن

أكَّدَ الدكتور فايز الحربي خلال محاضرته أنّ ملحمة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود – رحمه الله تعالى- في تأسيس المملكة العربية السعودية، وكفاحه من أجل توحيد البلاد، تُعدُّ إنجازًا فريدًا وتاريخًا يعتز به كل عربي ومسلم يدرك حجم ذلك الإنجاز الذي أسسه على قاعدة صلبة من الرجال ذوي الهمم العالية، والقادرين على تحمل المسؤولية والمتميزين بالصدق والإخلاص في إنجاز ما يوكل إليهم من أعمال، جاء ذلك في محاضرة ألقاها في مجلس حمد الجاسر يوم السبت 5 شعبان 1436هـ وأدارها الدكتور محمد آل زلفة، سلّط فيها المحاضر الضوء على سيرة ومسيرة الشيخ محمد بن إبراهيم بن سلطان خلال مرحلة التأسيس والذي عدَّه واحداً من أولئك الرجال الذين تشرفوا بخدمة الملك عبدالعزيز بجدٍ وإخلاص وتفانٍ على مدى نصف قرن تقريبًا (١٣٠٠-١٣٧٠هـ)، فقد أثبت جدارة فائقة في عمله منذ التحاقه بخدمة المؤسس في حدود سنة 1326هـ إلى تاريخ وفاته سنة 1371هـ. وأشار المحاضر بأن المطلع على هذه السيرة يجد بساطة الإدارة في عهد الملك عبدالعزيز ووضوحها وأنماط تنقل المهام وتنوعها، فمن خلال التنوع في التكليفات المنوطة بابن سلطان، يظهر التكامل والتنوع والإحاطة بمختلف أوجه العمل الحكومي، وقد كان الجانب المالي أول المهام التي كُلِّف بها من جباية الزكاة من البادية والحاضرة، ابتداءً من عام 1326هـ، ثم برز شخصية عسكريّة فذة في عام 1338هـ، خلال مشاركته في الجيش الذي كُلّف بضم عسير، وبعد ذلك برز الجانب الإداري في هذه الشخصية، بتوليه إمارة بعض القرى والمدن التي ضُمت إلى الوحدة حديثًا فتولى إمارة مدينة "مَرَات" عام 1327هـ، ثم تَقَلُّب في إمارة عدد من المدن والقرى حتى عام 1363هـ، فشغل إمارة الوجه ثم القنفذة ثم العلا ثم قرية. وأوضح المحاضر بأن نشاط ابن سلطان لم يكن محليًّا فقط؛ بل تعدّاه إلى الجانب الإقليمي، فتراه في صنعاء عام 1354هـ، وفي الكويت في زمن آخر، أو مخاطبًا لبعض ساسة الدول المجاورة كما تشير الوثائق التي ضمّنها المحاضر في كتاب نُشر حديثاً يتضمن 200 وثيقة من أصل 500 وثيقة، مؤكدًا أن مثل هذا التواصل يدل دلالة قوية وواضحة على أهمية هذه الشخصية وقوة نفوذها وعمق الثقة فيها، وقدرته على التأثير.