الفكر الإسلامي في العقلية الغربية
كشف المحاضر الأستاذ نجيب الزامل عن أن المفكر والمصلح الاجتماعي الروسي تولستوي في معظم مؤلفاته كان يميل إلى الإسلام، مع إشارات شبه واضحة إلى أنه أسلم بالفعل، منها أن قبره لم يوضع عليه شارة الصليب، مشيراً إلى أن موسكو التي نشأ فيها تولستوي كانت تعد مرجع الكنيسة الأرثوذكسية وقتها في الوقت الذي كانت فيه مدينة الناصرة في فلسطين العاصمة الروحية.
وأوضح الزامل في محاضرة بعنوان: «الفكر الإسلامي في العقلية الغربية» في مجلس حمد الجاسر، والتي أدارها أ. حمد القاضي يوم السبت ، أن عدداً من الشيوعيين الذين حاربوا الإسلام ظهر في كلامهم ما يوحي أنهم يميلون إلى الإسلام لعدالته ومنطقه منهم كارل ماركس، الذي قال: «لو رجع محمد لغسلت قدميه بيدي»، إضافة إلى جملة قالها الأرلندي برنارد شو: «لو رجع محمد لأصلح العالم في مدة قصيرة».
وأشار إلى أن من القصص المعبرة عن سماحة الإسلام، والتي لم ينكرها حتى الشيوعيين أن أماً شيوعية وجدت ابنها إلكساندر يقرأ القرآن الكريم في بيتها فجُنّ جنونها، وتوجهت إلى مسؤول كبير لإعادته إلى صوابه، فأشار لها أن تكتب لتولستوي كون ولدها مغرماً بشخصه.
ولفت إلى أن رد تولستوي كان مغايراً لما أرادت، إذ بارك لها بابنها وأكد لها أنه يشاطره الرأي، وأضاف مخاطباً الأم: «أنتم تذهبون لجهنم، وأظن أن ولدك إلكساندر سيذهب إلى الجنة»، مبيناً أن ما كتب في قصيصة تولستوى كتب فيها عن نبينا محمد ما لم يكتبه أحد، ومنها رسائل إلى زعماء روسيا يدعوهم فيها إلى الإسلام.
وبيّن أنه في عام 1904 دار نقاش بين الإمام العلامة محمد عبده وتولستوي، وفوجئ محمد عبده بأن تولستوي ينتقد عن علم ومعرفة صحيحة آراء أستاذه جمال الدين الأفغاني الذي تتلمذ محمد عبده على يديه، ما يؤكد سعة معرفته ليتحول من مجرد قارئ أو عارف بالأمور إلى مقام إظهار الحجة والبيان.
وأفاد بأنه بعد وفاة تولستوي انفجرت الثورة البلشفية في روسيا، ورفعوا شعار «الدين أفيون الشعوب»، وظهر وقتها ستالين الذي ادّعى أنه لن يسمح بإراقة قطرة دم واحدة، مع أنه هو نفسه كان مسؤولاً عن قتل 40 ألف إنسان، وكانت فلسفته أنه يتبع نظام تولستوي، إذ قال: «لو كان الحكم في روسيا كما وصفه تولستوي لكان حال روسيا أفضل بكثير».
وأكد أن الكاتب في الكتب الغربية مجرد ناقل للأحداث، وليس حاضراً بشخصه فيها، بعكس الكتب العربية التي تشعر فيها أن الكاتب يجلس معك، مشيراً إلى أنه ألف 45 كتاباً ولم ينشرها.
وأوضح أن ظهور 47 ألف تغريدة احتجاجاً على مقتل المسلمين الثلاثة في أميركا قبل أيام أسهم في تعرية الصهاينة وأجنداتهم، واصفاً جهودهم بالفقّاعة أمام سلطة الإنترنت، مبيناً وجود كثير من البشر حول العالم أسلموا عبر نقاشات مع مسلمين في الإنترنت، موضحاً أن بعض مبادئ الدستور الأميركي مأخوذة مما كتبه العلامة العربي ابن طفيل، إضافة إلى أن الكوميديا الإلهية التي يتباهى الغرب بإنتاجها هي من منجزات الشاعر العربي أبوالعلاء المعري.
يذكر أن تولستوي الذي خرج من عباءة المفكر الروسي نكولاي ديغول له مؤلفات عدة منها الحرب والسلام، البعث، أنا كارنينا، الطفولة والصبا والشباب، الحاج مراد، موت إيفان إيليتش، الرب يرى الحقيقة لكنه ينتظر، قوة الظلام، إضافة إلى الجثة الحية، ومملكة الرب داخلك.